كيف علق البيت الأبيض على اقتراح حماس الأخير بشأن وقف إطلاق النار بغزة؟
وصف البيت الأبيض الاقتراح الأخير لحركة حماس لوقف إطلاق النار في غزة بأنه "اختراق" يمكن أن يمهد الطريق لاتفاق محتمل بشأن إطلاق سراح الرهائن، ومع ذلك، حذر من أن هناك مفاوضات صعبة تنتظر التنفيذ.
وأفاد مسؤول أمريكي كبير أن إدارة بايدن تلقت اقتراح حماس الأخير قبل يومين من مكالمة هاتفية استمرت 30 دقيقة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس.
وأضاف المسؤول أن المحادثة كانت مفصلة وبناءة، وتناولت نص الاتفاق والخطوات المطلوبة لإتمام الصفقة.
فمن المقرر أن يعقد نتنياهو اجتماعًا لمجلسه الأمني المصغر لمناقشة اقتراح حماس، ويرسل فريقًا تفاوضيًا إلى الدوحة للتفاوض مع وسطاء أمريكيين ومصريين وقطريين، فسيرأس الوفد رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنياع.
ومن المتوقع أن تبدأ محادثات الدوحة في وقت مبكر من يوم الجمعة، فيتماشى اقتراح حماس مع اتفاق السلام المكون من ثلاث مراحل الذي حدده بايدن في 31 مايو، والذي قبلته الحكومة الإسرائيلية وأقره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق إطلاق حماس سراح الرهائن المسنين والمرضى والنساء خلال هدنة مدتها ستة أسابيع، وانسحاب إسرائيل من مدن غزة، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.
و في المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين ووقف الأعمال العدائية بشكل دائم، مع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة.
أما المرحلة الثالثة فستشهد بدء إعادة إعمار غزة.
وأكد المسؤول الأمريكي أن الاتفاق لم يصبح نهائيًا بعد، مشيرًا إلى أن هناك عملًا كبيرًا يجب القيام به لتنفيذ بعض الخطوات.
وكانت العقبة الرئيسية حتى هذا الأسبوع هي اختلاف وجهات النظر بشأن كيفية الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية.
كما تتطلب حماس ضمانات أقوى بشأن الانتقال إلى وقف إطلاق النار الدائم، وهو ما أثار شكوك نتنياهو الذي تعهد بتدمير ميليشيا حماس.
وصرّح مسؤول أميركي كبير دون الكشف عن تفاصيل النص الذي قدمته حركة حماس، قائلاً: "بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بالانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية كانت فعلاً عائقاً، أعتقد أننا أحرزنا تقدماً في هذا المجال".
وأشار المسؤولون إلى أنه "بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية يجب أن تكون هناك شروط وترتيبات، أعتقد أن هذا أمر واضح، ولكنه كان محل مقاومة من حماس".
وأضافوا أن حركة حماس تخلت عن معارضتها لفرض الشروط قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.
وأوضح المسؤول الأميركي الكبير أن العديد من قضايا التنفيذ التي سيتم التفاوض عليها في الدوحة تتضمن "بعض الترتيبات ثم إطلاق سراح المعتقلين".
وأضاف المسؤول: "يجب أن أقول، بالنظر إلى التطورات الأخيرة، إننا نعتقد أن هناك فرصة كبيرة هنا، ونحن نرحب باستعداد رئيس الوزراء لمحاولة اغتنام هذه الفرصة من خلال تمكين فريقه التفاوضي من المشاركة بشكل مباشر في الدوحة خلال الأيام المقبلة".
