بايدن يصر على استكمال السباق الانتخابي رغم الضغوط.. فما التفاصيل؟
على الرغم من التحديات التي يواجهها بايدن بعد أدائه الضعيف في المناظرة، فإنه يظل ملتزمًا بمواصلة السباق الانتخابي مع التركيز على إنجازاته الرئاسية والتواصل مع الناخبين في الولايات المتأرجحة.
ففي مقابلة إذاعية حديثة، اعترف الرئيس جو بايدن بأنه أخطأ في أدائه خلال المناظرة الأخيرة ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، لكنه أكد عزمه على البقاء في السباق الانتخابي.
جاء هذا الاعتراف في ظل سلسلة من استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجع بايدن بنحو ست نقاط عن ترامب.
وفي مقابلتين أجريتا يوم الأربعاء وأذيعتا يوم الخميس على محطات إذاعية محلية في ولايتي ويسكونسن وبنسلفانيا، حث بايدن الناخبين على تقييمه بناءً على فترة رئاسته في البيت الأبيض.
وقال بايدن لمذيع راديو ميلووكي إيرل إنغرام: "لقد أمضيت ليلة سيئة، والحقيقة أنني أخطأت، لقد ارتكبت خطأ، لقد قضيت 90 دقيقة على المسرح - انظر إلى ما فعلته في ثلاث سنوات ونصف".
وأشار بايدن إلى إنجازاته خلال فترة رئاسته، خصوصًا فيما يتعلق بزيادة التمثيل للأمريكيين من أصل أفريقي.
وقال: "لقد اخترت امرأة سوداء لتكون نائبة للرئيس، لقد عينت أول امرأة سوداء كقاضية في المحكمة العليا، لقد عينت عددًا أكبر من القضاة السود، وعددًا أكبر من القاضيات السود، مقارنة بكل الرؤساء الآخرين في تاريخ أمريكا مجتمعين".
وهاجم بايدن ترامب بشأن تعليقاته على العمال السود خلال المناظرة، حيث قال ترامب إن العمال المهاجرين يمكن أن يأخذوا ما يصل إلى 20 مليون وظيفة للسود.
وتابع "بايدن": "لقد فعل أشياء فظيعة في المجتمع، ولديه نفس القدر من الاهتمام والقلق تجاه المجتمعات السوداء والأقليات مثل الرجل على القمر".
وتشكل المقابلات جزءًا من سلسلة من الظهور العام لبايدن على مدى الأيام القليلة المقبلة. وسيجري مقابلة أخرى يوم الجمعة مع شبكة ABC News، ثم مع برنامج Good Morning America خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأشار تقرير البيت الأبيض لشبكة CNN إلى أن طبيب بايدن فحصه بعد المناظرة حيث كان يعاني من نزلة برد، مما يتناقض مع تصريح السكرتيرة الصحفية كارين جان بيير قبل يوم واحد بأن بايدن لم يخضع لأي فحوصات طبية منذ الفحص البدني الذي أجراه في فبراير.
وأظهرت استطلاعات الرأي بعد المناظرة أن أداء بايدن المقلق، بما في ذلك عدم قدرته على مواجهة سلسلة الأكاذيب التي يطلقها ترامب، قد أثر على شعبيته بين الناخبين.
ووفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، تقدم ترامب بفارق ست نقاط على المستوى الوطني، بنسبة 48% مقابل 42%، مع قول 80% من المشاركين إن بايدن أصبح كبير السن للغاية بحيث لا يمكنه الترشح لولاية ثانية.
وأظهرت دراسة حديثة أن الرئيس جو بايدن يحظى بنظرة إيجابية من 34% من الناخبين، بينما ينظر إليه 63% بنظرة سلبية.
واقل من 40% من الناخبين أيدوا طريقة تعامله مع الاقتصاد والهجرة وفترة وجوده في المنصب بشكل عام.
كما كشف استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز/سيينا، ونُشر يوم الأربعاء، أن ترامب يتقدم بست نقاط، مقارنة بثلاث نقاط في الأسبوع السابق، وبين الناخبين المسجلين، تقدم ترامب بثماني نقاط.
وبحسب استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكر ثلث المشاركين، بما في ذلك 31% من المستقلين، أن المناظرة جعلتهم أكثر ميلاً للتصويت لصالح ترامب، بينما قال 10% فقط إنهم يميلون للتصويت لصالح بايدن.
وأعربت نسبة كبيرة من الديمقراطيين والجمهوريين - حوالي ثلاثة أرباعهم - عن رأيهم بأن بايدن أكبر سنًا من أن يترشح، وأفاد ثلثا الديمقراطيين بأنهم يفضلون استبداله بمرشح آخر.
وفي رسالة حملته بمناسبة الرابع من يوليو، انتقد بايدن الحكم الأخير للمحكمة العليا الذي يمنح الرؤساء حصانة من الملاحقة الجنائية عن أفعال رسمية، معتبرًا أن هذا الحكم يمهد الطريق لتحول الرئاسة إلى "ملكية بحكم الأمر الواقع".
وقال بايدن في رسالته: "خاضت أمتنا حربًا استندت إلى فكرة ثورية مفادها أن الناس العاديين يجب أن يحكموا أنفسهم"، مشددًا على المبدأ الدستوري الأمريكي بأن الجميع متساوون أمام القانون، وهو مبدأ قال بايدن إن "المحافظين في المحكمة قرروا أن الرؤساء أحرار في انتهاكه".
وتزايدت التكهنات حول ما إذا كان المزيد من الديمقراطيين المنتخبين سيطالبون بايدن بالتنحي، حيث دعا لذلك حتى الآن اثنان فقط من أعضاء الكونجرس.
و في الوقت نفسه، أعلن المرشحون المحتملون لخلافة بايدن، بما في ذلك نائبة الرئيس كامالا هاريس وحاكمة ميشيغان جريتشن ويتمر وحاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، عن دعمهم القوي لإعادة انتخابه.
وفي اتصال هاتفي مع العاملين في حملته يوم الأربعاء، أكد بايدن قائلاً: "أنا مرشح الحزب الديمقراطي. لا أحد يدفعني للخروج. أنا لن أغادر". وفي رسالة بريد إلكتروني لجمع التبرعات بعد المكالمة، قال بايدن: "اسمحوا لي أن أقول هذا بوضوح وبساطة قدر استطاعتي: أنا أترشح".
وفي استطلاعات الرأي في وقت سابق من العام، كان ترامب يتقدم بنقطتين تقريبًا، على الرغم من أن تقدمه بدا وكأنه يتقلص، ويبدو أن المرشحين يتنافسان جنبًا إلى جنب قبل المناظرة.
