بماذا تعهد رئيس الوزراء البريطاني الجديد بشأن الانقسام مع بروكسل؟
كان أنصار البقاء يتفاخرون، بشأن نهاية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وسط توقعات واسعة النطاق بأن الانتخابات العامة ستشهد طرد المحافظين من مناصبهم.
ومع توجه الملايين من البريطانيين إلى مراكز الاقتراع، حث المعارضون لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي حكومة حزب العمال القادمة على التفكير مرة أخرى في العلاقات مع بروكسل، وذلك بعد أن أصبح كير ستارمر رئيس لوزراء بريطانيا.
ويعتقد جاي فيرهوفشتات، رئيس الوزراء البلجيكي السابق الذي مثل البرلمان الأوروبي في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن "ذروة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" قد تم الوصول إليها بالفعل.
نهج أكثر عقلانية
وتوقع عضو البرلمان الأوروبي أن تتبع بريطانيا "نهجًا أكثر عقلانية" في علاقتها مع الاتحاد الأوروبي بعد الانتخابات العامة.
وقال مايك جالسورثي، رئيس مجموعة الحركة الأوروبية المؤيدة للبقاء في المملكة المتحدة، إن يوم الاقتراع كان اليوم الذي "يغلق فيه حلم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي متجره". وحذر حزب العمال من أن يكون "المشرف" على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذا قام حزب السير كير ستارمر - الذي تعهد بإعادة كتابة صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - بتشكيل حكومة جديدة.
ولكن في حين ترك رئيس المفوضية الأوروبية السابق جان كلود يونكر الباب مفتوحا أمام عودة بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، فقد حذر من أن ذلك قد يحدث "في غضون قرن أو قرنين".
ضغوط متزايدة
وقال يونكر، الذي كان أكبر مسؤول في الاتحاد الأوروبي خلال مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المريرة، لصحيفة بوليتيكو إن بريطانيا "تكتشف حاليا عواقب" التصويت على المغادرة. وأضاف أن فرص المملكة المتحدة في العودة إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي ضئيلة، ولكن ربما يمكنها القيام بذلك "في غضون قرن أو قرنين".
وتابع يونكر قائلا: "عندما تغادر قاربا، لا يمكنك العودة إليه مرة أخرى"، مردفا: "أعتقد أننا سنشهد المزيد والمزيد بعد الانتخابات ضغوطًا متزايدة للعودة خطوة بخطوة للعودة في اتجاه نهج أكثر منطقية".
وأضاف: "أعتقد أن الذروة كانت في اللحظة التي قرر فيها المتشددون في حزب المحافظين المضي قدمًا نحو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل صارم: لا أعتقد أنه يمكنك الذهاب إلى أبعد مما لدينا الآن." وأشار إلى أن استئناف المملكة المتحدة المشاركة في مشروع هورايزون العلمي التابع للاتحاد الأوروبي العام الماضي كان علامة على أشياء قادمة.
وتابع: "أعتقد أن ما يحدث بالفعل الآن سيستمر". لقد عادت بريطانيا إلى الأفق؛ غدًا ربما إيراسموس، وبعد غد الاتحاد الجمركي والدفاع وما إلى ذلك"، مضيفا: "وبعد ذلك ربما يسأل الناس أنفسهم، لماذا لسنا هناك؟ .
وفي اليوم الأخير من حملته الانتخابية قبل الانتخابات العامة، قال السير كير أمس إنه لا يتوقع عودة المملكة المتحدة إلى السوق الأوروبية الموحدة في حياته. وفي حديثه للصحفيين ، قال زعيم حزب العمال - الذي تعهد بإعادة كتابة صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - إنه "لا يعتقد أن ذلك سيحدث".
وأضاف: "لقد كنت واضحًا حقًا بشأن عدم العودة إلى الاتحاد الأوروبي، أو السوق الموحدة، أو الاتحاد الجمركي، أو العودة إلى حرية الحركة". وتابع: "لقد كنت واضحًا بنفس القدر بأنني أعتقد أنه يمكننا الحصول على صفقة أفضل من الصفقة الفاشلة التي حصلنا عليها في عهد بوريس جونسون".
