19 نوفمبر 2024 15:39 17 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
الأخبار دين وفتاوى

الإمام الأكبر من ماليزيا: منهجُ الأزهر يرسخ في عقولِ طلابه الوجه الحقيقي للإسلامِ

شيخ الأزهر الشريف
شيخ الأزهر الشريف

أكد فضيلة الإمام الأكبر على أن ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق والتبديع، وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي والإتيان عليه من قواعده، لو تركت ولم تواجه بالفقه الصحيح والعلم الخالص الصريح، وأن الحل الأنجع لانحسار تلك الظاهرة هو التمسك بخاصية الأمة الإسلامية الكبرى وهي الوسطية، وهي وسطية فكرية، بين المحكمين للعقل حتى وإن خالف النصوص القطعية والصريحة، وبين الباخسين لدوره المحوري والشرعي في تأمل النصوص وإدراك دلالاتها، كما أنها وسطية في أصل التشريع والغاية منه، إذ الإسلام وسط في تشريعه ونظامه القانوني والاجتماعي، وأبرز ما تتجلى فيه الوسطية هنا هو: التوازن بين الفردية والجماعية.

وأشار شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM, بمناسبة منح فضيلته الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسنة، إلى أن تجليات ذلك التوازن المطلوب اليوم، إنما تقع في المساحة الوسط بين اتجاه المقدسين للتراث، وإن بدا فيه قصور البشر، واتجاه المتقاطعين مع التراث، وإن تجلت فيه روائع الهداية الإلهية، أو في المساحة بين الحرفية النصية التي تجمد على ظواهر النصوص، وبين التأويلية التي تشتط في التعامل مع دلالة نصوص الوحي ومصادر الدين وحدودها، حتى تفقدها معانيها وتعطل مصادر الهداية والتوجيه فيها، متجاهلة المنهج الذي مضى عليه المسلمون في تراثهم الزاخر، حين كانوا يتعاملون مع الدين نصوصا وروحا ومقاصد، قبل أن يؤول الأمر إلى ما نشهده الآن، حيث وقف كثير منا عند ظواهر بعض النصوص، وجمد على فهوم السابقين، ونظر إليها نظرته للنص المعصوم، مع أنها نصوص قابلة للفهم المتجدد والقراءة الواعية لأهداف النص ومقاصده، حتى لا يقع المسلم في الشعور بالاغتراب أو الانفصام النفسي بين فكره وسلوكه.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن منهج الأزهر التعليمي -منذ بدايته- منهجا يحرص على أن يرسخ في عقول الطلاب ووجدانهم صورة الوجه الحقيقي للإسلام، عبر ترجمة صادقة لطبيعة التراث الإسلامي وجوهره، في أبعاده الثلاثة: النقلية والعقلية والذوقية، وكيف أن هذه الأبعاد الثلاثة تمتزج امتزاجا كاملا متناغما في طبيعة «التكوين العلمي الأزهري» من خلال دراسة علوم النص، والعقل، والذوق.

وهذا المنهج يمثل وسطية الإسـلام التي هي أخص وصف لهذا الدين القيم، كما يمثل الفهم المعتدل لنصوص الكتاب والسنة، وما نشأ حولهما من إبداعات علمية وفكرية وروحية، يحقق التكامل بين ثوابت الشرع ومتغيرات العصر، بالاجتهاد المنضبط لثوابت الدين ومقاصده، المنفتح على المتغيرات المستجدة باستمرار.

وتحدث فضيلة الإمام الأكبر عن قضايا التجديد مبينا أن واقع المسلمين اليوم يطرح سؤالا كبيرا عن مآل مسار التجديد، ومدى تحقيقه لأهدافه في فعالية التجديد بشكل عام، وأهم هذه الأسباب، عــدم التفرقة- عمليا- بين ما هو ثابت في الدين وما هو متغير، إذ من المسلم به عند المسلمين جميعا: أن الإسلام يشتمل على ثوابت خالدة، وعلى متغيرات متحركة، وأنه في مجال الثوابت جاء بضوابط قطعية خالدة لا تتأثر بتقلبات الزمان ولا بحركات التطور، وهي قابلة للتطبيق في عصر الذرة وسفن الفضاء، مثلما كانت كذلك في عصر الصحراء والإبل تماما بتمام.

وأشار شيخ الأزهر إلى أن الأمر في مجال المتغيرات، خوطب فيه الناس بمبادئ عامة، ومجملات مرنة، وظنيات واسعة، يمكن أن تنزل على الواقع بوجوه شتى؛ تبعا لتطور ظـروف الحياة وعلاقاتها، وعلم الإنسان وتجاربه، مبينا فضيلته أن ثوابت الدين -التي لا تقبل التغيير- هي العقيدة، وأركان الإسلام الخمسة، وكل ما ثبت بدليل قطعي من المحرمات وأمهات الأخلاق، وما ثبت بطرق قطعية في شئون الأسرة من زواج وطلاق وميراث، ومعاملات، مشيرا إلى أن الثنائية بين ثوابت ومتغيرات في رسالة الإسلام تكشف عن إعجاز هذه الرسالة، وأنها- بحق- ديـن الفطـرة.

ومنحت جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM، الدكتوراة الفخرية في دراسات القرآن والسنة، لفضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين ، حيث سلمها لفصيلته سمو ولي العهد السيد، تونكو علي رضاء الدين، ولي عهد ولاية نجري سمبيلان بماليزيا، بحضور السيد، داتؤ سري أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، والبروفيسور محمد رضا وحيدين، رئيس جامعة العلوم الإسلامية الحكومية الماليزية USIM، ولفيف من الوزراء والعلماء والأساتذة والباحثين والطلاب الماليزيين.

الإمام الأكبر ماليزيا الأزهر الإسلامِ شيخ الأزهر

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 03:39 مـ
17 جمادى أول 1446 هـ 19 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:53
الشروق 06:24
الظهر 11:40
العصر 14:37
المغرب 16:57
العشاء 18:18
البنك الزراعى المصرى
banquemisr