”دائرة لا تنتهي من الموت والتشريد”.. النزوح المتكرر يدمر سكان غزة
مارينا فيكتور مصر 2030"دائرة لا تنتهي من الموت والتشريد"، هكذا وصفت تقارير أممية المعاناة التي يعيشها نازحو قطاع غزة، منذ أن بدأت الحرب في السابع من أكتوبر.
وقالت التقارير، إن 9 من بين كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا مرة واحدة على الأقل، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.
وقال مسؤول أممي، الأربعاء، إن "هناك حوالي 1.9 مليون شخص في غزة نزحوا عدة مرات"، منبهًا إلى أن الحرب في غزة تستمر في خلق "مزيد من الألم والمعاناة".
وأضاف مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أندريا دي دومينيكو، في تصريحات للصحفيين من القدس، إن المجتمع الإنساني يقدر إجمالي عدد السكان في غزة في الوقت الراهن بنحو 2.1 مليون نسمة، مشيرًا إلى أن هناك "ما بين 300 ألف شخص و350 ألفا ما زالوا في شمال غزة، ولا يستطيعون الانتقال جنوبًا".
وقُتل 12 شخصًا على الأقل إثر غارات جوية إسرائيلية، الأربعاء، على شمالي ووسط قطاع غزة، وفق السلطات الصحية هناك.
فيما قال سكان لوكالة رويترز، إن القوات الإسرائيلية نفذت أيضا ضربات جديدة في الجنوب، وسط قتال عنيف مع مسلحين فلسطينيين خلال الليل.
دعوة لسكان خان يونس للإخلاء
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، قد أمر يوم الإثنين، بإخلاء أحياء في خان يونس، جنوبي قطاع غزة، فيما تقترب الحرب في القطاع من شهرها التاسع.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته "نفذت عمليات محددة الأهداف في رفح، وفككت عدة مواقع عسكرية وقتلت مسلحين فلسطينيين".
ويبحث الكثير من الفلسطينيين عن مأوى لهم بعد أن أمرتهم إسرائيل بإخلاء منطقتي خان يونس ورفح، الثلاثاء، وهو ما قالت الأمم المتحدة إنه "أكبر أمر إخلاء من نوعه منذ أن أمرت 1.1 مليون شخص بمغادرة شمالي القطاع في أكتوبر".
"بيادق" تفقد الأمل
وبحسب وكالة "رويترز" فإن الكثير من الأسر تنام على الطريق لعدم تمكنها من العثور على خيام، وأُخلي مستشفى غزة الأوروبي، وهو آخر مستشفى يعمل في المنطقة، الذي كان يؤوي عائلات نازحة ومرضى.
وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي، الثلاثاء، إنه تم إبلاغ العاملين بالمستشفى والمرضى أنه "بإمكانهم البقاء هناك"، وفق رويترز.
وقالت المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لويز ووتردج، من وسط غزة، الأربعاء، إن سكان غزة يواجهون في الوقت الحالي "دائرة لا نهاية لها من الموت والتشريد، والكثيرون يعربون عن فقدانهم للأمل وقوة الإرادة، ويواجهون نزوحًا قسريًا آخرًا".
اتفاق وقف إطلاق النار
قال جهاز المخابرات الإسرائيلي في بيان إن إسرائيل تدرس رد حركة حماس على اقتراح يتضمن اتفاقا على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
"منهكون"
وقال نازحون، لوكالة فرانس برس، إنها ليست المرة الأولى التي يُضطرون فيها للرحيل، مشيرين إلى كيفية انتقالهم من مكان إلى آخر عندما استهدفت القوات الإسرائيلية خان يونس في ديسمبر.
وبعد انسحاب الجيش، عادوا رغم الدمار مع عائلتهم إلى منزلهم، قبل أن يضطروا للرحيل مجددا "دون معرفة إلى أين يذهبون".
وفي تصريحات الثلاثاء، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عقب أوامر الإخلاء الجديدة، إن زملاءه "قلقون للغاية" بشأن تأثير ذلك.
وقال، وفق ما نقلته "نيويورك تايمز": "يُترك الناس أمام خيارين مستحيلين، إما الاضطرار للانتقال على الأرجح لمرة ثانية أو ثالثة، إلى مناطق ليس بها أي مساحة أو خدمات، أو البقاء في مناطق يعلمون أنها ستشهد قتالا عنيفًا".
واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حركة حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أُتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل نحو 38 ألف فلسطيني، معظمهم نساء وأطفال، وفق ما أعلنته السلطات الصحية في القطاع.