تخفيف القيود.. ما جديد محاكمة ترامب بعد الإدانة التاريخية؟
عبده حسن مصر 2030أصدر قاضي نيويورك، خوان ميرشان، الذي يشرف على محاكمة دونالد ترامب المتعلقة بأموال الصمت، قرارًا بتخفيف القيود المفروضة على الرئيس السابق منذ إدانته بتهم الاحتيال المحاسبي في الشهر الماضي.
تأتي هذه الخطوة كجزء من تعديل أمر حظر النشر، مما يمنح ترامب حرية أكبر في التعبير عن آرائه بشأن بعض جوانب القضية، مع الإبقاء على قيود معينة لحماية سلامة الإجراءات القانونية.
ووفقًا للأمر المعدل، يمكن لترامب الآن انتقاد شهود المحاكمة مثل ستورمي دانيلز ومحاميه السابق مايكل كوهين.
ومع ذلك، يجب عليه الامتثال للقيود المفروضة على تعليقاته بشأن المدعين العامين وغيرهم من المشاركين في القضية.
حيث يهدف هذا التعديل إلى تحقيق توازن بين حق ترامب في حرية التعبير وضمان سير العدالة دون تشويش أو تهديد.
وقد أكد محامو ترامب في طلباتهم للمحكمة أن أمر حظر النشر الواسع النطاق كان يعيق قدرة ترامب على التعبير عن آرائه خلال حملته الانتخابية.
وأشاروا إلى أن القيود يمكن أن تحد من قدرته على الرد على جو بايدن في المناظرة الرئاسية الأولى لعام 2024.
كما زعموا أن القيود كانت تُستخدم كسلاح سياسي ضده، مما يمنعه من الرد على الهجمات العلنية من كوهين ودانييلز.
وقال مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن، ألفين براج، إن القيود على خطاب ترامب بشأن الشهود لم تعد ضرورية، لكنه شدد على ضرورة الإبقاء على القيود المفروضة على تعليقات ترامب بشأن المحلفين وموظفي المحكمة والمدعين العامين الفرديين، على الأقل حتى جلسة النطق بالحكم والبت في أي طلبات ما بعد المحاكمة.
وأكد براج أن رفع القيود بشكل كامل قد يعرض سلامة الإجراءات القانونية للخطر.
ففي بيان له يوم الثلاثاء، أعرب ستيفن تشيونغ، المتحدث باسم حملة ترامب، عن عدم رضاه عن القرار، قائلاً: "الأمر يترك أجزاء من أمر حظر النشر غير الدستوري، مما يمنع الرئيس ترامب من التحدث بحرية عن صراعات القاضي ميرشان والأدلة الدامغة التي تكشف هذا الملتوي الذي وجهه جو بايدن بالكامل".
وأضاف تشيونغ أن القرار "غير قانوني وغير أمريكي بشكل صارخ لأنه يكمم الرئيس ترامب"، وتعهد بالاستئناف.
وفي 26 مارس، أصدر ميرشان أمر حظر النشر لترامب، الذي تم توسيعه لاحقًا لمنع التعليقات حول عائلته، بما في ذلك ابنته.
وبعد إدانته، واصل ترامب اختبار حدود الأمر القضائي، مشيرًا إلى أنه يخضع لـ "أمر حظر النشر" ووصف مساعده السابق كوهين بشكل غير مباشر بأنه "حقل".
وينفي ترامب الاتهامات الموجهة إليه ويخطط لاستئناف إدانته، بما في ذلك الاتهامات المتعلقة بعلاقة جنسية مزعومة مع دانيلز عام 2006.
فمن المقرر أن يُصدر الحكم في 11 يوليو، قبل أيام من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي، حيث من المتوقع أن يتم ترشيحه رسميًا كمرشح للرئاسة عن الحزب.
وفي الأسبوع الماضي، رفضت محكمة الاستئناف في نيويورك الاستماع إلى استئناف ترامب ضد أمر حظر النشر، مؤكدة أن "الأمر لا ينطوي على أي مسألة دستورية جوهرية بشكل مباشر".
جادل محامو ترامب بأن الأمر يقيد "الخطاب السياسي الأساسي" لترامب خلال فترة حرجة من حملته الرئاسية، مما ينتهك حق الناخبين في الاستماع إلى آرائه حول القضايا العامة ذات الأهمية الكبيرة.
في المقابل، استشهد ممثلو الادعاء بتاريخ ترامب في توجيه تصريحات تهديدية وتحريضية، مما يشكل تهديدًا للإجراءات القانونية.
يعكس فرض القاضي ميرشان أمر حظر النشر قبل بدء المحاكمة في أبريل، وفرض غرامة قدرها 10000 دولار على ترامب بسبب 10 انتهاكات للأمر، مهددًا بالسجن في حال استمراره في الانتهاكات، تخفيف القيود المفروضة على ترامب توازنًا دقيقًا بين حقه في حرية التعبير وضرورة الحفاظ على سلامة الإجراءات القانونية.
ومع استمرار التوترات القانونية والسياسية المحيطة بالقضية، يظل مستقبل ترامب السياسي والقانوني موضع اهتمام كبير على الساحة الوطنية والدولية.