انقطاع الكهرباء.. كيف يُواجه الأوكران أسوأ أزمة خانقة منذ بدء الغزو؟
عبده حسن مصر 2030في الوقت الذي تستمر فيه روسيا في قصف البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، يواجه الأوكرانيون أزمة خانقة بسبب انقطاع الكهرباء الواسع النطاق، مما يجبرهم على اتخاذ إجراءات طارئة للتكيف مع هذه الظروف القاسية.
وفي الأشهر الأخيرة، شهدت شبكة الطاقة الأوكرانية تصاعدًا في الهجمات، حيث أفادت وزارة الطاقة الأوكرانية بتعرض منشآت الطاقة لهجوم كبير، مما أدى إلى إصابة عمال وتفاقم الوضع العام.
وفي بيان لها يوم السبت، وصفت الوزارة الوضع في قطاع الطاقة بأنه "صعب للغاية"، مشيرة إلى دمار روسيا لأكثر من نصف إنتاج الطاقة الأوكرانية، مما أسفر عن أسوأ موجة انقطاع للكهرباء منذ الغزو الروسي الأخير.
وتمتلك أوكرانيا أربعة أنظمة باتريوت للدفاع الجوي، من بينها التي تم تزويدها من الولايات المتحدة وألمانيا، وقد زادت حاجتها الملحة لنظم دفاعية إضافية لمواجهة التهديدات الجديدة.
حيث بدأت أوكرانيا في تنفيذ انقطاعات متكررة للكهرباء ابتداءً من 15 مايو، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة من العاصمة كييف، في خطوة للحفاظ على الطاقة وتأمين احتياجات السكان.
وفيما يستعد الأوكرانيون للشتاء، يتوقع الخبراء أن يتدهور الوضع بشكل أكبر، مع تزايد الاعتماد على مولدات الطاقة والتكيف مع حياة بدون كهرباء تقريبًا في بعض الأوقات.
فالناس في كييف يرون أنفسهم يواجهون تحديات جديدة في حياتهم اليومية، حيث يضطرون للتجول بحثًا عن أماكن بها كهرباء، ويضطرون لتغيير عاداتهم وأساليب حياتهم للتكيف مع الوضع الجديد.
في هذا السياق، قال أولكسندر بابيتش، البالغ من العمر 34 عامًا، أحد العاملين في مجال التكنولوجيا: "لم أعد أستطيع العمل من مكتبي، والآن أتجول من مقهى إلى آخر للبحث عن مكان به كهرباء، وفي الليل أستخدم الشموع، إنها حقًا تجربة صعبة".
حيث تستمر الأوكرانيون في التكيف مع الظروف القاسية، مع التأكيد على أن مجهوداتهم للصمود والتكيف مع هذه الأوضاع المتغيرة هي جزء من صراعهم المستمر من أجل البقاء والمقاومة ضد الهجمات الروسية المستمرة على بنيتهم التحتية وحياتهم اليومية.
وأمس الأحد، وجهت موسكو اتهامات لأوكرانيا بشن هجوم صاروخي على مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، التي تحتلها روسيا، باستخدام خمسة صواريخ من نوع "أتاكمز" التكتيكية التي تم تزويدها لها من قبل الولايات المتحدة.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم الذي نفذته أوكرانيا استهدف بنية تحتية مدنية في سيفاستوبول، وأدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة حوالي 100 آخرين.
كما تحملت الولايات المتحدة المسؤولية الأساسية عن هذا الهجوم، وتعهدت بالرد على الاتهامات الموجهة إليها.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي لقطات تظهر لحظات الذعر بين زوار الشواطئ في القرم، حيث هرب الناس على عجل بعد سماع دوي الانفجارات.
وأكد ميخائيل رازفوزهاييف، حاكم سيفاستوبول الذي عينته روسيا، أن الهجوم تسبب في إصابة نحو 100 شخص بجروح بسبب شظايا الصواريخ المتطايرة، بينما لم ترد أوكرانيا بعد على الاتهامات.
بالمقابل، زعمت أوكرانيا أنها نفذت ضربة جوية استهدفت مستودعًا روسيًا يستخدم لإطلاق الطائرات بدون طيار الانتحارية من إيران، مما أدى إلى مقتل عدد من الأشخاص.
وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية التي نشرتها البحرية الأوكرانية مبنى تضرر بشدة يقال إنه كان يستخدم لتخزين هذه الطائرات.
كما تحسنت القوة النارية للقوات الأوكرانية بشكل ملحوظ بعد تقديم مساعدات عسكرية هامة من الولايات المتحدة في أبريل الماضي.
وأدت هذه المساعدات إلى إيقاف تقدم القوات الروسية على الجبهة الشمالية الشرقية قرب خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.
علاوة على ذلك، تمكنت أوكرانيا من استعادة مناطق جنوب غرب فوفشانسك، وهو الهدف الرئيسي للهجوم الروسي بالقرب من خاركيف.