«منتخب فرنسا vs اليمين المتطرف».. هل تتحول لمعركة كسر عظم؟
عبده حسن مصر 2030شهدت فرنسا على مدى العقود الثلاثة الماضية نقاشًا مستمرًا حول العرق والهوية الوطنية، وهو نقاش يظهر بشكل جلي في كرة القدم.
ويواجه المنتخب الفرنسي حالياً تحديات جديدة مع تصاعد نفوذ اليمين المتطرف.
ففي التاسع من يونيو، عبّر ماركوس تورام، مهاجم المنتخب الفرنسي، عن صدمته وزملائه بنجاح حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في الانتخابات الأوروبية.
ومعظم لاعبي المنتخب ينحدرون من أصول مهاجرة، ما يجعلهم في صدام مباشر مع سياسات هذا الحزب المعادية للهجرة.
ومع اقتراب جولة الإعادة في الانتخابات البرلمانية في السابع من يوليو، تتصاعد احتمالات دخول اليمين المتطرف إلى الحكومة.
كما تتزامن هذه الأحداث مع الأسبوع الأخير من بطولة كرة القدم الأوروبية، حيث تعتبر فرنسا من أبرز المرشحين للفوز.
وقد أوضح تورام أهمية مواجهة حزب الجبهة الوطنية، مؤكدًا على الوحدة داخل الفريق.
ففي المقابل، عبّر كيليان مبابي بحذر عن قيمه المشتركة مع تورام ضد التطرف، متمنيًا البقاء فخورًا بتمثيل بلاده.
ويمثل المنتخب الفرنسي رؤية موحدة ومتعددة الألوان لفرنسا، فيما يرى حزب الجبهة الوطنية أن الهجرة هي مشكلة البلاد الكبرى.
ويتساءل البعض عما إذا كان بإمكان لاعبي كرة القدم منع تقدم اليمين المتطرف أو إذا كان نشاطهم سيمنح الحزب دفعة غير مقصودة.
فمنذ بطولة أوروبا عام 1996، كانت مسألة العرق موضوعًا ساخنًا في النقاش الوطني.
كما أدلى الزعيم اليميني المتطرف جان ماري لوبان بتصريحات مثيرة للجدل حول أصول اللاعبين، مما يعكس وجهة نظر اليمين المتطرف بأن من أصول مهاجرة لا يمكن أن يكونوا فرنسيين حقًا.
فيما فاز المنتخب الفرنسي بكأس العالم عام 1998، ما دفع الرئيس جاك شيراك للإشادة بفرنسا متعددة الألوان.
ومع ذلك، أظهرت استطلاعات لاحقة أن نسبة كبيرة من الفرنسيين يرون أن هناك "عددًا كبيرًا جدًا من اللاعبين من أصول أجنبية في المنتخب".
وفي عام 2002، وصل لوبان إلى الجولة النهائية من الانتخابات الرئاسية، وأدان زيدان والفريق الفرنسي العودة لمفاهيم الإقصاء والعنصرية.
و تبقى وضعية لاعبي كرة القدم، خاصة غير البيض، متأرجحة بين الحب والنقد بناءً على أدائهم وسلوكهم.