الوقف التكتيكي للنشاط العسكري بغزة.. كيف آثار جدلا في إسرائيل؟
عبده حسن مصر 2030أعلن الجيش الإسرائيلي عن التزامه بوقف تكتيكي يومي محدود على طول أحد الطرق الرئيسية في قطاع غزة، بهدف تسهيل تسليم كميات متزايدة من المساعدات الإنسانية.
وجاء ذلك في وقت علقت فيه وكالات الأمم المتحدة عمليات تسليم المساعدات عبر رصيف بنته الولايات المتحدة.
ورغم هذا، أكد الجيش الإسرائيلي أن الهدنة لا تعني وقفاً للأعمال القتالية في جنوب قطاع غزة.
يأتي هذا الإعلان تزامناً مع مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين آخرين يوم السبت، ليصل العدد الإجمالي للقتلى إلى 11 جندياً، منهم ثمانية قتلوا في هجوم على ناقلة جند مدرعة في مدينة رفح الجنوبية.
كما يأتي هذا التوقف التكتيكي في وقت يحتفل فيه المسلمون بعيد الأضحى، ويأتي كذلك وسط تركيز جديد على الوضع الإنساني الكارثي في غزة بعد ثمانية أشهر من الحرب.
وتم اتخاذ هذا القرار بعد محادثات مع مصر وضغوط من الولايات المتحدة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وفي هذا السياق، أعرب ينس لاركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، عن ترحيبه بالإعلان، ولكنه أشار إلى أن هذا القرار لم يترجم بعد إلى زيادة في المساعدات التي تصل إلى المحتاجين.
كما أعرب عن أمله في أن يؤدي هذا القرار إلى إجراءات ملموسة من قبل إسرائيل لمعالجة القضايا الإنسانية المستمرة في غزة.
ومن المقرر أن تبدأ الهدنة في منطقة رفح من الساعة الثامنة صباحاً حتى السابعة مساءً على طول طريق صلاح الدين الرئيسي، للسماح بمرور شاحنات المساعدات بين معبر كرم أبو سالم وإسرائيل.
وأضاف الجيش أن الهدنة ستستمر يومياً حتى إشعار آخر وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية.
وفي هذا السياق، أدان وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتامار بن جفير، القرار بشدة، واصفاً إياه بالخطأ الكبير وطالب بإقالة المسؤولين عنه.
يعاني معبر رفح من اختناق منذ توغل القوات البرية الإسرائيلية في المنطقة في أوائل شهر مايو.
ومن المتوقع أن يسهم هذا الوقف التكتيكي في تخفيف الوضع الإنساني المتدهور في غزة، حيث يُعتبر الأطفال والرضع الأكثر تضرراً بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
ويأتي مقتل الجنود الإسرائيليين وسط أدلة متزايدة على أن مقاتلي حماس في غزة قد حولوا التركيز من التبادلات المباشرة مع القوات الإسرائيلية إلى تكتيكات المتمردين.
وقام المقاتلون بتلغيم المباني بالمتفجرات، واستخدموا العبوات الناسفة القوية ونفذوا هجمات كر وفر باستخدام القنابل الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات.
ومن المرجح أن تؤدي هذه الخسائر، وهي من بين أكبر الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي منذ أن بدأ هجومه البري في غزة في 27 أكتوبر، إلى تأجيج الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار وزيادة الغضب العام الإسرائيلي بشأن إعفاءات اليهود المتشددين من الجيش.
وفي ليلة السبت، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين بوقف إطلاق النار، في بداية ما قالوا إنه سيكون أسبوعًا من العمل ضد حكومة بنيامين نتنياهو.
وقتل 19 فلسطينيا على الأقل في الهجمات الإسرائيلية على غزة يوم السبت.
وقُتل ما لا يقل عن 37,296 شخصًا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع، ويُعتقد أن آلافًا آخرين مدفونين تحت الأنقاض، كما أصيب عشرات الآلاف.
وقد أدى الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استمر ثمانية أشهر ضد حماس إلى دخول غزة في أزمة إنسانية ، حيث أبلغت الأمم المتحدة عن انتشار المجاعة على نطاق واسع ومئات الآلاف من الأشخاص على حافة المجاعة، حيث منعت إسرائيل تسليم المساعدات وقطعت إمدادات المياه.
وحث المجتمع الدولي إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات.
وفي الفترة من 6 مايو حتى 6 يونيو، تلقت الأمم المتحدة ما متوسطه 68 شاحنة مساعدات يوميًا، وفقًا للأرقام الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
ويمثل ذلك انخفاضا من 168 شاحنة يوميا في أبريل وأقل بكثير من 500 شاحنة يوميا التي تقول جماعات الإغاثة إنها ضرورية.
وانخفض تدفق المساعدات في جنوب غزة مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وقد فر أكثر من مليون فلسطيني، العديد منهم قد نزحوا بالفعل، من رفح بعد الغزو، واحتشدوا في أجزاء أخرى من جنوب ووسط غزة.
ويعاني معظمهم في مخيمات متداعية تستخدم الخنادق كمراحيض، مع وجود مياه الصرف الصحي مفتوحة في الشوارع.
وتزعم هيئة تنسيق أعمال الحكومة، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على توزيع المساعدات في غزة، أنه لا توجد قيود على دخول الشاحنات.
وتقول إن أكثر من 8,600 شاحنة من جميع الأنواع، سواء كانت مساعدات أو تجارية، دخلت غزة من جميع المعابر في الفترة من 2 مايو إلى 13 يونيو، بمعدل 201 شاحنة يوميًا.
لكن الكثير من تلك المساعدات تراكمت عند المعابر ولم تصل إلى وجهتها النهائية.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الجيش سيوفر الأمن لحماية شاحنات المساعدات أثناء تحركها على الطريق السريع.