المعركة تشتد.. كيف سخر بايدن من ترامب في عيد ميلاد الأخير؟
قدم الرئيس جو بايدن تحية عيد ميلاد ساخرة لمنافسه الجمهوري يوم الجمعة، وعبر قناة X، قال بايدن: "عيد ميلاد سعيد 78، دونالد. خذها من رجل عجوز إلى آخر: العمر مجرد رقم."
فقد أرفق الرئيس تحيته بمقطع فيديو ساخر يعرض "78 من إنجازات ترامب التاريخية"، وأعقبها ببيان من المتحدث باسم حملة إعادة انتخابه: "نيابة عن أمريكا، هديتنا المبكرة بمناسبة عيد ميلادك التاسع والسبعين: التأكد من أنك لن تفشل أبدًا في أن تكون رئيسًا مرة أخرى."
وتهدف رسالة بايدن إلى إضفاء الطرافة والسخرية على مخرجات حملته الانتخابية، حيث تتجاوز الانتقادات الأساسية لتشمل موضوعات مثل تسريحة شعر ترامب وترويجه للأناجيل ومستويات طاقته في محاكمته في نيويورك.
وخلال المحاكمة، أُدين ترامب بتزوير السجلات التجارية المتعلقة بمدفوعات لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز.
حيث تأتي إدانة ترامب قبل أقل من أسبوعين من إدانة هانتر بايدن، نجل الرئيس، بتهم تتعلق بشراء سلاح ناري أثناء تعاطيه للكوكايين.
كما أن إدخال مسألة العمر إلى حلبة المصارعة الانتخابية يُعَد استراتيجية محفوفة بالمخاطر لكلا المرشحين.
وبالنسبة للديمقراطيين، يمثل هذا التوجه تغييرا في الاتجاه. على مدى أشهر، قللت حملة بايدن من التساؤلات حول حدة الرئيس العقلية.
لكن الاستطلاعات أظهرت أن 86% من الأمريكيين يرون أن بايدن البالغ من العمر 81 عامًا أكبر من أن يتمكن من ولاية ثانية مقارنة بـ 59% لترامب، مما دفع الحملة لمواجهة القضية بشكل مباشر.
وبعد ظهور بايدن في عدة مناسبات خلال زياراته لأوروبا الأسبوع الماضي، حيث ساعدته السيدة الأولى جيل بايدن أو زعماء آخرين على العودة إلى منصبه، عادت قضية العمر إلى السطح مرة أخرى.
وقد نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً شديد اللهجة يتألف من 3000 كلمة، نقلاً عن مشرعين شهدوا لحظات جيدة وسيئة لبايدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض راقب الديمقراطيين الذين شاركوا في القصة وشجعهم على التأكيد على نقاط قوة بايدن.
وفي حدث انتخابي بولاية ويسكونسن استضافه كبار السن من أنصار بايدن ونائبته كامالا هاريس، قالت جيل بايدن إن عمر زوجها يعد أحد الأصول.
وقالت: "هذه الانتخابات لا تتعلق بالعمر. جو وهذا الرجل الآخر في نفس العمر تقريبًا، دعونا لا ننخدع، جو ليس واحدًا من أكثر الرؤساء فعالية في حياتنا على الرغم من عمره، ولكن بسببه."
وفي المقابل، بلوغ ترامب 78 عامًا يوم الجمعة أثار تقريرًا لشبكة CNBC نقلاً عن الرؤساء التنفيذيين لمختلف الشركات الذين التقوا بترامب ووجدوه "متعرجًا بشكل ملحوظ".
وذكر التقرير أن ترامب "لم يتمكن من الاحتفاظ بفكر مستقيم وكان في كل مكان"، مما أثر على اقتراحاته السياسية.
تأتي هذه الرسائل في سياق الحملات الانتخابية المحتدمة بين بايدن وترامب، حيث يستخدم كل طرف كل ما يمكنه لتعزيز موقفه والنيل من منافسه، حتى لو كان ذلك عبر السخرية والطرافة.
كما قضى ترامب يوم الجمعة في مخاطبة أعضاء نادي 47 في مركز مؤتمرات ويست بالم بيتش، حيث وجه انتقادات لمنافسه.
ودعا ترامب جميع الرؤساء لاجتياز اختبارات الكفاءة، قائلاً: "بلادنا تُدمر على يد أشخاص غير أكفاء".
وجاء ذلك بعد يوم من قيام الجمهوريين في الكونجرس بغناء أغنية عيد ميلاد سعيد وتقديم كعكة وهدايا لترامب خلال زيارته الأولى إلى الكابيتول هيل منذ هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، بعد أسابيع من هزيمته أمام بايدن في انتخابات 2020.
ولم يظهر ترامب سعيدًا بإمكانية اقتراب عيد ميلاده، وقال في تجمع حاشد في لاس فيغاس الأسبوع الماضي: "هناك نقطة معينة لا تريد فيها سماع عبارة 'عيد ميلاد سعيد'. تفضل التظاهر بأن اليوم غير موجود."
وعلى الرغم من الجدل حول العمر، اتفق المرشحان على قواعد المناظرة التلفزيونية الأولى المقرر إجراؤها في 27 يونيو.
نشرت شبكة "سي إن إن" تفاصيل تهدف إلى الحفاظ على نطاق المناظرة، حيث اتفق بايدن وترامب على إجراء مناظرة لمدة 90 دقيقة مع فواصل إعلانية، دون استشارة طواقم الحملات.
وسيظهر المرشحان على منصة واحدة مع تحديد المواضع من خلال نقر العملة المعدنية.
كما سيتم كتم صوت الميكروفونات باستثناء وقت التحدث لكل شخص، وسيتم تزويدهما بقلم ولوحة ورقية وزجاجة ماء.
لن يكون هناك جمهور في الاستوديو، مما يعني أن المناظرتين الحاسمتين الأولى ستديرهما جيك تابر ودانا باش من شبكة سي إن إن، واللذان سيستخدمان جميع الأدوات المتاحة لهما لفرض التوقيت وضمان إجراء مناقشة متحضرة.
روجت حملة بايدن يوم السبت لجمع 28 مليون دولار في حفل جمع تبرعات مسائي في لوس أنجلوس شارك فيه الرئيس السابق باراك أوباما والمذيع جيمي كيميل والممثلين جورج كلوني وجوليا روبرتس.
في الوقت ذاته، كان ترامب يقوم بحملته الانتخابية يوم السبت في ميشيغان، سعيًا لحشد الدعم من مجموعة متنوعة تشمل الناخبين السود المتدينين في الكنيسة إلى مجموعة محافظة تحظى بشعبية لدى المتعصبين البيض.
