كيف يتزايد الغضب داخل غزة من تأخر صفقة وقف إطلاق النار؟
عبده حسن مصر 2030يشعر سكان قطاع غزة، الذين يعانون من آثار الحرب المستمرة، بإحباط متزايد من عدم تحقيق تقدم في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والوسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر.
ووفقاً لاستطلاع جديد، فإن الدعم لحركة حماس في القطاع آخذ في التراجع، بحسب "وول ستريت جورنال".
فرغم الجهود الدبلوماسية المستمرة، فشلت هذه المفاوضات في التوصل إلى اتفاق لوقف القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين في غزة.
وفي ظل تزايد أعداد القتلى وتدهور الوضع الإنساني، يتزايد الاستياء العام من حماس بشكل غير مسبوق.
وتصف أميمة أبو عيدة، وهي من سكان غزة تبلغ من العمر 58 عاماً، الوضع بقولها: "قادت حماس الحافلة إلى الحافة وفقدت السيطرة عليها، إنهم لا يتفاوضون نيابة عنا، بل يتفاوضون للبقاء في السلطة بعد كل هذا الدمار.
كما يشعر فادي عوض، وهو كهربائي وأب لخمسة أطفال يعيش في خيمة وسط غزة، بالاستياء من المفاوضات المستمرة التي لا تحقق شيئاً.
وقال: "نسمع محادثات إيجابية، ثم نتراجع، ثم انفراج، ثم ينهار كل شيء وتنهار معه حياتنا".
وأضاف: قادتنا وحماس والعرب يشاهدوننا على شاشات التلفزيون من فنادقهم، إنهم لا يعرفون معنى الركض للنجاة بحياتك، جائعًا وحافي القدمين.
وبحسب استطلاع شمل أكثر من 700 من سكان القطاع، انخفض الدعم لحماس كحاكم في غزة من 52% إلى 46% خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وفي المقابل، زاد دعم الفلسطينيين في الضفة الغربية لحماس، حيث ارتفع من 64% إلى 71%.
كما يعتقد القائد العسكري لحماس في غزة، يحيى السنوار، أن المزيد من القتال والمزيد من الوفيات بين المدنيين الفلسطينيين تعمل لصالح حماس، كما تُظهر الرسائل التي أرسلها إلى وسطاء وقف إطلاق النار وزملائه في الحركة.
وقال نعمان حمودة، محاسب يبلغ من العمر 23 عاماً، إنه فقد تسعة من أقاربه والعديد من الأصدقاء وعمله ومنزله خلال الحرب.
وأضاف: "إذا سمعت حماس وعباس صرخاتنا، فسيكونان من ينهيان هذا الآن، ويتحدان ويقولان إنهما يستسلمان"، في إشارة إلى محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية.
وعلى الرغم من تراجع شعبية حماس في غزة، أظهر الاستطلاع الأخير أنها لا تزال الحزب السياسي الفلسطيني الأكثر شعبية في غزة والضفة الغربية.
وقال أكثر من ثلثي الذين شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون الهجمات التي قادتها حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وأشار الباحثون إلى أن هذا الدعم لا يعني بالضرورة تأييد حماس أو الفظائع التي ترتكب ضد المدنيين، بل يأتي من اعتقاد 80% ممن شملهم الاستطلاع بأن الهجمات لفتت الانتباه العالمي إلى القضية الفلسطينية.
فيما قال مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة الأزهر في غزة ومقره الآن في القاهرة، إن المستوى الحالي من الانتقادات العلنية لحماس غير مسبوق، وينبع من التصور بأن حماس منفصلة عن المعاناة اليومية لسكان غزة.
وأكد أن "ربما يحب 80% من الفلسطينيين في الضفة الغربية والشتات حماس، ولكن بالنسبة لشخص يعيش في غزة ويدفع الثمن، فإن الأمر مختلف تمامًا".