الصراع بين إسرائيل وحزب الله.. هل تتصاعد المواجهة إلى حرب شاملة؟
مارينا فيكتور مصر 2030على مدى الأشهر الثمانية الماضية، كانت المنطقة الحدودية بين إسرائيل ولبنان، نقطة ساخنة للقتال الاستنزافي المتبادل بين حزب الله وإسرائيل، وهو العنف الذي تصاعد مؤخرا وأثار دعوات في تل أبيب لحرب موسعة.
هل تتصاعد المواجهة لحرب شاملة؟
وتقول مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إنه لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن المواجهة بين إسرائيل ولبنان سوف تتصاعد إلى حرب شاملة.
ونتيجة للقصف المتبادل، فرّ أكثر من 150 ألف شخص على جانبي الحدود من بلداتهم وقراهم بسبب حرب الاستنزاف المستمرة التي خلفت حوالي 400 قتيل على الجانب اللبناني ونحو 30 قتيلا على الجانب الإسرائيلي.
ودخل حزب الله الصراع الحالي مع إسرائيل بعد الهجوم المباغت الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي، على بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص. وأسر العشرات.
لكن الصراع الأوسع بين حزب الله وإسرائيل لم يبدأ بعد السابع من أكتوبر. إذ اتخذ أشكالا مختلفة في أعقاب الغزو الإسرائيلي في صيف 1982.
المواجهة الأكثر أهمية
ووقعت المواجهة الأكثر أهمية في عام 2006، عندما اختطف حزب الله جنديين إسرائيليين من المنطقة الحدودية، بهدف مبادلتهما بأسرى في السجون الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بشن حرب مدمرة في يوليو وأغسطس من ذلك العام، بهدف القضاء على حزب الله، وهو هدف مماثل لأهداف إسرائيل في حربها الحالية ضد حماس في قطاع غزة.
القدرات العسكرية لحزب الله
وقال مسؤول في فيلق القدس الإيراني الذي يشرف على حزب الله وغيره من الفصائل المرتبطة بإيران في الشرق الأوسط، لمجلة "فورين بوليسي" إن حزب الله يمتلك الآن أكثر من مليون صاروخ من أنواع مختلفة، بما في ذلك صواريخ موجهة بدقة وصواريخ كاتيوشا معدلة لزيادة الدقة، بالإضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات".
وتشمل ترسانة حزب الله، كما تم الكشف عنها، بحسب المجلة:
طائرات بدون طيار انتحارية.
طائرات بدون طيار أخرى مزودة بصواريخ.
صواريخ إيرانية تسمى "ألماس" مزود بكاميرا وقذائف أخرى.
عتادٌ رأت المجلة الأمريكية أنه يغير قواعد اللعبة "لأنه يجعل المقاتلين أقل عرضة للهجمات الإسرائيلية على مواقع الإطلاق".
على الجانب الآخر، تمتلك إسرائيل ترسانة أكبر بكثير من:
صواريخ جو-أرض تُطلق من طائرات حربية مختلفة.
طائرات بدون طيار مسلحة.
وأسلحة وذخائر أخرى كثيرة.
وأدى تبادل إطلاق النار إلى نزوح أكثر من 150 ألف شخص على جانبي الحدود، مما حول البلدات الحدودية اللبنانية إلى مناطق تشبه غزة المصغرة.
لن يتجاوز القتال هذه العتبة
ونظرا للقرب بين إسرائيل ولبنان مقارنة بإيران وإسرائيل، فإن احتمال قيام حزب الله بإلحاق دمار كبير بالمدن الإسرائيلية الحدودية، كبير، وفق المجلة الأمريكية.
ومن المرجح أن يتخذ حزب الله نهج التصعيد "العقلاني" الذي تبنته إيران بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، مع إبقاء الإجراءات دون مستوى الحرب الشاملة.
وقد يتزايد التصعيد أو ينقص، بنطاق عملياتي واستهدافي أوسع، لكن من دون تجاوز العتبة التي توسع القتال إلى ما هو أبعد من الأهداف العسكرية.