تحالف مودي.. هل يفوز بسهولة في الانتخابات الهندية؟
عبده حسن مصر 2030أظهرت استطلاعات رأي تلفزيونية أن التحالف الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من المتوقع أن يفوز بأغلبية كبيرة في الانتخابات العامة التي انتهت يوم السبت، متجاوزًا بذلك توقعات معظم المحللين.
وتوقعت معظم استطلاعات الرأي أن التحالف الوطني الديمقراطي الحاكم سيحصل على أغلبية الثلثين في مجلس النواب المؤلف من 543 عضوًا، حيث يحتاج الحصول على 272 مقعدًا لتحقيق الأغلبية البسيطة.
وستتيح أغلبية الثلثين للحكومة إمكانية إدخال تعديلات بعيدة المدى على الدستور.
ووفقًا لتوقعات ملخصة لستة استطلاعات للرأي، يمكن للتحالف الوطني الديمقراطي الفوز بما بين 355 و380 مقعدًا، وهو ما من المرجح أن يعزز الأسواق المالية عند إعادة فتحها يوم الاثنين.
وكان التحالف قد فاز بـ 353 مقعدًا في انتخابات 2019، منها 303 مقاعد لحزب بهاراتيا جاناتا.
كما كان من المتوقع أن يفوز تحالف "الهند" المعارض بقيادة حزب المؤتمر بزعامة راهول غاندي بما بين 125 و165 مقعدًا.
وفي أول تصريح له بعد انتهاء التصويت، أعلن مودي فوزه دون الإشارة إلى استطلاعات الرأي عند خروجهم من مراكز الاقتراع، قائلاً عبر منصة X: "أستطيع أن أقول بثقة أن شعب الهند صوت بأرقام قياسية لإعادة انتخاب حكومة التجمع الوطني الديمقراطي"، دون تقديم دليل على ادعائه.
وانتقد تحالف "الهند" المعارض واصفًا إياه بأنه فشل في التأثير على الناخبين، ووصفهم بأنهم "طائفيون وفاسدون".
ورغم ذلك، فإن استطلاعات الرأي التي تجريها وكالات الاقتراع في الهند لها سجل غير مكتمل، وغالبًا ما تخطئ في توقع النتائج، حيث يرى المحللون أن تحقيق الدقة في بلد كبير ومتعدد مثل الهند يمثل تحديًا كبيرًا.
وأظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أن حزب بهاراتيا جاناتا سيحتفظ بسهولة بأغلبيته، لكن الحزب واجه حملة نشطة من تحالف "الهند"، مما أثار الشكوك حول مدى التقارب في السباق الانتخابي.
وتوقع العديد من المحللين السياسيين أن يكون هامش انتصار حزب بهاراتيا جاناتا أقل أو قريبًا من نتائج 2019.
كما رفضت المعارضة نتائج استطلاعات الرأي ووصفتها بأنها "مسبقة"، متهمة القنوات الإخبارية الرئيسية بالتحيز لصالح مودي، وهو ما تنفيه القنوات، وقالوا إن استطلاعات الرأي عند الخروج في الهند غير علمية في معظمها.
وقالت سوبريا شرينات، رئيسة وسائل التواصل الاجتماعي في حزب المؤتمر، لوكالة الأنباء ANI التي تمتلك رويترز فيها حصة أقلية: "هذا استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع لصالح ناريندرا مودي". وأضافت: "لدينا فكرة عن عدد المقاعد التي سنفوز بها، ولن يقل عن 259 مقعدًا".
وكان ما يقرب من مليار شخص مؤهلين للتصويت في الانتخابات ذات السبع مراحل التي بدأت في 19 أبريل وأُجريت وسط حرارة الصيف الشديدة في العديد من المناطق.
حيث ستقوم لجنة الانتخابات بفرز الأصوات في 4 يونيو، ومن المتوقع إعلان النتائج في نفس اليوم.
إذا فاز مودي (73 عاماً)، فسيصبح ثاني رئيس وزراء بعد زعيم الاستقلال جواهر لال نهرو يفوز بثلاث فترات متتالية.
وقد بدأ مودي حملته الانتخابية بالتركيز على إنجازاته خلال السنوات العشر الماضية، لكنه سرعان ما حول هجومه إلى حزب المؤتمر، متهمًا إياه بمحاباة الأقلية المسلمة في الهند، وهو ما ينفيه حزب المعارضة.
كما تركزت حملات المعارضة بشكل كبير على برامج العمل الإيجابي والحفاظ على الدستور مما يصفونه بحكم مودي الدكتاتوري، وهو ادعاء ينفيه حزب بهاراتيا جاناتا.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن البطالة والتضخم هما أبرز مخاوف الناخبين في الهند، التي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة ومعظمهم من الهندوس.
وأوضح محللو السوق أن استطلاعات الرأي بعد التصويت زادت من حالة عدم اليقين بشأن النتائج المتوقعة، لكنها أشارت إلى استمرار السياسات الاقتصادية لمودي التي تركز على النمو.
وقال في كيه فيجاياكومار، كبير استراتيجيي الاستثمار في Geojit Financial Services: "نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى فوز واضح لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بحوالي 360 مقعدًا تزيل تمامًا ما يسمى بالتوتر الانتخابي الذي كان يؤثر على الأسواق في مايو".
وأضاف: "هذا يأتي كدعم كبير للمستثمرين الذين سيثيرون ارتفاعًا كبيرًا في السوق يوم الاثنين".