كيف ردت إسرائيل على الرشقة الصاروخية التي طالت تل أبيب؟
عبده حسن مصر 2030قال مسعفون فلسطينيون إن 22 شخصًا على الأقل قتلوا بعد أن أصابت غارة جوية إسرائيلية خيامًا تؤوي نازحين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من إطلاق حركة حماس وابل من الصواريخ على تل أبيب للمرة الأولى منذ شهور.
وأظهرت لقطات من مكان الغارة الجوية يوم الأحد دمارًا كبيرًا، وأكد الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت منشأة تابعة لحماس يتواجد بها كبار أعضاء الحركة.
وأشار متحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن عدد القتلى مرشح للزيادة مع استمرار جهود البحث والإنقاذ في حي تل السلطان في رفح، الذي يبعد حوالي كيلومترين شمال غرب وسط المدينة.
وأكدت الجمعية أن إسرائيل صنفت الموقع كـ"منطقة إنسانية" ولم يكن من بين المناطق التي أمر الجيش الإسرائيلي بإخلائها في وقت سابق من الشهر الجاري.
وجاء الهجوم بعد انطلاق صفارات الإنذار في المدينة الساحلية وفي وسط إسرائيل للمرة الأولى منذ يناير، بعد إطلاق ثمانية صواريخ من منطقة رفح، حسبما ذكر الجيش الإسرائيلي.
وقد تراجعت قدرة الحركة على إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار نحو الأراضي الإسرائيلية بشكل ملحوظ خلال الأشهر الثمانية الماضية من الحرب.
وتم اعتراض معظم الصواريخ، إلا أن تقارير أفادت بإصابة امرأتين بجروح طفيفة أثناء توجههما إلى أحد الملاجئ، مما أدى إلى تأجيل أو إلغاء عدة رحلات جوية من مطار بن غوريون.
ونشر الجناح العسكري لحركة حماس عبر قناته على تطبيق تليغرام بيانًا قال فيه إن الصواريخ أطلقت ردًا على "المجازر الصهيونية ضد المدنيين".
كما أفاد مسعفون بمقتل خمسة فلسطينيين على الأقل في غارات جوية إسرائيلية على رفح صباح الأحد.
ورد وزير الأمن القومي اليميني المتطرف، إيتامار بن جفير، على الهجوم بمنشور على موقع X قال فيه: "رفح! بكل قوة!"
كما أكد بيني غانتس، عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، أن "وابل الصواريخ اليوم من رفح هو دليل على أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يتحرك أينما كانت حماس".
ونفى الجيش الإسرائيلي يوم الأحد أن تكون حماس قد اختطفت جنديًا إسرائيليًا، بعدما نشرت الحركة مقطع فيديو يظهر مقاتلين فلسطينيين يسحبون جنديًا فاقد الوعي عبر نفق.
ورغم أمر المحكمة العليا للأمم المتحدة يوم الجمعة بوقف الهجوم، مضت إسرائيل قدمًا في عملياتها العسكرية على الجزء الجنوبي من قطاع غزة، والتي زادت من حدة الأزمة الإنسانية الكارثية في الأراضي الفلسطينية.
وبعد نحو تسعة أشهر من بدء الصراع، أصبحت رفح، الواقعة على الحدود مع مصر، الجزء الوحيد من قطاع غزة الذي لم يشهد بعد قتالًا بريًا.
وقد لجأ إليها أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل الهجوم.
وأكدت إسرائيل مرارًا أن عملية برية في رفح ضرورية لتحقيق "النصر الكامل" على حماس، حيث تعتقد أن قيادة الحركة وأربع كتائب من المقاتلين يتمركزون هناك ويستخدمون الرهائن الإسرائيليين كدروع بشرية.
فمنذ أن بدأت إسرائيل التحرك نحو الأطراف الجنوبية والشرقية للمدينة، اضطر نحو مليون شخص إلى الفرار.
وتوقفت عمليات تسليم المساعدات الضرورية، حيث أغلقت معبر رفح الحدودي ومعبر كرم أبو سالم المجاور بسبب القتال العنيف.
وكان من المتوقع دخول نحو 200 شاحنة إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم يوم الأحد بعد التوصل إلى اتفاق مع مصر، لكن لم يتضح ما إذا كانت وكالات الإغاثة ستتمكن من الوصول إليها.
حيث أفاد سكان جباليا في شمال غزة بوقوع اشتباكات برية يوم الأحد، وفي الأشهر الأخيرة، تمكنت حماس من إعادة تنظيم صفوفها وشن هجمات عبر المناطق الشمالية والوسطى من الأراضي التي يفترض أنها تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأثارت خطة إسرائيل لمهاجمة رفح معارضة حتى من أقوى حلفائها مثل الولايات المتحدة، التي حذرت من أن الاكتظاظ في رفح قد يؤدي إلى سقوط آلاف الضحايا من المدنيين، ولكن منذ بدء العملية، بدت واشنطن أقل وضوحًا في خطوطها الحمراء.
وقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، في الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، وأخذت 250 شخصًا كرهائن.
وقتل نحو 36 ألف شخص في الحرب التي تلت ذلك في غزة، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
كما بذلت عدة محاولات للتوسط في هدنة جديدة بعد وقف الأعمال العدائية لمدة أسبوع في نوفمبر، لكنها باءت بالفشل.
و الجولة الأخيرة من المحادثات، التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، وصلت إلى طريق مسدود بعد الهجوم الإسرائيلي على رفح.
كما اجتمع مسؤولون في المخابرات الأمريكية مع وفود إسرائيلية وقطرية في باريس يوم الجمعة في محاولة لإعادة المفاوضات إلى مسارها.
ولكن حماس قللت من شأن التقارير عن تقدم مبدئي، وقالت لرويترز يوم الأحد إنها لم تتلق أي شيء من الوسطاء بشأن مواعيد جديدة لاستئناف المحادثات، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.