رغم الإدانات والضغط الأمريكي.. لماذا يستمر الاحتلال في هجومه على رفح؟
مارينا فيكتور مصر 2030تقول إسرائيل إنها ستواصل عملياتها، على الرغم من أمر المحكمة الدولية بوقف هجومها على رفح، وتحاول السير على خط فاصل بين عدم إثارة غضب حلفائها بالولايات المتحدة ومحاولة تحقيق أهداف استراتيجية تعتبرها أكثر أهمية من أن تتخلى عنها، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
وبعد أسابيع عديدة من التحذيرات من البيت الأبيض، يصف كل من الإسرائيليين والأمريكيين العملية العسكرية في رفح بأنها "محدودة"، مما يسمح للجيش الإسرائيلي بالمضي قدما، ولو بشكل أبطأ وحذر مما حدث في أجزاء أخرى من غزة.
لماذا تستمر إسرائيل في مهاجمة رفح؟
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي السبت قطاع غزة ولا سيما رفح، بعد صدور أمر عن محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في المحافظة الجنوبية "فورا".
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، ليل السبت-الأحد، قصفه بالمدفعية والطائرات مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوبه وكذلك لمناطق في وسط القطاع وشماله، بحسب ما أفاد شهود عيان لوكالة "فرانس برس".
وبدأ الجيش في مايو هجوما بريا في مدينة رفح الواقعة قرب حدود مصر، ورغم المخاوف الدولية بشأن مصير المدنيين في المدينة المكتظة بالنازحين، تشدد إسرائيل على أن هذا الهجوم ضروري لتحقيق هدفها المعلن بـ"القضاء" على حركة حماس.
وبالنسبة لإسرائيل، فإن الاستيلاء على رفح والحدود من شأنه أن يكمل عملية "إعادة احتلال" قطاع غزة بشكل فعال، وقد يعني الانتقال إلى مرحلة مختلفة من الغارات الأقل كثافة.
ويقول الإسرائيليون إن رفح تضم آخر أربع كتائب تابعة لحماس منظمة نسبيا، وبنية تحتية رئيسية للأنفاق وقاذفات صواريخ.
والأهم من ذلك، أن إسرائيل تريد محاولة إغلاق الحدود مع مصر للحد من تهريب الأسلحة في المستقبل، حسبما تشير "نيويورك تايمز".
الأهداف العسكرية الإسرائيلية
وتظل الأهداف العسكرية الإسرائيلية دون تغيير، فهي تريد تأمين الحدود بالكامل مع مصر، وتدمير أنفاق التهريب وتفكيك آخر كتائب حماس، وإعادة الرهائن المتبقين لدى الحركة إلى إسرائيل، وكسر السيطرة الحمساوية الإدارية على قطاع غزة بالكامل.
وركزت القوات الإسرائيلية في البداية على تأمين الحدود ذات الكثافة السكانية المنخفضة، والتي تدور حول مدينة رفح وتضغط على ما يقرب من مليون شخص نزحوا من أجزاء أخرى من غزة للانتقال إلى مناطق من المفترض أن تكون أكثر أمانا ولكن الظروف لا تزال مزرية.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن قواته تقاتل في أحياء البرازيل القريبة من الحدود وفي مخيم الشابورة للاجئين، وهو أعمق اختراق له في رفح.
لكن الجيش يصر على أنه لم يحاول بعد دخول المدينة المركزية التي يبلغ عدد سكانها في الأوقات العادية مليون نسمة.
"تخفيف التكتيكات"
يقول المحللون لـ"نيويورك تايمز"، إن الغضب والتحذيرات من إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، وغيرها من الحلفاء المقربين لإسرائيل كان لها تأثير في تخفيف التكتيكات الإسرائيلية، حتى لو ظل الهجوم مدمرا.
ويقول الضباط الذين تركوا القتال في رفح للتو إن إسرائيل "تستخدم قدرا أقل من القوة الجوية والمدفعية، وقنابل أقل وأصغر حجما"، مما يجبر الجنود الإسرائيليين على الانخراط في حرب عصابات في المناطق الحضرية مع مقاتلي حماس.
ومع إصرار الأمريكيين على أن تقوم إسرائيل بإجلاء المدنيين قدر الإمكان من مناطق العمليات المخطط لها، في الأسبوعين الماضيين، انتقل ما يصل إلى مليون مدني غربا نحو البحر والمناطق الأكثر أمانا، حتى لو توفرت مرافق للإيواء فالتغذية والرعاية بالنسبة لهم "غير كافية".
ولكن حتى لو لم يكن المدنيون في خط النار، فإن التهديدات التي يتعرضون لها تظل خطيرة مع عبور القليل من المساعدات من مصر أو عدم عبورها على الإطلاق.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس، إثر هجوم الحركة "غير المسبوق" على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن سقوط 35903 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.