مقبرة أمنمحات بالمنيا تسقط تاريخ شرق أسيا في الفنون القتالية


اشتهرت جنوب شرق أسيا بكونها مهد للفنون القتالية في العالم إلا أن السجلات المصرية أسقطت تلك المعلومة من خلال الرسوم التي تصور التدرب على الفنون القتالية في مقبرة أمنمحات ببني حسن وهي منطقة أثرية تقع جنوب مدينة المنيا ،عرف أجدادنا فن المصارعة والذي هو ببساطة فن قتالي له عدة جوانب أساسية، أولها هو السيطرة على الخصم عن طريق شل حركته وثانيها هو فن طرح الخصوم أرضاً وثالثها إعطاب جسم الخصم عن طريق التسبب في كسور له أو حتى قتله.
وبالنسبة للفنون القتالية فتشير الرسوم الموجودة على مقابر بني حسن وغيرها إلى أن المصارعة في مصر كان فناً منهجياً منظماً حيث تضمنت الرسوم المسكات الأساسية وحركات اليد والقدم وأوضاع دفاعية وهجومية، والمثير للدهشة أن الغالبية الساحقة من تلك المسكات هي بعينها مسكات المصارعة الحرة المعروفة في يومنا هذا.
ولأن فن المصارعة لا يكفي لوحده فقد تدرب المصريون كذلك على الملاكمة،لاسيما أنه تم العثور على صور يتواجه فيها الملاكمين وقبضات يدهم مفتوحة على غرار الفنون اليابانية والصينية.
وحول هذا الموضوع قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر إن المصريين القدماء قد إهتموا بالرياضة منذ القدم، حيث انعكس هذا الإهتمام من خلال ابتكار الألعاب الرياضية المتنوعة، فتعامل المصريين القدماء مع الرياضة كوسيلة للحفاظ على اللياقة البدنية، إضافة إلى كونها وسيلة للترفيه، فنجد أن المصريون القدماء عرفوا العديد من الرياضات التي تشكل أساس كثير من الألعاب الرياضية الموجودة حالياً، فنجد لعبة المصارعة تعتبر أحد الأنشطة المنتشرة لدى قدماء المصريين حيث ظهرت المناظر التي تصورها هذه الرياضة في الدولة القديمة والوسطى والحديثة، فظهرت أشكال رياضة المصارعة بين الأطفال والصبيان علي مقبرة "بتاح_حتب" بسقارة من عصر الدولة القديمة، وهذه أقدم صورة لرياضة المصارعة حيث ترجع إلى الأسرة الخامسة كما صورت مناظر أخرى تمثل رياضة المصارعة بين الرجال المحترفين في وضعيات متعددة علي جدران مقبرة الأمير "باكت" ببني حسن بالمنيا.
وتابع "عامر" أن المصريون القدماء هم أول من مارسوا اللكم بغرض إعداد الشباب للدفاع عن وطنه ويظهر على مقبرة "خبر_واف" بغرب الأقصر منظر يمثل رياضة الملاكمة، ومنظر آخر يمثل أزواج من الملاكمين يمارسون رياضة الملاكمة أمام الفرعون ويظهر بهجة الفائز بالمباراة، بينما ينحني المهزوم لنخبة الجمهور وكم نحن أحوج الآن إلى تلك الروح المهذبة التي تعيد للرياضة وقارها وجمالها وبذلك يمكن القول بأن مصر الفرعونية عرفت رياضة الملاكمة قبل الإغريق بقرون طويلة.
وأشار "عامر" إلى أن الرسوم المنقوشة على الآثار المصرية القديمة سجلت أن المصري القديم نظر الى رياضة "الفروسية" بعين الإعتبار حيث أصبحت رياضة الفروسية من الرياضات التي يجب ممارستها وظهرت مناظر عديدة للفروسية على الآثار المصرية منها منظر على معبد "رمسيس الثاني"، كما كانت رياضة "الصيد" من أهم الرياضات عند المصريين القدماء فكانوا يخرجون لصيد السباع والفيلة والثيران الوحشية، وأشارت الرسومات الجدارية المصرية إلى ممارسة رياضة الرماية، وذلك باستخدام القوس والسِّهام أو رمي الرمح، كما تؤكد الرسومات أنَّ المصريين استخدموا هذه الوسائل في الرماية على أهداف ثابتة،أي أن استخدامهم للرماح والسِّهام لم يقتصر على الصيد فقط، وما تزال هذه الألعاب حاضرة في دورة الألعاب الأولمبية حتى يومنا هذا.