«قوات حفظ سلام دولية».. هل يتم تنفيذ مقترح الدول العربية بشأن غزة؟
عبده حسن مصر 2030اقترحت الدول العربية، مؤخرًا، إرسال "قوات حفظ سلام وحماية دولية تابعة للأمم المتحدة" كجزء من خطة أوسع لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ومع ذلك، تبدو فرص نجاح هذا المشروع ضئيلة في الوقت الحالي.
وفي إطار خطة لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، دعت جامعة الدول العربية إلى "عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة" لحل النزاع على أساس حل الدولتين.
وأكد الزعماء العرب في بيانهم الختامي للقمة على ضرورة نشر "قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، ريثما يتم تنفيذ حل الدولتين.
وكان وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني قد أشار في نوفمبر إلى فكرة مشابهة، مقترحاً أن تلعب الأمم المتحدة دوراً مشابهاً لدورها في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، التي تساعد منذ عام 1978 في الحفاظ على السلام على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
ومع ذلك، لم يمنع تواجد اليونيفيل الاشتباكات المسلحة شبه اليومية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة.
ولا تحظى فكرة إرسال بعثة أممية إلى الأراضي الفلسطينية بفرصة كبيرة للنجاح حالياً.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، لصحيفة نيويورك تايمز أن "الخوذ الزرق" لا يتدخلون في القتال بل يفرضون السلام فقط في حال وجود سلام قائم مسبقاً.
كما أكد جان بيير لاكروا، أن التدخل لحماية المدنيين يكون ممكناً فقط في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لتهيئة الظروف لعملية سياسية تؤدي إلى سلام دائم.
وتقترح الجامعة العربية خطة تبدأ بوقف فوري لإطلاق النار، ثم انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإنهاء الحصار المفروض على الأراضي الفلسطينية، وتنظيم مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبعد استيفاء هذه الشروط، يمكن نشر قوات حفظ السلام الأممية لتحقيق حل الدولتين.
من جانبها، رفضت إسرائيل مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار في بداية شهر مايو، مما يجعل احتمال وقف القتال في غزة بعيد المنال.
كما أن عملية نشر قوات حفظ السلام ستتطلب موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث استخدمت الولايات المتحدة حق النقض عدة مرات ضد قرارات تدين الهجوم الإسرائيلي.
وأشار متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن البيت الأبيض لن يدعم نشر قوات أممية، معتبراً أن "إرسال قوات أمنية إضافية" قد يعوق هدف إسرائيل بتفكيك حماس.
ولا يمكن تنظيم تدخل الأمم المتحدة إلا بموافقة إسرائيل، وهو ما أكده فرحان حق بقوله إن "الأطراف [الصراع] يجب أن تقبل وجود قوات حفظ السلام".
وبالنظر إلى موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية، يبدو من الصعب تصور موافقته على مهمة لحفظ السلام حتى يتم تنفيذ حل الدولتين.
وبينما تطرح جامعة الدول العربية خطة شاملة لتحقيق السلام في الأراضي الفلسطينية، تظل التحديات السياسية والدبلوماسية الكبيرة تعرقل إمكانية نشر قوات حفظ السلام الأممية في الوقت الراهن.