الميناء الأمريكي.. ما حجم المساعدات التي قدمت لغزة من خلاله؟

بدأت المساعدات الإنسانية في الوصول إلى غزة عبر ممر بحري أمريكي الصنع، لكن مسؤول أمريكي في مجال المساعدات أكد أن هذا الممر الجديد لا يمكن أن يكون بديلاً للمعابر البرية.

وأشار إلى أن شحنات الغذاء والوقود التي تدخل غزة قد انخفضت إلى مستويات خطيرة.

وأكد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، يوم الجمعة، أن شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية المقدمة من الإمارات العربية المتحدة، قد أُرسلت على متن سفينة من قبرص وتم تفريغها على ساحل غزة، حيث أصبحت تحت سيطرة الأمم المتحدة.

وقال كيربي للصحفيين في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: "آمل أنه بحلول الوقت الذي ننتهي فيه هنا، ستكون بعض هذه المساعدات قد وصلت إلى أفواه الجياع".

لكن وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مسؤول في الأمم المتحدة، لم يُذكر اسمه، قوله إن توزيع الشحنة لم يبدأ حتى بعد ظهر الجمعة.

وأفادت المملكة المتحدة بأن المساعدات التي تم تفريغها يوم الجمعة تضمنت أيضًا 8400 مجموعة لتوفير مأوى مؤقت مصنوع من الأغطية البلاستيكية.

وقالت رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAid)، سامانثا باور، إن الولايات المتحدة ستستخدم الطريق البحري لتوصيل "أطنان من المساعدات المنقذة للحياة، بما في ذلك الأغذية الغنية بالمغذيات لدعم الآلاف من الأطفال والبالغين الأكثر ضعفاً في غزة، بالإضافة إلى الإمدادات الحيوية مثل الأغطية البلاستيكية للمأوى، والأوعية لحفظ المياه النظيفة، ومستلزمات النظافة".

وأضافت باور: "إن الممر البحري الذي افتُتح اليوم لا يمكن أن يكون بديلاً عن المعابر البرية إلى غزة، التي يجب أن تعمل بأقصى طاقتها وكفاءتها.

وفي كل لحظة لا يكون فيها المعبر مفتوحًا، أو لا تتحرك الشاحنات، أو لا يمكن توزيع المساعدات بأمان، تزداد التكلفة البشرية لهذا الصراع بشكل كبير".

وأشارت باور إلى أنه "في الأسبوعين الماضيين، تباطأت دخول المواد الغذائية والوقود إلى غزة إلى مستويات منخفضة بشكل خطير، حيث بالكاد تدخل غزة 100 شاحنة من المساعدات يوميًا، وهو أقل بكثير من الـ600 المطلوبة يوميًا لمواجهة خطر المجاعة".

وشددت على ضرورة بذل المزيد من الجهود لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة المنتشرة.

وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية حول مدينة رفح الجنوبية إلى إغلاق معبر قريب من مصر، وتوقفت جميع عمليات تسليم البضائع تقريبًا عبر بوابة جنوبية أخرى في معبر كرم أبو سالم.

وفي الوقت نفسه، تعرضت الشاحنات المتجهة إلى المعبر الشمالي في إيرز لكمين ونهبها متطرفون إسرائيليون في الأيام الأخيرة، دون أن تتخذ الشرطة أي جهد يُذكر لحماية القوافل.

وبالرغم من أن الجيش الإسرائيلي لم يشن هجومًا بعد على وسط رفح، إلا أن الأمم المتحدة أفادت يوم الجمعة بأن ما يقرب من 640 ألف شخص نزحوا من المدينة، وتوجه الكثير منهم شمالًا إلى دير البلح، حيث كانت الظروف قاسية.

ويتضمن المسار البحري نقل شحنات المساعدات التي تقوم إسرائيل بتفتيشها في ميناء لارنكا القبرصي، ثم تُنقل بواسطة سفن كبيرة إلى رصيف عائم يبعد بضعة كيلومترات عن ساحل غزة.

وهناك يتم تحميل المساعدات على شاحنات تُنقل بواسطة سفن أصغر إلى المياه الساحلية الضحلة؛ ثم تعبر الشاحنات جسرًا عائمًا بطول 500 متر إلى ساحة تنظيم محفورة في الرمال.

ومن المتوقع أن تصل سعة هذا الطريق إلى 90 حمولة شاحنة من المساعدات يوميًا، وقد تصل في نهاية المطاف إلى 150 حمولة شاحنة يوميًا.

كما يتم تسليم المساعدات رسميًا إلى برنامج الغذاء العالمي على الساحل، لكن لا يزال من غير الواضح كيفية توزيعها داخل غزة.

وتحتاج المساعدات إلى المرور عبر نقطة تفتيش إسرائيلية للوصول إلى المناطق الشمالية حيث تشتد المجاعة.

وتجدد القتال في المناطق الشمالية اليوم الجمعة، حيث شاركت الدبابات والطائرات الإسرائيلية في هجوم على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.

كما أفاد السكان بأن العربات المدرعة الإسرائيلية وصلت إلى السوق في جباليا، حيث كانت تزيل المنازل والمتاجر في طريقها.

وقال أيمن رجب من جباليا الغربية: "الدبابات والطائرات تمسح الأحياء السكنية والأسواق والمتاجر والمطاعم وكل شيء. كل هذا يحدث أمام عالم أعمى".

وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الجمعة مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين في غارة جوية إسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية.

وقال الجيش الإسرائيلي إن طائرة مقاتلة استهدفت مبنى في جنين كجزء من عملية ضد "خلية إرهابية كانت تحت المراقبة وتخطط لهجوم في المستقبل القريب"، ولم تتمكن صحيفة الغارديان من التحقق من هذا الادعاء.

من ناحية أخرى، قال جون كيربي إن 17 طبيبًا يحملون الجنسية الأمريكية كانوا محاصرين في غزة تمكنوا من المغادرة يوم الجمعة، وفي البداية، أفيد بأن عشرين طبيبًا كانوا عالقين داخل القطاع.

وقال كيربي: "لن أتحدث باسم الثلاثة الآخرين، لكن يمكنني أن أؤكد أن أيًا منهم أراد المغادرة قد خرج الآن".

وقالت سامانثا باور إن الولايات المتحدة تعتمد على إسرائيل لضمان عدم تكرار قصف قافلة المساعدات في الأول من أبريل، الذي قتل فيه سبعة عمال في المطبخ المركزي العالمي.

وأكدت باور: "في ضوء الهجمات غير المعقولة على عمال الإغاثة منذ بدء الحرب، سنواصل الضغط على الحكومة الإسرائيلية لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني".

ومع ذلك، أصر كيربي على أن البيت الأبيض ليس قلقًا بشأن قصف إسرائيل للمساعدات القادمة عبر الممر البحري.

وقال: "لسنا قلقين من قيام الإسرائيليين بضرب قوافل الشاحنات التي تنطلق من ذلك الرصيف، إنهم في الواقع يشاركون في المساعدة على نقل تلك المواد إلى الشاطئ ومن ثم إدخالها إلى غزة. لذلك هذا ليس مصدر قلق".

ومن المتوقع أن يسافر مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إلى المملكة العربية السعودية يوم السبت لإجراء محادثات مع ولي العهد محمد بن سلمان، يتبعها توقف في إسرائيل لعقد اجتماع مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأكد كيربي أن سوليفان سيكرر معارضة الولايات المتحدة لهجوم إسرائيلي واسع النطاق على رفح، وسيواصل الضغط من أجل المزيد من العمليات الموجهة ضد حماس.