نزوح مستمر وتوغل إسرائيلي.. ما جديد المعارك في رفح الفلسطينية؟
توغلت الدبابات الإسرائيلية في شرق رفح، ووصلت إلى بعض الأحياء السكنية في المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة.
وأفاد شهود عيان بأنهم شاهدوا الدبابات تعبر طريق صلاح الدين ذو الأهمية الاستراتيجية، متجهة إلى حيي البرازيل والجنينة، وقال أحدهم لرويترز: "إنهم في الشوارع داخل المنطقة المبنية وتدور اشتباكات".
وأشار مسؤول في الأمم المتحدة إلى أن المواقع الإسرائيلية الأكثر تقدماً تقع على بعد حوالي كيلومترين من مكتبه.
وأعلن الجناح العسكري لحركة حماس عن تدمير ناقلة جند إسرائيلية بصاروخ في حي السلام الشرقي، مما أدى إلى مقتل بعض أفراد الطاقم وإصابة آخرين، ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذا التقرير غير المؤكد.
وفي تقرير موجز عن عملياته، ذكر الجيش الإسرائيلي أن قواته قضت على "العديد من الخلايا الإرهابية المسلحة" في قتال قريب على الجانب الغزاوي من معبر رفح الحدودي مع مصر.
وأضاف أنه في شرق المدينة، دمرت القوات خلايا مسلحة ونقطة إطلاق صواريخ كانت تستهدف الجيش الإسرائيلي.
وقد نزح ما بين 360 ألف إلى 500 ألف فلسطيني من رفح في الأسبوع الماضي بعد تحذيرات إسرائيلية بإخلاء الأحياء الشرقية والوسطى، مما يشير إلى احتمال بدء مرحلة دموية جديدة في الحرب.
وفي شمال قطاع غزة، حيث شنت القوات الإسرائيلية سلسلة من العمليات خلال عطلة نهاية الأسبوع، وردت تقارير عن أعنف المعارك منذ أسابيع، مما أجبر 100 ألف آخرين على الفرار.
وقد حث حلفاء إسرائيل الدوليون ومنظمات الإغاثة مرارًا على تجنب التوغل البري في رفح وحذروا من كارثة إنسانية محتملة. وفي خطوة لافتة، منعت الولايات المتحدة مؤخرًا شحنة من القنابل الثقيلة إلى إسرائيل خشية استخدامها في العملية.
وفي الأيام الأخيرة، اكتظت الطرق المتجهة شمالًا وغربًا بالسيارات والشاحنات والعربات المحملة بالأشخاص وممتلكاتهم، متجهين نحو "منطقة إنسانية موسعة" على الساحل.
ورغم الضغوط الأمريكية، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى الآن وقف الهجوم الواسع النطاق على المدينة، على الرغم من تهديدات واشنطن بفرض المزيد من القيود على شحنات الأسلحة.
وأفاد المسعفون بوجود نشاط جوي كثيف فوق رفح، مع استمرار تحليق الطائرات بدون طيار فوق الشوارع، بينما يواصل آلاف النازحين والسكان تفكيك الملاجئ والأكشاك وغيرها من المباني المؤقتة.
وأفاد شهود عيان بأن الطرق كانت أقل ازدحاماً في رفح يوم الثلاثاء مقارنة بالأيام السابقة، رغم أن الطرق المتجهة غرباً إلى "المنطقة الإنسانية الموسعة" التي حددها الجيش الإسرائيلي ما زالت مكتظة للغاية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 82 شخصاً قتلوا وأصيب 234 آخرون خلال الـ 24 ساعة الماضية، في واحدة من أعلى حصيلة يومية منذ أسابيع.
وأشارت الوزارة إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي بدأ بعد هجمات مفاجئة شنتها حماس في 7 أكتوبر، وأسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز حوالي 250 رهينة، قد أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35,173 فلسطينياً وإصابة 79,061 آخرين.
وقد أجبر القتال العديد من منظمات الإغاثة الكبرى على إغلاق أو تقليص عملياتها في غزة، وسط نقص حاد متزايد في الوقود والغذاء والمياه النظيفة.
وأفاد مسؤولو الصحة أنهم تلقوا شحنة من وقود الطوارئ، مما سمح للمستشفيات القليلة المتبقية في رفح بمواصلة خدماتها المحدودة لمدة ستة أيام تقريباً.
وقال الدكتور جيمس سميث، طبيب بريطاني يعمل في غزة، إن معبر رفح "لا يمكن التعرف عليه على الإطلاق" بسبب الدمار الكبير بعد سيطرة الجيش الإسرائيلي عليه الأسبوع الماضي.
وفي تطور منفصل، قالت محكمة العدل الدولية يوم الثلاثاء إنها ستعقد جلسات استماع يومي الخميس والجمعة لبحث إجراءات الطوارئ التي طلبتها جنوب أفريقيا بشأن الهجمات الإسرائيلية على رفح.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن قضية مستمرة رفعتها جنوب أفريقيا أمام المحكمة في ديسمبر الماضي، متهمة فيها إسرائيل بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية خلال هجومها على الفلسطينيين في غزة.
وقد وصفت إسرائيل هذه الاتهامات بأنها لا أساس لها من الصحة وتؤكد أنها تتصرف وفقاً للقانون الدولي.
كما ظهرت المخاطر التي يتعرض لها عمال الإغاثة في غزة بوضوح عندما تعرضت مركبة تابعة للأمم المتحدة لإطلاق نار يوم الاثنين في رفح، مما أدى إلى مقتل أحد أعضاء إدارة السلامة والأمن في المنظمة وإصابة آخر.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يشعر "بحزن عميق" وأدان جميع الهجمات على موظفي الأمم المتحدة ودعا إلى تحقيق كامل.
وأعرب سائقو الشاحنات الفلسطينيون عن مخاوفهم على أمن قوافل المساعدات إلى غزة، بعد أن دمر مستوطنون إسرائيليون شاحنات تحمل إمدادات إنسانية وأشعلوا النار فيها.
وأدان البيت الأبيض هذه الهجمات، واصفاً إياها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق" على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
