في ظل اشتداد القتال حول الفاشر السودانية.. دارفور على شفا كارثة كبرى
عبده حسن مصر 2030يتوافد حوالي سبعة أشخاص يوميًا إلى مخيم أبو شوك للنازحين في شمال دارفور، حيث يعانون من جروح نتيجة لاشتباكات بين مقاتلين من قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني.
وتزامنًا مع الحصار المفروض على مدينة الفاشر، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في المنطقة، حيث أصبحت المدينة محاصرة ومنعزلة تمامًا عن باقي العالم.
كما تتفاقم الأوضاع الصحية للنازحين في المخيم، حيث يواجهون نقصًا حادًا في الرعاية الطبية والإمدادات الأساسية مثل الغذاء والمياه النظيفة، مما يزيد من حدة المعاناة ويؤدي إلى وفيات متزايدة.
وتهدد الحرب المستمرة في السودان بتفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يتعرض المدنيون لمخاطر الجوع والتشرد، ويشير الخبراء إلى خطر تفكك البلاد في ظل الصراع المستمر.
ويُعتبر الفاشر مركزًا إنسانيًا في دارفور، حيث يضم عددًا كبيرًا من النازحين الداخليين، بما في ذلك مئات الآلاف الذين فروا من العنف العرقي في السنوات العشرين الماضية.
كما تثير المخاوف الجدية الآن حول تأثير أي هجوم واسع النطاق قد تشنه قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها، ليس فقط بسبب القتال نفسه، ولكن أيضًا بسبب الاحتمالات المروعة للانتهاكات التي قد ترتكبها.
وتستهدف هذه القوات أعضاء جماعة المساليت العرقية في مختلف أنحاء دارفور، بما في ذلك مدينة الجنينة، حيث يعتقد أن ما يصل إلى 15 ألف شخص قتلوا العام الماضي في مجزرتين وحشيتين، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
وفي الأسبوع الماضي، حذرت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، من وقوع "مذبحة واسعة النطاق... كارثة فوق كارثة" في حال انتقال قوات الدعم السريع إلى الفاشر.
وتسيطر الجماعات المتحالفة مع الجيش على وسط المدينة وتفرض نقاط تفتيش، ولقد قامت بحفر خندق حول المدينة في محاولة لمنع تقدم قوات الدعم السريع.
في المقابل، ناشدت جماعات الإغاثة الدولية والحكومات الغربية قوات الدعم السريع بعدم مهاجمة الفاشر، ويبدو أن هذه النداءات قد تمت استجابتها.
ومع ذلك، يتساءل البعض عما إذا كانت قبيلة المحاميد المتحالفة مع قوات الدعم السريع ستشن هجومًا، خاصةً إذا تراجعت قيادة الدعم السريع للقبيلة.
وفي أبريل، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة مليط وأغلقت آخر طريق إلى الفاشر، مما أدى إلى توقف تسليم المساعدات وانسحاب الأمم المتحدة من المدينة.
وبخلاف ذلك، يواصل هارون عمله في مخيم زمزم جنوب الفاشر بدعم من منظمة أطباء بلا حدود، حيث يقدم العلاج والمساعدة الطبية للمرضى، بما في ذلك الأطفال والنساء الحوامل الذين يعانون من سوء التغذية.
وتروي بدرية أحمد، التي تعيش في مخيم زمزم منذ تسع سنوات، قصتها بعد تعرض قريتها لهجوم من قبل ميليشيا الجنجويد، التي تحولت فيما بعد إلى قوات الدعم السريع.
وتقول وهي تجلس مع ابنها نور الدين أحمد عيسى: "إنه لا يمشي ولا يأكل. لقد كان الأمر على هذا النحو لمدة 12 شهرًا."
أما كالومة آدم خاطر، فقد أقامت في المخيم منذ سبع سنوات، وهي تكافح من أجل إطعام أصغر أطفالها الستة الذين يعانون من الإسهال. تقول: "ليس لدي حليب في ثديي، وأعاني من الصداع طوال الوقت".
كما تشير منظمة أطباء بلا حدود إلى "أزمة سوء تغذية كارثية تهدد الحياة" في المخيم بعد الفحص الشامل الذي أجري لأكثر من 63,000 طفل دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات.
وجادو محمدو، مدير المنظمة في شمال دارفور، يقول إنه يموت طفل كل 24 ساعة في المخيم، وتبلغ نسب سوء التغذية 7.4% بالإضافة إلى مستوى عال جدًا لسوء التغذية العام والمعتدل.
تعبر منظمة أطباء بلا حدود عن قلقها بشأن تصاعد القتال، مما يجعل وصول الدعم الدولي أكثر صعوبة.
وتشير التقارير إلى أن الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع تزايدت، وقد نقل العديد من المصابين إلى المستشفى في الجنوب.
بالإضافة إلى القتال المباشر، يقوم مقاتلو الدعم السريع بصيد الجنود باستخدام نيران القناصة من مواقعهم في ضواحي المدينة.