الانتخابات الرئاسية في تشاد.. ماذا بعد وصول ديبي إلى سُدة الحكم؟
مارينا فيكتور مصر 2030انتهت المرحلة الانتقالية في تشاد، بعد 3 سنوات، بفوز رئيس المجلس العسكري الحاكم، محمد إدريس ديبي، في الانتخابات الرئاسية، وسط حالة من الترقب لردود أفعال الخاسرين، وكذلك المعارضة التي قاطعت الانتخابات.
نتيجة انتخابات تشاد
وحصل ديبي على 61.3 بالمئة من أصوات الناخبين، متفوقا على منافسه الأبرز رئيس الوزراء، سوكسيه ماسرا، الذي حصل على 18.53 بالمئة، بينما حلّ رئيس الوزراء الأسبق، باهيمي باداكي، ثالثا بأقل من 10 بالمئة، في الانتخابات التي جرت الخميس، وفق هيئة الانتخابات.
وتولّى ديبي رئاسة المرحلة الانتقالية منذ مقتل والده إدريس ديبي، على يد متمردي حركة "فاكت" في معارك بشمال البلاد عام 2021، بعد حكم استمرّ منذ عام 1990.
ماذا بعد وصول ديبي إلى سُدة الحكم؟
ويرى مراقبون وسياسيون تشاديون، أن فوز ديبي، مرشّح تحالف "تشاد موحدة"، لم يكن مفاجئا "لأنه شخص أدار الدولة خلال المرحلة الانتقالية، وأبرم اتفاقيات مع خصومه، وعقد حوارا وطنيا مع جميع مكونات المجتمع الجديد، وخرج مؤتمر الحوار بتوصيات، من ضمنها صياغة دستور وافق عليه الشعب في استفتاء عام".
ومن المقرر أن يستمر ديبي في الرئاسة لمدة 5 سنوات، وحظي ترشّح ديبي بدعم واسع من 220 حزبا سياسيا و7 منظمات مجتمع مدني، ومن النخبة السياسية وكبار الموظفين وجنرالات في الأجهزة الأمنية والجيش، ما مكّنه من الفوز بنسب كاسحة في شمال ووسط البلاد، ولم يكن هناك تفتيت للأصوات فيها.
عودة الهدوء
وقال المحلل السياسي التشادي، جبرين عيسى، إن تقييمه للوضع بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات "سيكون مستقرّا"، ولن تكون هناك أعمال عنف ومظاهرات قوية.
وتابع في تصريحات صحفية: "لكن الأمر لن يخلو من مظاهرات رافضة للنتيجة في مدن الجنوب التي توجد بها شعبية نوعا ما لرئيس حزب المحولون، ماسرا، وربما في أحياء بالعاصمة التي يقطنها أنصاره، بسبب أنه حرّضهم قبل إعلان النتائج على الخروج للشارع"، وفق حديث عيسى لموقع "سكاي نيوز عربية".
واضاف: "أعتقد أن محمد ديبي استطاع أن يسيطر على الوضع أمنيا، وكان واضحا جدا منذ استلامه الحكم أنّ هذا الاتجاه الذي كان يسير فيه قطاره لنقل التغيير من حكم انتقالي إلى حكم راسخ، وحكم بين قوسين ديمقراطي".
يواصل عيسى: "لا أعتقد أن فوزه (ديبي) كان مفاجأة لأي شخص مراقب ويعرف ما يحدث في تشاد، وهو أمر طبيعي بحكم أن أدوات اللعبة كلها في يده، بفضل الدعم الفرنسي والجيش والأجهزة الأمنية".
مقاطعة المعارضة
وقاطعت العديد من أحزاب المعارضة الانتخابات، ويوضح القيادي في تحالف "وقت تما" المعارض زكريا آدم زكريا، أنه ولأول مرة في تاريخ تشاد يتم استبعاد المعارضة من الانتخابات، حيث تم رفض أوراق 10 مرشحين لأسباب وهمية، أغلبهم من مناطق الشمال؛ حتى يتم إفساح الطريق لمحمد ديبي لحصد الأصوات الشمالية.