على وقع الحرب.. كيف يواجه نتنياهو ضغوطًا من عدة جبهات؟
عبده حسن مصر 2030يعتبر بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي ، شخصية بارزة تمتلك سجلاً طويلًا من التأجيل في اتخاذ القرارات الكبرى واللعب على الوقت، ومع ذلك، قد يكون محصورًا الآن في إمكانياته لاستمرار هذا النهج.
وعلى الصعيد المحلي، يواجه رئيس الوزراء نتنياهو تهديدات من اليمين المتطرف بالإطاحة بحكومته إذا ما وافق على وقف إطلاق النار دون طرد حماس من رفح بجنوب قطاع غزة، ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، هناك توتر بين المنطق العسكري والدبلوماسي، حيث يشدد الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، على ضرورة وقف الحرب والتخلي عن رفح، مع الاعتراف بالتأثير البشري المحتمل.
كما يواجه نتنياهو ضغوطًا من جبهات متعددة وتأثيرها على إدارة الحرب ومستقبله كرئيس للوزراء، بما في ذلك قراره بالسيطرة على معبر رفح الحدودي مع مصر، كتحرك يُعتبر إشارة إلى التحالف اليميني المتطرف وتركيزه على مصالح إسرائيل الأمنية، بالإضافة إلى دعواته للفلسطينيين للانتقال إلى مناطق آمنة، والتي وجدت دعمًا من مجلس الحرب المصغر، الذي يضم شخصيات بارزة من المعارضة.
وحتى الآن، تتمثل السيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ومحاولة استكمال السيطرة الأمنية على حدود غزة في عدم شن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح نفسها، مما قد يشير إلى استعداد إسرائيل على الأقل لوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، على الرغم من عدم ثبات نتائج المفاوضات.
ويشير السفير الأمريكي السابق إلى إسرائيل، دانيال كيرتزر، إلى أن نتنياهو يجري "سحبه في اتجاهات مختلفة"، وسط تصاعد الضغط عليه للتفاعل.
كما تجدر الإشارة إلى أن الأمر الأهم بالنسبة لنتنياهو هو تفادي انتخابات جديدة التي قد تهدد بفقدانه السلطة وتجديد الدعاوى الموجهة ضده، ويؤكد كيرتزر أن "البقاء السياسي يأتي أولاً في حسابات نتنياهو".
وتحت ضغوط من المتشددين في ائتلافه وعائلات الرهائن، يسعى نتنياهو للحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي الذي يملك 64 مقعدًا في الكنيست.
كما يتعهد شركاؤه في اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة إذا قدم نتنياهو تنازلات كثيرة ووافق على وقف إطلاق النار في غزة، مما يزيد من التوتر ويجعل الموقف أكثر تعقيدًا لرئيس الوزراء.
وإذا تمت إجراء انتخابات جديدة، فسيؤدي ذلك إلى تشكيل ائتلاف جديد يخلو من بن غفير وسموتريتش، مما يتيح لنتنياهو بعض المرونة في المناورة.
والموافقة على وقف نار مؤقت، كما يُقترح في المفاوضات الحالية، يمكن أن تسمح لإسرائيل بالتعامل مع تواجد ما تسميه "أربع كتائب" من حماس في رفح بشكل تدريجي على مدى أسابيع، خاصة مع السيطرة على المعبر مع مصر.
ووقف للنار سيهدئ الأمور لدى إدارة بايدن، حيث يمكن للرئيس الأمريكي أن يُعلن عن "نجاح دبلوماسي"، مما يسمح بزيادة الإغاثة في غزة وتسهيل تحرك المدنيين إلى مناطق آمنه، كما يمكن تفادي هجوم شامل على رفح.
ويشير الباحث في معهد الدراسات الأمنية الوطنية في تل أبيب، كوبي مايكل، إلى أهمية إغلاق الأنفاق مع نهاية الحرب لتجنب إعادة بناء قدرات حماس العسكرية.
ويقول نيتزان نوريل، البريجادير جنرال في الاحتياط والمدير السابق لمكتب مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي، إن رفح مهمة لأنها ستوجه رسالة إلى الفلسطينيين في غزة بأن حماس لن تبقى في السيطرة على غزة إلى الأبد.
من جهة أخرى، يرى عالم السياسة الفلسطيني، مخيمر أبو سعدى، أن نتنياهو سيدخل رفح لتفادي السجن، لكنه يؤكد أن إسرائيل لن تكون منتصرة بعد هذه الحرب، بالنظر إلى الخسائر البشرية والدمار الذي خلّفته.