خلال حفل تنصيبه.. ما الرسائل التي وجهها بوتين للجميع؟
بعد تنصيب فلاديمير بوتين لفترة رئاسية خامسة، أقيم حفل تنصيب مهيب في الكرملين أمس الثلاثاء، حيث امتزجت البهجة والحفاوة مع روح الرسمية والدينية.
و في هذا الحدث، حاول الرئيس الروسي الطمأنة للشعب الروسي والمجتمع الدولي بشأن سياسته وأجندته القادمة، خاصة في ظل التوترات الجارية مع الغرب والأزمة الأوكرانية المستمرة.
وأدى بوتين القسم الرئاسي بتعهد بالاحترام والحفاظ على حقوق وحريات الإنسان والمواطن، مع وضع يده على نسخة من الدستور الروسي، رمزًا لالتزامه بالقوانين والقيم الوطنية.
وهذا الحدث يأتي بعد فوزه في انتخابات مثيرة للجدل في مارس الماضي، التي شهدت مشاركة عالية من الناخبين وأثارت تساؤلات دولية حول نزاهتها.
وتحدث بوتين في خطابه بعد اليمين الرئاسي عن التحديات التي تواجه بلاده وعن التزامه بتعزيز استقرار روسيا وأمنها، مع إشارة إلى الحاجة إلى التعاون الدولي والحوار مع الشركاء الغربيين.
وعلى الرغم من التأكيد على الإرادة في الحوار، لم يتخلى بوتين عن مواقفه القوية في القضايا الإقليمية والدولية.
وفي خطابه، سعى بوتين إلى المطالبة بتفويض لسياسة خارجية خلفت عشرات الآلاف من القتلى من الروس والأوكرانيين بعد عامين من الحرب مع وصول التوترات إلى مستويات "غير مسبوقة".
وقال خلال كلمة ألقاها في قاعة سانت أندرو في قصر الكرملين الكبير: “أنتم، أيها المواطنون الروس، أكدتم صحة مسار البلاد”. وأضاف: "هذا أمر بالغ الأهمية في الوقت الحالي، عندما نواجه تحديات خطيرة. أرى في هذا فهمًا عميقًا لأهدافنا التاريخية المشتركة، وتصميمًا على الدفاع بثبات عن خيارنا وقيمنا وحريتنا ومصالح روسيا الوطنية.
وشهد الحفل أيضًا تواجدًا دينيًا بارزًا، حيث أقيم قداس في كاتدرائية البشارة في الكرملين بحضور البطريرك كيريل الأول، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، الذي بارك بوتين وأكد على دور الدين في تعزيز الوحدة الوطنية والقيم الروسية التقليدية.
وعلى الرغم من الجدل المحيط بولاية بوتين الخامسة، إلا أن مؤيديه احتشدوا في الحفل ليعبروا عن ولائهم له، مما يؤكد على شعبيته الواسعة داخل البلاد.
فيما يتوقع البعض تغييرات في تشكيل حكومته في المستقبل القريب، يبدو بوتين واثقًا من قدرته على قيادة روسيا في هذه المرحلة الحرجة.
بالإضافة إلى ذلك، تأتي هذه المناسبة في ظل استمرار التوترات الدولية، مما يجعلها لحظة تاريخية ذات أهمية بالنسبة لمسار روسيا السياسي والاقتصادي في السنوات القادمة.
