مخيم مؤقت غير آمن.. لماذا يرفض الفلسطينيين الذهاب إلى ”المواصي”؟
مارينا فيكتور مصر 2030دخلت الدبابات الإسرائيلية محيط رفح، يوم الثلاثاء، لتثير مخاوف عالمية من إمكانية تعريض حياة أكثر من مليون مدني فلسطيني يحتمون للخطر.
وأدى الهجوم البري الإسرائيلي على المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، إلى إضعاف الآمال في التوصل لاتفاق فوري لوقف إطلاق النار، والذي أمضت الولايات المتحدة ومصر وقطر شهورا في الضغط من أجله.
وفي الساعات التي سبقت الهجوم، وافقت حركة حماس على اقتراح لوقف إطلاق النار رفضته الحكومة الإسرائيلية بسرعة.
ويتكدس حوالي 1.3 مليون فلسطيني، وهم أكثر من نصف سكان غزة، في رفح، ويواجهون احتمال الاضطرار إلى الإخلاء دون خطة جيدة حول مأوى مناسب لهم.
إلى أين سيذهب الفلسطينيون؟
الآن، بعد أن بدأت إسرائيل في توجيه أوامر للفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح، سترسلهم إلى المواصي التي يقول سكانها الحاليون إنها "ليست أكثر من مجرد مخيم مؤقت" في ظل ظروف مزرية.
أصدرت إسرائيل يوم الاثنين، تحذيرا لإخلاء منطقة شرق رفح، التي يقيم فيها نحو 100 ألف فلسطيني. وشجعتهم على الانتقال إلى المواصي التي أعلنها الجيش "آمنة"، وتقول إنه سيتم تجهيزها بمستشفيات ميدانية، ومواد إيواء، ومرافق أخرى.
مخيم المواصي
تقول الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية، إن المواصي غير مستعدة لإيواء عشرات الآلاف الذين قد يلتمسون اللجوء هناك.
تبلغ مساحة المواصي حوالي 8 كيلومترات على طول الساحل من مدينة رفح في أقصى جنوب غزة إلى مدينة خان يونس.
وأعلنت إسرائيل بشكل أحادي أن المنطقة "إنسانية" في وقت مبكر من الحرب، وأخبرت السكان أنهم سيكونون آمنين هناك.
وتقول وكالة الأونروا الأممية إن المواصي أصبحت الآن موطنا لأكثر من 450 ألف فلسطيني نازح، بينهم كثيرون وصلوا في الأشهر الماضية مع تكثيف إسرائيل هجومها البري وسط وجنوب غزة.
لماذا يرفض الفلسطينيون التوجه إلى المواصي؟
قرر فلسطينيون آخرون في أنحاء رفح، حتى من خارج منطقة الإخلاء، التوجه إلى وسط غزة أو إلى خان يونس بدلا من المواصي.
ويقول سكوت أندرسون، مدير الأونروا في غزة، إن الوكالة لم تساعد في جهود الإعداد لمخيم المواصي لأنها لا تريد إغراء السكان بالانتقال إلى منطقة غير مستعدة لاستقبالهم، مؤكدًا أن الأونروا ستقدم المساعدة للنازحين الجدد، وللذين يصلون إلى هناك للمضي قدما.
ويقول سكان إن المراحيض نادرة، كما أن المياه الجارية قليلة في المواصي، ويقضي معظمهم حاجتهم في حفر مسورة يحفرونها خارج خيامهم لتجنب الصفوف الطويلة أمام المراحيض العامة، ومن أجل الحفاظ على الخصوصية.
يقول الفلسطينيون إنهم ينتظرون ساعات طويلة للحصول على مياه الشرب من الصهاريج التي تتواجد في مواقع مختلفة بالمخيم.
وقال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على حسابه الرسمي بموقع إكس "منطقة المواصي مكتظة بأكثر من 400 ألف شخص، ولا توجد مرافق ضرورية لاستيعاب المزيد من السكان، كما أنها ليست أكثر أمانا من مناطق غزة الأخرى".