زيارات روسية وأوكرانية متعاقبة.. هل انتقلت الحرب إلى السودان؟
مارينا فيكتور مصر 2030شهدت الفترة الأخيرة، زيارات روسية وأوكرانية إلى السودان، ففي نهاية شهر أبريل الماضي، وصل السفير الأوكراني لدى الخرطوم والمقيم حاليا في القاهرة، ميكولا نارهوني، إلى بورتسودان حيث التقى عددا من كبار المسؤولين في الحكومة السودانية، وأشرف بنفسه على توزيع آلاف الأطنان من المساعدات الغذائية للمتضررين من الحرب التي قدمتها بلاده إلى السودان.
ولم تمر أيام قليلة، حتى زار مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، المدينة الساحلية، والتقى أيضا بكبار المسؤولين الحكوميين، وأعلن اعترافه بشرعية مجلس السيادة الذي يسيطر عليه الجيش كما أبدى استعداد بلاده للتعاون مع السودان في كافة المجالات.
زيارات روسية وأوكرانية إلى السودان
هذه الزيارات الروسية والأوكرانية إلى السودان لم تكن الأولى منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من عاما، إذ سبقتها زيارات سرية وأخرى علنية في ظل تسابق محموم بين موسكو وكييف لإيجاد موطئ قدم لهما في السودان.
وكشفت تقارير إعلامية عن مشاركة جنود من الدولتين في جبهات القتال السودانية وخاصة في مدينة أمدرمان الاستراتيجية.
وقالت التقارير إن نخبة من القوات الخاصة الأوكرانية شاركت في عمليات عسكرية في أم درمان دعما للجيش، فيما شارك مقاتلون يتبعون لفاجنر إلى جانب قوات الدعم السريع.
وطبقا لتقارير الأمم المتحدة فإن الحرب في السودان أدت إلى مقتل 14000 شخص وأجبرت أكثر من مليوني شخص على مغادرة مناطقهم، هذا فضلا عن الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية للبلاد.
ولم يؤكد السفير الاوكراني في الخرطوم أو ينفي مشاركة قوات من بلاده في الحرب المستمرة في السودان، كما أن روسيا لم تغلق سفارتها في الخرطوم بعد بداية الحرب كما فعلت سفارات غربية عدة، بل نقلت أعمالها إلى بورتسودان، وظل السفير يباشر أعماله منها.
وتحتل السفارة موقعا كبيرا في حي المطار، كما تحيط بها حراسة أمنية شديدة التعقيد، وهو ما يشير إلى أن موسكو مازالت متمسكة بمصالحها في السودان.
أما الأمر الأكثر إثارة للملاحظة فهو أن الوفد الروسي الذي التقى بقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان في الآونة الأخيرة كان من كبار القادة العسكريين والأمنين، كما كشف موقع "سودان تربيون".
وبالنسبة للمخاوف من أن يتحول السودان ساحة حرب أخرى بين روسيا وأوكرانيا يرى مراقبون أن هذه المخاوف "جدية للغاية ويجب أخذها في عين الاعتبار".