انتحرت نيرة وضاع شروق وطه بكلمة .. النص الكامل لمرافعة النيابة في قضية طالبة جامعة العريش
محمد حسن مصر 2030
استمعت اليوم السبت، محكمة جنايات شمال سيناء، إلى مرافعة النيابة في محاكمة المتهمين بإنهاء حياة نيرة صلاح طالبة العريش
وطالب ممثل النيابة العامة، بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين وهي العقوبة المقررة في القانون على المتهمين الماثلين جزاء وفاق لما اقترفاه في حق المجني عليها بالتسبب في وفاتها في القضية المعروفة إعلاميا ب طالبة العريش.
نص مرافعة النيابة في قضية طالبة العريش
وأكد ممثل النيابة؛ طبقا للتقرير الفني لقسم البحوث والمساعدات الفنية بإدارة مكافحة جرائم تقنية المعلومات بوزارة الداخلية، تبين من فحص الهواتف النقالة للمتهمين وبعض الشهود وجود الملف الإلكتروني للمحادثات الخاصة للمجني عليها وآخر آنف الذكر بهاتف المتهمة الأولى وتبين وجود ما يسمى بمجموعة الدفعة، وبه عبارات التهديد التي كتبها المتهم الأول وكذا عبارات التهديد التي كتبتها المتهمة الثانية للمجني عليها.
النيابة: بأي ثمن قتلت نيرة صلاح
وأوضح ممثل النيابة العامة خلال مرافعته؛ أن المتهم الثاني بديلا عن أن يكون لها ناصح أمين استحل فعلته ووضع المجني عليها تحت وطأة التهديد القاتلة وهو ظرف بالغ السوء لا يتحمله الكبار فكيف بالمجني عليها، مستشهدا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها، وإن كان أخوه لأبيه وأمه".
وأوضح ممثل النيابة العامة؛ تذكروا ما فعله المتهمون بالمجني عليها وتذكروا شبابها الذي فنى من أجل فعلتهم، وتساءلوا بأي ثمن قتلت فنحن نذكر بأنكم لا تلتفتون لأولئك الذين يقولون إن فعلة المتهمين هي كلمه أتعلمون ما معنى الكلمة مفتاح الجنة في كلمة دخول النار على كلمة، انتحرت نيرة على إثر كلمة وحكمكم العادل هو كلمة، الكلمة نور وبعض الكلمات قبور.
ووجهت ممثل النيابة العامة رسالة الى الشباب: «إن الحياة الخاصة حرمة فلا تنتهكونها ولا تروعوا إنسان مهما كان وارحموا الضعيف منكم».
انتحرت نيرة وضاعت شروق وطه
وقال ممثل النيابة خلال مرافعته: أقف هنا اليوم أمام عدالتكم وفى محرابكم المقدس في عناية قول الحق «إن الحكم إلا لله»، جئتكم بشرف تمثيل النيابة العامة عن المجتمع الأمينة على دعواه والخصم الشريف في هذه القضية التي تموج بالفتن وخيانة الأمانة وانتهاك الأعراض والحرمات، قضية اللعب بالأعراض وما أدراك ما اللعب بها، فاللعب بالأعراض لعب بالنار.
وتابع: انتحرت نيرة وضاعت شروق وطه، قضيتنا هي جريمة التهديد الكتابى بإفشاء أمور مخدشة بالشرف المصحوب بطلب المرتبط بجرائم انتهاك حرمة الحياة الخاصة مستشهدا بقول الله تعالى «والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا، وعن النبي صلى الله عليه وسلم: (من نظر فى كتاب أخيه بغير إذنه، فكأنما ينظر فى النار).
واستطرد: لقد كانت الأمانة ثقيلة وكان البحث عن الحقيقة فيها أشد ثقلا سمعنا من المتهمين وسمعنا فيهم حتى إذا آنسنا من الدعوى اكتمالا ووجدناها شبت عن الطوق جئنا بها لساحتكم المقدسة سقنا إليكم هذين المتهمين مكبلين بأدلتهما، فالمجنى عليها في هذه الواقعة نيرة صلاح محمود، طالبة الصف الأول لكلية الطب البيطرى جامعة العريش، ذات ال18 عاما نشأت في أسرة بسيطة كسائر الأسر، كانت تحلم بامتهان الطب شهد لها القاصى والدانى بصلاح الدين وحسن السلوك والخلق وطيب السيرة، لكنها مثل كل البشر تعيش بين الناس عالقة على نعمة الستر تخطيء ككل بنى آدم فهددها المتهمين بما أمسكوه عليها وبثا الرعب في نفسها فأودت بحياتها.
وذكر ممثل النيابة العامة: أما المتهمة الأولى شروق زميلة المجنى عليها بالفرقة الأولى لكلية الطب البيطرى جامعة العريش، تقاسمت مع المجنى عليها سكنها بالمدينة الجامعية فاستأمنتها على سرها فخانت أمانة المعشر لتضيع من أجل بطولة زائفة ركبها الغرور بامتلاكها نقيصة خليلتها فأمسكت بتلابيبها وفضحتها بكل خسة ولم ترحم توسلاتها فكانت من الأخسرين».
وأضاف: أما المتهم الثانى «طه»، زميل المجنى عليها، والمتهمة، استقوت به المتهمة الأولى على المجنى عليها فلم يرحم ضعفها وقاد ثورة التخلص المعنوى منها فهددها كتابة في ملاءة مجموعة الدفعة عبر تطبيق واتس آب ليحدث تهديده أشد الآثار فتكا بها، فبث الرعب في نفسها وغدا مبتهجا مسرورا ببكائها من سطوته نزعت منه النخوة وكان من الخاسرين.
ووجه ممثل النيابة العامة، برسالتين هامتين للمجتمع ككل شبابه وفتياته والثانية لأولياء الأمور دعت فيه النيابة المجتمع كلا من الشباب والفتيات بالتمسك بالقيم الأصيلة وتقوى الله، وقال ممثل النيابة خلال المرافعة: «اعلموا أن للحياة الخاصة حرمة فلا تنتهكوها ولا تروعوا إنسان مهما كان، وارحموا الضعيف منكم، وإذا أخطأتم لا تخافوا مهما بلغ هذا الخطأ فكل شىء قابل للإصلاح».
رسالة النيابة العامة لأولياء الأمور
ودعت النيابة الشباب والفتيات للذهاب لأولياء أمورهم لسماع النصيحة وألا يستوحشوا طريق النيابة العامة وكافة جهات الاختصاص، فهو طريق الحق المبين، حيث سيجدوا سندا ومآلا ثابتا وألا يقنطوا من رحمة الله فالحياة هبة الله -عز وجل- لهم لا يملك أيا من كان أن ينهيها غيره فالانتحار كبيرة من الكبائر حماكم الله منها.
وقالت لأولياء الأمور: «استمعوا إلى أبنائكم وبناتكم اجلسوا إليهم افهموا كيف يفكرون تابعوا أفكارهم وقراءاتهم ومتابعاتهم ومشاعرهم اقتربوا منهم وإذا ألم بهم خطر لا تتخلوا عنهم سامحوهم وساعدوهم والجأو بهم لجهات الاختصاص وستجدونهم حريصين عليهم كما أنتم ولتعلموا أن بمصر قضاء عادل لا يخشى في الحق لومة لائم»
وقضت محكمة جنايات شمال سيناء، المنعقدة في مجمع محاكم الإسماعيلية، بالحبس 3 سنوات للمتهمين بإنهاء حياة نيرة صلاح طالبة العريش، ومصادرة الهواتف المحمولة، وإحالة الدعوى للمحكمة المدنية المختصة.
صدر الحكم برئاسة المستشار عبد العزيز شاهين، وعضو الهيئة المستشار وائل شعبان حافظ، والمستشار سامر ذو الفقار.