كيف علقت واشنطن على تواجد قوات روسية لقاعدة أمريكية بالنيجر؟
أكد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، نشر قوات أمن روسية في نفس القاعدة الجوية التي تتواجد بها القوات الأمريكية في العاصمة النيجرية نيامي.
ولا يزال غير واضح متى تم نشر القوات الروسية في القاعدة الجوية 101 بالنيجر، والتي تواجدت هناك منذ أسابيع، والتي تقع بالقرب من مطار ديوري هاماني الدولي في نيامي، كما لا يعرف عدد القوات الروسية الموجودة في الموقع.
وقال أوستن في مؤتمر صحفي في هونولولو: "القاعدة الجوية 101 حيث تتمركز قواتنا، تعتبر قاعدة للقوات الجوية النيجيرية وتقع في موقع مشترك مع المطار الدولي.
فالروس موجودون في مجمع منفصل ولا يمكنهم الوصول إلى القوات الأمريكية أو معداتها".
وفي استجابة للأنباء حول نشر القوات، صرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، للصحفيين في موسكو يوم الجمعة، بأن روسيا تعمل على تطوير العلاقات مع دول أفريقيا في جميع المجالات، بما في ذلك المجال العسكري.
كما يعد هذا التطور أحدث تداعيات الانقلاب الذي وقع في يوليو من العام الماضي والذي أطاح بالرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد بازوم.
ومنذ ذلك الحين، بدأ المجلس العسكري في النيجر في إعادة تشكيل شراكاته مع حلفائه الغربيين، مما أدى إلى طلب قوات الولايات المتحدة وفرنسا، التي تتمتع بعلاقات متوترة مع العديد من دول المنطقة، بمغادرة قواعدهم.
وتواصل روسيا توسيع تأثيرها في أجزاء مختلفة من القارة الأفريقية، حيث أعادت إحياء علاقاتها من عصر الحرب الباردة في السنوات الأخيرة، وتقديم حزم "استقرار النظام" لزعماء أفارقة في بعض الحالات، وكان وجودها البارز يتمثل بشكل أساسي في مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة.
وقال إيكيميسيت إيفيونج، رئيس الأبحاث في شركة SBM Intelligence الاستشارية للمخاطر الجيوسياسية ومقرها لاغوس، إن وجود القوات الروسية والأمريكية في نفس القاعدة النيجيرية يعكس تحولاً جيوسياسياً حيوياً، مع "غرب ساحلي موالٍ للغرب" و"روسيا وأفريقيا".
وأضاف: "مع تدهور الديمقراطية والاقتصادات المتعبة داخل المنطقة، ستشهد الدول دخولاً وخروجاً من كلا الكتل بوتيرة ستبقي واشنطن وموسكو مشغولتين لسنوات قادمة".
فبعد الانقلاب، نقل الجيش الأمريكي بعض قواته في النيجر من القاعدة الجوية 101 إلى القاعدة الجوية 201 في مدينة أغاديز.
ولا يزال غير واضح ما هي المعدات العسكرية الأمريكية المتبقية في القاعدة الجوية 101.
وقد بنيت الولايات المتحدة القاعدة الجوية 201 في وسط النيجر بتكلفة تزيد عن 80 مليون جنيه إسترليني، ومنذ عام 2018، تم استخدامها لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية وجماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة بواسطة طائرات بدون طيار.
وتشعر واشنطن بالقلق من احتمال توسيع نفوذ الجماعات المتشددة في منطقة الساحل دون جهود مكافحة التمرد التي يقودها الغرب، خاصة في مجال الاستخبارات.
وقد جاءت خطوة النيجر للمطالبة بسحب القوات الأمريكية بعد اجتماع في نيامي في منتصف مارس، عندما أثار كبار المسؤولين الأمريكيين مخاوف بشأن الوصول المتوقع للقوات الروسية وتقارير عن سعي إيران للحصول على مواد خام في البلاد، بما في ذلك اليورانيوم.
