«إم23».. ما قصة الجماعة المتطرفة التي تقف خلف تفجيرات الكونغو؟
عبده حسن مصر 2030تعرض مخيما النازحين في شرق الكونغو لهجوم مروع بالقنابل، مما أسفر عن سقوط ضحايا بينهم أطفال، وتحديدًا 12 شخصًا على الأقل وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
وهذه الهجمات المأساوية استهدفت مخيمين في منطقتي لاك فيرت وموغونجا بالقرب من مدينة جوما، ولم يكن التأثير محدودًا على المدنيين فحسب، بل اعتبرت أيضًا "انتهاكًا صارخًا" لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وربما تشكل جريمة حرب بحسب التصريحات الرسمية للمنظمة الدولية.
والجماعة المسلحة المسؤولة عن الهجمات هي إم23، والتي تعرف بنشاطها المتمرد في المنطقة منذ سنتين، تصاعدت نشاطاتهم الأخيرة في جوما، مما دفع الآلاف من السكان المحليين للفرار والبحث عن ملاذ آمن بسبب تزايد التوتر والعنف.
وكثير من الضحايا في هذه الهجمات هم نساء وأطفال، حيث تعرضوا لإصابات مروعة وفقدان لأرواحهم، مما يثير القلق بشأن تداعيات هذه الأحداث الدامية على المجتمع المحلي والجهود الإنسانية لمساعدة النازحين والمتضررين.
كما تحاول السلطات المحلية والدولية التعامل مع هذه الأحداث الصادمة وتقديم المساعدة اللازمة للضحايا وعائلاتهم.
ومع ذلك، فإن التوترات المستمرة والصراعات المسلحة تضع تحديات كبيرة أمام جهود الإغاثة والتنمية في المنطقة.
كما تعمل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة بجد لتقديم الدعم اللازم وإيجاد حلول للأزمة الإنسانية المتفاقمة، في حين يتوجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لوقف دوران دائرة العنف والإرهاب في المنطقة والعمل نحو تحقيق السلام والاستقرار المنشودين.
وقرر رئيس الكونغو، فيليكس تشيسيكيدي، العودة إلى بلاده بعد تفجيرات الجمعة، وذلك وفقًا لبيان صادر عن مكتبه، حيث كان في رحلة إلى أوروبا في ذلك الوقت.
وقد زعم تشيسيكيدي مرارًا وتكرارًا أن رواندا تسعى إلى زعزعة استقرار الكونغو من خلال دعم جماعة إم23، وهو ادعاء ينفيه رواندا بشكل قاطع. علاوة على ذلك، اتهم خبراء الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية رواندا أيضًا بدعم المتمردين.
وفي وقت سابق من الأسبوع، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، رواندا إلى وقف دعمها لجماعة إم23 خلال مؤتمر صحفي مشترك مع تشيسيكيدي في باريس.
كما تأتي هذه التفجيرات بعد استيلاء جماعة إم23 على مدينة روبايا الاستراتيجية للتعدين، والتي تمتلك رواسب من التنتالوم المستخرج من الكولتان، وهو عنصر أساسي في إنتاج الهواتف الذكية.
وقد أدانت الولايات المتحدة بشدة هذه التفجيرات، مشيرةً إلى أن الهجوم نفذ من قبل مواقع تسيطر عليها قوات الدفاع الرواندية وجماعة إم23 المتمردة.
وأعربت عن "قلقها البالغ إزاء التوسع الأخير لقوات الدفاع الرواندية وحركة إم23" في شرق الكونغو.
ودعت الطرفين إلى احترام حقوق الإنسان والالتزام بالالتزامات المنصوص عليها في القانون الإنساني الدولي.
حيث يعد الصراع الدائر في شرق الكونغو واحدًا من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يقاتل أكثر من 100 جماعة مسلحة في المنطقة، بغالبيتها من أجل الأراضي والسيطرة على المناجم التي تحتوي على معادن ثمينة.
ويقاتل بعضهم لحماية مجتمعاتهم، في حين يتهم العديد من الجماعات بارتكاب عمليات قتل جماعي واغتصاب وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان.
والعنف قد أدى إلى نزوح نحو سبعة ملايين شخص، معظمهم بعيدون عن متناول المساعدات.