ماذا وراء تقديم أمريكا لمساعدات إلى أوكرانيا وإسرائيل وتايوان؟
صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بقوة يوم الثلاثاء لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار لأوكرانيا، إسرائيل، وتايوان، حيث انضمت الأغلبية الكبيرة من الأحزاب لإرسال هذه الحزمة الطويلة المنتظرة إلى مكتب الرئيس جو بايدن للتوقيع عليها. وبلغت الأصوات الموافقة 79 مقابل 18.
وتمت إزالة العقبة الرئيسية للإجراءات بسهولة في وقت سابق من اليوم، حيث صوت مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة لصالح المضي قدماً في الإجراء، ووصف زعيم الأغلبية هذه الخطوة بأنها "واحدة من أعظم الإنجازات التي حققها المجلس منذ سنوات".
وفي خطابه بعد ظهر الثلاثاء، قال تشاك شومر: "اليوم، يرسل مجلس الشيوخ رسالة واضحة إلى العالم بأسره: أمريكا ستدافع دائمًا عن الديمقراطية في أوقات الحاجة".
وأضاف: "لن يخطئ أحد، فأمريكا ستوفِّي بوعدها بالتصرف كزعيم على الساحة العالمية، والتمسك بالخط الثابت ضد البلطجية والمستبدين مثل فلاديمير بوتين ونحن نبين لبوتين أن المخاطرة بمواجهة أمريكا دائمًا خطأ فادح".
ويثني تشاك شومر على التعاون بين الأحزاب في مشروع قانون المساعدات الخارجية، حيث وافق مجلس النواب على مشاريع قوانين لتمويل حلفاء الولايات المتحدة.
كما تضمنت الحزمة تمويلًا لأوكرانيا لطرد روسيا من أراضيها، ودعمًا لإسرائيل والإغاثة الإنسانية في مناطق النزاع، بما في ذلك غزة، بالإضافة إلى تعزيز دفاعات منطقة المحيطين الهندي والهادئ ضد الصين، فيما أثار تمويل تايوان استنكارًا من الصين، التي دعت الولايات المتحدة لعدم دعم "استقلال تايوان".
ويأتي هذا في سياق تعهد الرئيس الأمريكي بتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وقرار مجلس النواب بإدراج بند يهدد بحظر TikTok ما لم تسحب الشركة الصينية استثماراتها من الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من تشابه حزمة المساعدات الخارجية إلى حد كبير مع الإجراء الذي أُقره مجلس الشيوخ في فبراير، إلا أن العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين كانوا قد صوتوا ضدها عكسوا موقفهم ووافقوا عليها يوم الثلاثاء.
ومن بين هؤلاء كان ليندسي جراهام، الذي كان ينتمي إلى الصقور الدفاعيين منذ فترة طويلة والذي كان قد عارض في السابق حزمة المساعدات الخارجية لعدم ربطها بتشريع حدودي، لكنه صوت لصالحها في الثلاثاء.
وبعد زيارته إلى أوكرانيا في وقت سابق من هذا العام، أيد غراهام خطة قرض ترامب وأشار منذ ذلك الحين إلى الهجوم الجوي الإيراني على إسرائيل كسبب لإرسال المساعدات إلى البلاد.
"إسرائيل بحاجة إلى مجلس الشيوخ الأمريكي الآن. "لا أعذار،" كتب جراهام على X قبل التصويت لدفع مشروع القانون.
كما اعتُبر إقرار مجلس الشيوخ لحزمة المساعدات إنجازًا ملحوظًا في الكابيتول هيل، حيث بدأ العام الماضي بطلب من البيت الأبيض لتمويل جديد لأوكرانيا وإسرائيل بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر.
وعلى الرغم من الدعم الواسع من الكونغرس، فإن هذه الجهود توقفت تقريبًا عندما قاوم فصيل من الجمهوريين، الذين يشككون في تورط الولايات المتحدة في التشابكات الخارجية، إرسال المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا، مطالبين بضرورة ربط أي تمويل لدول أجنبية بتشريع يهدف إلى وقف ارتفاع عدد المهاجرين عبر الحدود.
وبعد انهيار مشروع قانون الحدود والأمن القومي، بدأ شومر في المضي قدمًا بالتصويت على مشروع قانون المساعدات الخارجية.
وقد تمت الموافقة عليه بأغلبية ساحقة في فبراير، لكن لم يكن هناك مسار واضح للمضي قدمًا في المجلس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مما جعل الأمر أكثر تعقيدًا مع استمرار التوترات في أوكرانيا.
وفي النهاية، تمكنت المناشدات الشخصية من جو بايدن وقادة الكونغرس ورؤساء الدول الأوروبية من إقناع جونسون بالتحرك، حيث قبل المشاركة في إحاطات استخباراتية رفيعة المستوى بصفته رئيسًا لمجلس النواب وأداء الصلاة. قد يكون هذا القرار مكلفًا سياسيًا: وظيفته.
وفي مؤتمر صحفي عاطفي الأسبوع الماضي، أكد جونسون على ذلك بعد موافقة تحالف من المشرعين من الأحزاب الجمهورية والديمقراطية على حزمة المساعدات بنسب غير متوازنة: "التاريخ سيرحمنا بناءً على أفعالنا".
وفي تصريحات يوم الثلاثاء، أثنى شومر على جونسون، مشيرًا إلى أنه "تصرف بشكل لائق"، وأيضًا ميتش ماكونيل، زعيم مجلس الشيوخ الجمهوري، الذي أشاد بالديمقراطي قائلاً إنه "عمل بجد معنا لإنجاز هذا المشروع القانوني".
وأضاف شومر: "كان الكثيرون يأملون في فشل هذه الحزمة، لكن اليوم، الذين يدعمون الديمقراطية في الكونغرس هم الفائزون".
واعتبر ماكونيل تمويل المجهود الحربي في أوكرانيا خطوة نحو بناء الإرث، بعد إعلانه تنحيه عن منصب زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ.
وفي خطابه الطويل يوم الثلاثاء، تصدى لضغوط الانعزالية التي تتبناها ترامب وأنصاره في الكونغرس، مؤكداً أن "الثقة في العزم الأمريكي لا يمكن إعادة بنائها بسهولة"، وأن "تعزيز واستعادة ترسانة الديمقراطية ليست مسألة بسيطة".
