دعم مالي ومستشارون عسكريون.. لماذا أعادت واشنطن النظر لأوكرانيا مجددا في هذا التوقيت؟
مارينا فيكتور مصر 2030شهدت الأيام الأخيرة من الحرب الأوكرانية، تحول أمريكي مع موافقة مجلس النواب على حزمة مساعدات لكييف، تزامنًا مع دراسة واشنطن إرسال مستشارين عسكريين إضافيين إلى سفارتها في كييف.
وجاء ذلك بعد أشهر من الانتقادات الأوكرانية بانصراف اهتمام الولايات المتحدة صوب أحداث الشرق الأوسط، ودعمها المفرط لإسرائيل.
فما دلالة الدعم العسكري الأمريكي الراهن لأوكرانيا، وتأثيره على مجريات الحرب الراهنة، التي يُتوقع أن تشتد معاركها خلال الأسابيع المقبلة؟
دعم أمريكي لأوكرانيا
وافق مجلس النواب الأمريكي على خطة مساعدات واسعة لصالح كل من إسرائيل وأوكرانيا وتايوان، فيما كان نصيب كييف منها 61 مليار دولار.
وطلب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من مجلس الشيوخ على "التعجيل بإرسال حزمة المساعدات للتوقيع عليها والإسراع بإرسال الأسلحة إلى أوكرانيا لتلبية احتياجاتها الميدانية العاجلة".
وتعليقًا على الدعم الأمريكي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن المساعدات العسكرية الأمريكية سترسل رسالة قوية للكرملين بأن واشنطن لن تتخلى عن أوكرانيا، وسيكون لبلاده "الفرصة لتحقيق النصر على روسيا".
انتقادات روسية
في المقابل، قُوبلت الخطوة الأمريكية بانتقادات روسية، إذ قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن المساعدات الأمريكية "ستزيد من الدمار".
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إيه"، وليام بيرنز، قد حذر من أن أوكرانيا قد تخسر الحرب مع روسيا نهاية العام ما لم ترسل الولايات المتحدة المزيد من الدعم العسكري.
وتدرس واشنطن إرسال مستشارين عسكريين إضافيين إلى سفارتها في كييف، في أحدث تأكيد على التزامها تجاه أوكرانيا، حيث يبدو أن روسيا تكتسب مزيدا من الزخم في الصراع المستمر منذ عامين.
ووفق المتحدث باسم البنتاجون الجنرال باترك رايدر، فإنه لن يكون للمستشارين دور قتالي، بل سيقدمون المشورة والدعم للحكومة والجيش الأوكرانيين، في حين سيخضعون لنفس قيود السفر مثل جميع موظفي السفارة.
لماذا في هذا التوقيت؟
وعن إقرار المساعدات في هذا التوقيت بعد الجدل بشأنها مؤخرا، قال محللون إن "تمرير الحزمة الآن فقط يرجع إلى سياسات عام الانتخابات المحلية في الولايات المتحدة أكثر من عدم الوضوح الكافي بشأن آفاق ساحة المعركة في أوكرانيا، إذ كان من الواضح بالفعل في خريف عام 2023 أن أوكرانيا ستحتاج إلى مزيد من الدعم من أجل الحفاظ على مسارها في الحرب".
وبشأن دور المستشارين العسكريين، فإنه من المرجح أن يقتصر دورهم على كييف ولن يدخلوا ساحة المعركة، لكن يمكنهم المساعدة في الخدمات اللوجستية والتنسيق المطلوبين للحصول على جهد دعم عسكري ضخم لأوكرانيا في الوقت المناسب وإيصال الأسلحة إلى حيث تشتد الحاجة إليها.