هل ترد إيران على الهجوم الإسرائيلي الأخير؟
عبده حسن مصر 2030على الرغم من الضربات الجوية التي نفذتها إسرائيل ضد إيران، أكدت طهران على أن تأثير هذه الضربات قليل، مما أثار الآمال في تجنب مزيد من التصعيد بين الدولتين.
ورغم التهديدات الإيرانية السابقة بالرد القاسي، إلا أن الوضع استقر بعد الهجوم الصاروخي والجوي الذي شنته إيران ليلة السبت الماضي. وفي أعقاب الهجوم، تم الإبلاغ عن انفجارات في السماء فوق مدينتي أصفهان وتبريز، لكن لم يتم تسجيل أي أضرار بالغة الخطورة.
وفي تصريحاته في نيويورك، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أن الطائرات بدون طيار الإسرائيلية التي تم إسقاطها لم تتسبب في أي أضرار أو إصابات.
وأضاف أن محاولات بعض الوسائل الإعلامية المؤيدة لإسرائيل لتضخيم هذا الحدث لم تجد مردودًا، مشيرًا إلى أن الهجمات لم تحقق النتائج المرجوة لإسرائيل، وأن الوضع تحت السيطرة.
وهذا يشير إلى أن الوضع الراهن يتطلب من الجانبين الحفاظ على الهدوء وتجنب التصعيد العسكري، وربما يتيح الفرصة لتحسين العلاقات بينهما في المستقبل.
وقد صرّح القائد العسكري لمحافظة أصفهان في وسط إيران بأن الانفجار الذي وقع في ساعات الصباح الباكر يوم الجمعة ناجم عن إطلاق الدفاع الجوي النار على أجسام مشبوهة، مؤكدًا عدم وقوع أي حوادث أو أضرار أرضية، وفقًا لتقارير أخرى، تحطمت النوافذ في عدة مباني مكتبية.
من جانبه، ألقى قائد الجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، تصريحًا صامتًا، مشيرًا إلى أنه تم إطلاق النار على عدة طائرات مشبوهة، مضيفًا: "يمكن لأي متهور أن يقوم بأفعال غير مسؤولة." وزعم أيضًا إسقاط خمسة أهداف صغيرة بالقرب من قاعدة المقاتلات الثامنة في أصفهان، التي تضم قاذفات سوخوي 24.
وأفادت التقارير بأن الطائرات بدون طيار تمت إسقاطها بالقرب من قهجافاستان، وبالقرب من مطار أصفهان وقاعدة شكاري الجوية الثامنة للجيش.
وتقع أصفهان على بعد حوالي 62 ميلاً (100 كيلومتر) جنوب موقع نطنز النووي، والذي يعتبر محورًا لبرنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني تحت الأرض، وأكد التلفزيون الرسمي أن جميع المواقع النووية في المنطقة تعتبر "آمنة تمامًا".
عادةً، تكون صحة التقارير الإيرانية الرسمية حول الأضرار التي تتعرض لها دفاعاتها محل جدل، لكن، يمكن اعتبار رؤية طهران للتوغل على أنها بسيطة نسبيًا إشارة إلى عدم تخطيطها لمزيد من الانتقام، وإذا نجح الجانبان في تحقيق النصر في الجولة الأخيرة من التصعيد، فلن يكون هناك حاجة لاتخاذ إجراءات إضافية.
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية بأن الصحافة الغربية كانت تنشر "أوهامًا" بشأن الهجمات على عدة مدن، في حين ركزت صحيفة تامسين نيوز، التابعة للحرس الثوري الإيراني، على تصريحات إيتامار بن جفير، وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف، الذي وصف الضربات بأنها "ضعيفة".
ولم يشير الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الضربات الليلية عندما ألقى خطابًا في محافظة سمنان شرق طهران، بل ركز بدلاً من ذلك على هجوم إيران على إسرائيل، مؤكدًا أن "جميع الجماعات والتيارات السياسية تعتقد أن هذا الرد كان ضروريًا وموحدًا وشرفًا عظيمًا للبلاد".
وقال محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، إن الإبادة الجماعية مستمرة بسرعة في غزة، مشيراً إلى أن الرأي العام الدولي لن يصرف عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.
وأضاف ظريف أن الهجمات العدوانية المتكررة من إسرائيل على إيران، بما في ذلك الهجمات على المباني الدبلوماسية الإيرانية في سوريا، لم تتعرض لعقوبات من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مما دفع إيران إلى اتخاذ إجراءات دفاعية تستهدف المنشآت العسكرية فقط وتجنب استهداف المدنيين.
وأشار ظريف إلى أهمية تركيز الدول والقادة على إنهاء الانتهاكات الإسرائيلية، خاصة في حربها على غزة، مؤكداً على ضرورة تجنب تأجيج الصراع بواسطة الغرب.
فيما أرسل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رسالة غير مباشرة إلى إيران، محذراً من الانجراف في مزيد من التوترات وداعياً إلى تجنب إطالة أمد الصراع.
وتقيم تحليلات الدفاع الإيرانية الوضع بعد الأحداث الأخيرة، مشيرة إلى أن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها، مما دفعها إلى وقف التصعيد بعد "الضربة الكبيرة" التي تلقتها من إيران.
وفي إيران نفسها، يشهد البلد استمرار الغضب نتيجة للتوترات الوطنية، خاصة بعد قرار النظام بشن حملة جديدة لفرض الحجاب على النساء.