كيف قررت أمريكا مُعاقبة إيران بعد الهجوم الأخير على إسرائيل؟
قررت الولايات المتحدة فرض عقوبات على برنامج الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيراني، بالإضافة إلى الحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية، ومن المتوقع أن يتبع حلفاؤها نفس الخطوة، بعد الهجوم الجوي الواسع النطاق الذي شنته طهران على إسرائيل في نهاية الأسبوع.
وأصدر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، هذا البيان في نفس اليوم الذي أعلنت فيه ألمانيا عن توقعها لعقوبات منسقة من الاتحاد الأوروبي، حيث سارع الحلفاء لمعاقبة إيران اقتصادياً وحثوا إسرائيل على ضبط النفس لتجنب التصعيد العسكري.
كما أعلن سوليفان عن توسيع نظام الدفاع الجوي والإنذار المبكر الإقليمي لمساعدة في الدفاع ضد الهجمات المستقبلية.
وفي الوقت نفسه، اجتمع مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي لليوم الثالث على التوالي لبحث الرد على الهجوم الإيراني، الذي جاء ردًا على الغارة الإسرائيلية على منشأة دبلوماسية إيرانية في دمشق، سوريا، في أوائل أبريل.
وفي محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني، حث الأمين العام للأمم المتحدة على وقف التصعيد العسكري.
كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن نيتها الرد، ولكن بطريقة تحاول منع التصعيد الإقليمي.
وبينما تحث إسرائيل على ضبط النفس، تطمئن واشنطن حلفاءها في الشرق الأوسط بقدرتها على الدفاع ضد الهجمات الإيرانية باستخدام الدعم الواسع النطاق.
وأكد سوليفان أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على إيران في الأيام القادمة، تستهدف برنامجها للصواريخ والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى عقوبات جديدة ضد الكيانات التي تدعم الحرس الثوري الإسلامي ووزارة الدفاع الإيرانية.
وأشار إلى توقعه بأن يتبع حلفاء وشركاء الولايات المتحدة قريبًا بفرض عقوبات مماثلة.
وقال المتحدث، كما أضاف، أن الجيش الأمريكي يعمل على تعزيز وتوسيع التكامل بين أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، وكذلك أنظمة الإنذار المبكر في الشرق الأوسط.
و هذه الخطوات تهدف إلى زيادة تأثير قدرات إيران الصاروخية والطائرات بدون طيار.
وفي سياق متصل، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن نية زيارتها لإسرائيل لبحث سبل منع تصعيد التوترات في المنطقة.
كما أشارت إلى رغبة أوروبية في توسيع العقوبات على إيران بسرعة، ربما في الأيام القادمة.
وبينما تهدد الضربات الجوية الإيرانية بردود فعل من قبل المسؤولين الإسرائيليين، فإن الحكومات المهتمة بتجنب التصعيد الخطير تدعو إلى فرض عقوبات دولية جديدة، بما في ذلك ألمانيا.
ويُقترح أن تشمل العقوبات المحتملة توسيع قائمة الجهات المسؤولة عن إنتاج الطائرات بدون طيار في إيران، والتي استُخدمت في الهجوم الأخير، بالإضافة إلى استخدامها من قبل روسيا في أوكرانيا.
وقال قائد الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت جنرال هرتزي هاليفي، يوم الاثنين، إن إسرائيل تدرس خطواتها التالية، ولكن الضربة الإيرانية "سوف تُقابل برد"، بينما أكد المتحدث باسم الجيش، الأدميرال دانييل هاغاري، أن إسرائيل سترد "في الساعة" الوقت الذي تختاره.
وأشار محللون إسرائيليون إلى أن كلما تأخرت إسرائيل في الرد، كلما زادت أهمية الوضع.
ووقع الهجوم الإيراني، الذي بدأ ليل السبت، في وقت تصاعدي للتوترات، حيث كانت إسرائيل تقاتل بالفعل على جبهتين، ضد حماس في غزة وحول الحدود اللبنانية مع حليف إيران حزب الله.
وفي ظل الضغوط الدولية بسبب ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة، حيث نزح أكثر من 85٪ من السكان وتحذيرات من المجاعة، فإن الضربات الإيرانية، التي شملت إسقاط معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار، كانت مؤلمة، وتزيد من الخوف من تصاعد الصراع إلى مستويات أكبر.
كما حاولت إيران تبرير الهجوم كرد محدود ومشروع على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في الأول من أبريل، الذي أسفر عن مقتل جنرالين، وتكررت هذه المحاولات في محادثات هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
وأفاد الكرملين بأن رئيسي أبلغ بوتين أن ضربات طهران على إسرائيل كانت محدودة وأن إيران لا تسعى للتصعيد.
وبخصوص احتمال فرض عقوبات، أشارت بيربوك إلى أن العديد من اللاعبين على المستوى الأوروبي يفكرون في إعادة النظر في تمديد نظام العقوبات الحالي للاتحاد الأوروبي ضد إيران، الذي يستهدف إنتاج الطائرات بدون طيار.
وفي برلين يوم الثلاثاء، أعربت عن أملها في أن يتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات معها، مؤكدة على أهمية التعاون المشترك.
وفي الوقت نفسه، أشارت يلين إلى إمكانية توسيع واشنطن لنظام عقوباتها ضد إيران.
وأوضحت جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، أن استخدام الأدوات الاقتصادية يستمر للضغط على حماس، مؤكدة في الوقت ذاته ضرورة عدم إعاقة المساعدات الإنسانية لغزة.
كما تشير تقارير إلى أن يلين ستحث زملاءها وزراء المالية الدوليين، الذين يحضرون اجتماعات صندوق النقد الدولي، على التركيز على إمكانية فرض عقوبات منسقة.
وفي غزة، أفاد السكان بأن الدبابات الإسرائيلية قامت بتوغل في بعض المناطق بشمال القطاع يوم الثلاثاء، المناطق التي انسحبت منها منذ أسابيع.
وأكد مسعفون وسكان أن طائرات حربية نفذت غارات جوية على رفح، الملاذ الأخير للفلسطينيين في جنوب القطاع، مما تسبب في وفاة وإصابة عدد من الأشخاص.
وأفاد السكان بانقطاع خدمة الإنترنت في منطقتي بيت حانون وجباليا بشمال قطاع غزة.
وأوضحت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس الفلسطينية أن الدبابات دخلت بيت حانون وحاصرت بعض المدارس التي لجأت إليها العائلات النازحة.
وأشاروا إلى أن جنود الاحتلال أمروا جميع العائلات الموجودة داخل المدارس والمنازل المجاورة التي دخلتها الدبابات بالإخلاء، مع اعتقال العديد من الرجال، كما ذكر أحد السكان في شمال غزة لرويترز عبر تطبيق الدردشة.
