بعد تحذيرات صندوق النقد الدولي.. هل تتأثر أسعار النفط بسبب الحروب؟
حذر صندوق النقد الدولي من تصاعد الصراع في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة أسعار النفط وعكس الاتجاه الحالي للتضخم المنخفض، مما قد يقوّض التفاؤل في الأسواق المالية.
وأشار الصندوق إلى أنه يراقب الأحداث بعناية، خاصة بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل، وأكد على إمكانية ارتفاع أسعار الفائدة نتيجة لتصاعد الحرب بين البلدين.
واستخدمت كبار المسؤولين في صندوق النقد الدولي تقريرين، تقرير آفاق الاقتصاد العالمي (WEO) ومراجعة الاستقرار المالي العالمي (GFSR)، لتسليط الضوء على المخاطر المحتملة في حال تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، في حين يتوقع الأسواق المالية هبوطاً ناعماً للاقتصاد العالمي، مما يشمل انخفاض معدلات التضخم والفائدة، وتجنب الركود.
وفي لندن، زاد القلق بشأن الأزمة في الشرق الأوسط والمخاوف من عدم خفض البنوك المركزية لأسعار الفائدة قريباً، مما أدى إلى انخفاض أسهم المملكة المتحدة.
وأوضح مستشارون في صندوق النقد الدولي أن الحروب السابقة في المنطقة تسببت في زيادة حادة في أسعار النفط، ويقوم الصندوق حالياً بتقييم مدى احتمالية حدوث صدمة أخرى في الأسعار نتيجة للصراع.
وأشاروا إلى أن زيادة تضخم الأسعار قد تستدعي استجابة من البنوك المركزية لرفع أسعار الفائدة للحفاظ على استقرار التضخم، مما يمكن أن يؤثر سلباً على النشاط الاقتصادي، خاصة في ظل ضعف النمو في بعض البلدان.
وأشار أدريان إلى انخفاض أسعار الأسهم قبل الهجمات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل، ورغم استقرار أسعار النفط، فإن هناك خطراً من ارتفاعها.
وحذر من أن هذا السيناريو قد يزيد من التضخم ويعيد تأثير أسعار الفائدة المرتفعة.
وأكد ضرورة عدم خفض أسعار الفائدة قبل الوقت المناسب، وذلك لضمان عودة التضخم إلى هدفه بشكل دائم.
كما استندت تحذيرات أدريان إلى مدونة مصاحبة صدرت مع تقرير الاستقرار المالي العالمي، حيث حذر الأسواق المالية من عدم استبعاد حدوث انتكاسات جديدة بعد الصدمات التي شهدها الاقتصاد العالمي في السنوات الأخيرة.
فعلى الرغم من الشعور بالتفاؤل الذي ساد الأسواق المالية مؤخرًا، وثقة المستثمرين في قرب انتهاء المعركة ضد التضخم، حذر أدريان من وجود مطبات محتملة على هذا المسار.
وشدد على أن التوترات الجيوسياسية قد تؤثر على معنويات المستثمرين، على الرغم من الارتفاع الكبير في أسواق الأسهم على مستوى العالم هذا العام.
كما تصاعدت المخاوف بشأن التوترات في الشرق الأوسط وأثرت على الأسواق المالية في لندن يوم الثلاثاء، حيث انخفض مؤشر فوتسي 100 بمقدار 145 نقطة، أو 1.8٪، ليصل إلى 7820 نقطة، وهو أكبر انخفاض في النقاط منذ 6 يوليو 2023.
ويعتبر هذا الانخفاض أدنى مستوى للمؤشر منذ ثلاثة أسابيع، مما أدى إلى تغيير كبير في معنويات السوق منذ 12 أبريل، عندما وصل المؤشر تقريبًا إلى أعلى مستوى قياسي له عند 8047 نقطة.
وأشار أدريان إلى أن هناك أدلة من بعض البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، على أن الاتجاه نحو انخفاض التضخم قد توقف، مما قد يشكل تحديًا لسياسات "الميل الأخير" ويؤدي إلى إعادة تسعير الأصول المالية.
وأعرب أندرو بيلي، محافظ بنك إنجلترا، عن ثقته في أن المملكة المتحدة في طريقها إلى خفض أسعار الفائدة على الرغم من التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط.
وفي مقابلة أجريت معه في واشنطن، أكد بيلي أن المملكة المتحدة "تتحرك باتجاه تحقيق التوظيف الكامل".
وأضاف: "هناك أدلة قوية على أن العملية تسير في الاتجاه الصحيح. وتقييمنا لأسعار الفائدة يعتمد على مقدار البيانات التي نحتاج إلى رؤيتها قبل أن نكون واثقين من العملية".
وفيما يتعلق بآفاق الاقتصاد العالمي، أشار صندوق النقد الدولي إلى أن الأسر البريطانية من المتوقع أن تظل دون تحسن في مستويات معيشتها للعام الثاني على التوالي في عام 2024، نتيجة لتأثيرات التضخم المرتفع التي قد تستمر لبعض الوقت.
ومن المتوقع أن يبقى نمو الفرد، كمقياس رئيسي لمستويات المعيشة، ثابتًا هذا العام بعد انخفاض بنسبة 0.3٪ في عام 2023.
