بعد الهجوم الأخير.. كيف هدد إيران وإسرائيل بتصعيد الصراع بشدة أكبر؟
عبده حسن مصر 2030حذرت طهران بأنها ستشن هجومًا أقوى في حال ردت إسرائيل أو الولايات المتحدة على الهجوم الإيراني على إسرائيل، الذي شمل أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخاً ليلة السبت.
فالغارات الجوية، التي تعد أول هجوم مباشر من قبل إيران على إسرائيل، كشفت عن حرب طويلة كانت تدور في الخفاء، والتي تهدد بتصعيد الصراع في المنطقة، مما دفع إسرائيل إلى الدراسة والتحليل لإجراء رد فعل.
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، اللواء محمد باقري، أن رد إسرائيل سيكون قويًا جدًا في حال تعرضت لهجوم إيران، وأن طهران حذرت الولايات المتحدة من أن أي دعم لرد إسرائيلي قد يؤدي إلى استهداف القواعد الأمريكية.
كما زعمت إسرائيل بمساندة من حلفائها الغربيين بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، أنها نجحت في اعتراض 99٪ من الصواريخ خلال الهجوم، لكن بعض الصواريخ وصلت إلى الأراضي الإسرائيلية، مما أدى إلى إتلاف قاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل.
وأثناء استعداد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقد جلسة طارئة، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من 350 صاروخًا تم إطلاقها خلال الهجوم من إيران ولبنان وسوريا واليمن، مشيرًا إلى نجاح كبير في معدل الاعتراض.
وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الهجوم كان قويًا حيث نشر على موقع X: "اعترضنا، تصدينا، معا سننتصر".
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، أن الهجوم الإيراني قد تم إحباطه، وأنه لم يتمكن أي من الصواريخ من التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية بالكامل.
وعلى الرغم من إعادة فتح المجال الجوي الإسرائيلي، فإن الحادث لم ينته بعد، ومسؤولون إسرائيليون أشاروا إلى أنه لم يتخذ بعد قرار بشأن الرد على الهجوم الإيراني.
وفي وقت متأخر من الليل، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مواقع حزب الله في جنوب لبنان، فيما أعلن نتنياهو استمرار الصراع مع حماس في غزة بكامل القوة، بعد رفض حماس اقتراح وقف إطلاق النار، ورغم إسقاط العديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار خارج المجال الجوي الإسرائيلي، تم اعتراض بعضها الآخر فوق الأراضي الإسرائيلية بواسطة نظام الدفاع الجوي، مما أدى إلى انفجارات وصفارات إنذار في القدس ومدن أخرى.
وتقوم إيران بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ، حيث تمكنت بعض المقذوفات من اختراق الدرع الدفاعي، مسببة أضرارًا طفيفة في قاعدة جوية بجنوب إسرائيل، وأصيبت فتاة صغيرة ونُقلت إلى العناية المركزة، وعلى الرغم من استمرار الهجمات، فإن إسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها.
وأفادت مصادر إسرائيلية أن الهدف الرئيسي كانت منشآت عسكرية في الجولان والنقب، بينما قام حزب الله بقصف مرتفعات الجولان، وزعمت قوات الحوثيين في اليمن مشاركتها في الهجمات.
وأعلنت إيران أن الهجوم الجوي كان ردًا على قصف مبنى دبلوماسي إيراني في دمشق، وأعلنت نهاية الهجوم ما لم يتم ارتكاب خطأ جديد من إسرائيل.
وفي حالة وقوع أي خطأ مستقبلي، فإن إيران سترد بشدة أكبر. ويشير البيان إلى أن الصراع بين إيران وإسرائيل يجب أن ينظر إليه بتحفظ من قبل الولايات المتحدة.
كما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشكل هاتفي مع الرئيس الأمريكي بايدن، فيما كان الهجوم الجوي قد انتهى.
وبعد المكالمة، أكد الرئيس بايدن التزام الولايات المتحدة القوي بأمن إسرائيل، وأشاد بقدرة إسرائيل على صدها للهجمات وهزيمتها، مؤكداً أن هذا يرسل رسالة قوية لأعدائها، وأعلن أيضاً عن اجتماع مقرر مع زعماء مجموعة السبع لتنسيق رد دبلوماسي على الهجوم الإيراني.
وأكد على استمرار التواصل الوثيق مع قادة إسرائيل، مشدداً على جاهزية الولايات المتحدة للتصدي لأي تهديدات وحماية شعبها. قبل الهجوم، كانت التوقعات تشير إلى عملية إيرانية غير مسبوقة، وعلى الرغم من عدم وقوع خسائر كبيرة، فإن الولايات المتحدة كانت تدعو إسرائيل إلى ضبط النفس لتفادي التصعيد غير المرغوب فيه.
فيما قطع الرئيس بايدن عطلته للتوجه إلى البيت الأبيض بعد تطورات الهجوم، حيث التقى بمسؤولين أمنيين لمتابعة الأوضاع واتخاذ الإجراءات اللازمة، بما في ذلك استخدام الطائرات بدون طيار لصد الهجمات المحتملة.
وبعدما استنكرت القوات الجوية الأردنية إطلاق بعض المقذوفات فوق أراضيها، أعلنت القوات الجوية الملكية البريطانية تقديم دعم بمقاتلات وطائرات لإعادة التزود بالوقود، تم تخصيص معظمها لتعويض الولايات المتحدة في مهام الدوريات الجوية فوق العراق وسوريا ضمن حملتها ضد الإرهاب.
وأشار وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس إلى إمكانية تنفيذ المهام الدفاعية، بما في ذلك اعتراض الهجمات المحمولة جوا، في إطار مهامهم الحالية.
وتدور تكهنات منذ نحو أسبوعين حول كيفية ومتى سترد إيران أو الجهات الموالية لها على الهجوم الذي استهدف مبنى دبلوماسي إيراني في دمشق في الأول من أبريل، والذي أسفر عن مقتل الجنرال محمد رضا زاهدي وثمانية ضباط آخرين.
بينما لم تعلن السلطات الإسرائيلية مسؤوليتها عن هذا الهجوم، اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراءه.
منذ بدء الصراع في غزة قبل ستة أشهر، تشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تصاعداً في التوتر مع تبادل شبه يومي لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، مما يثير مخاوف من انزلاق الوضع إلى صراع واسع النطاق.
مع ذلك، لا يُرجح حدوث هجوم مباشر من قبل إيران على إسرائيل، حيث أكدت القيادة الإيرانية سابقاً عدم رغبتها في تصعيد التوتر مع إسرائيل، وهو ما قد يؤدي إلى تورط الولايات المتحدة أيضاً.
على الرغم من الهجمات السابقة، بما في ذلك العمليات الإسرائيلية السرية داخل إيران، واغتيال قاسم سليماني في العراق عام 2020، إلا أن إيران لم ترد بقوة مماثلة.