بعد الانسحاب الإسرائيلي.. ماذا حدث في خان يونس؟
عبده حسن مصر 2030عاد آلاف الفلسطينيين، المنهكين من ستة أشهر من الحرب المتواصلة وعمليات النزوح المتعددة، إلى مدينة خان يونس المدمرة يوم الاثنين، بعد يوم من انسحاب إسرائيل غير المتوقع لقواتها من جنوب قطاع غزة.
ومع قيام الكثيرين بالرحلة سيرًا على الأقدام من رفح المجاورة، ناضلوا للعثور على المنازل التي تفتت بسبب قوة القصف في الأحياء المثقلة برائحة الموت، حيث عملت العائلات والجيران على انتشال الجثث المدفونة منذ فترة طويلة تحت الأنقاض.
كما أن انسحاب الفرقة 98 الإسرائيلية من جنوب غزة، وهو اليوم الذي يصادف مرور ستة أشهر على بدء الحرب، حير العديد من المعلقين الإسرائيليين، حيث أشار البعض إلى أن ذلك يشير إلى نهاية القتال العنيف في غزة.
وبرحيل القوات لم يتبق الآن سوى لواءين إسرائيليين داخل غزة مكلفين بالحفاظ على الفصل المادي بين النصف الشمالي والجنوبي من القطاع.
وأظهر مقطع فيديو من خان يونس يوم الاثنين مشهدا لمباني مدمرة متعددة الطوابق، وبعض الجدران شوهتها كتابات باللغة العبرية، وأشخاص يتدافعون فوق الأنقاض.
ومع تدمير أو تضرر حوالي 55% من المباني في المدينة، كان العديد من العائدين إلى أحيائهم في ثاني أكبر مدينة في غزة يشعرون بالصدمة العاطفية.
ولقد أربك انسحاب إسرائيل المفاجئ من المدينة والجنوب الأوسع الكثيرين، بعد أشهر قال فيها المسؤولون إن الوجود العسكري هناك يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وعلى الرغم من أن كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين قالوا إن الانسحاب لم يمثل نهاية الصراع أو تأجيل الهجوم الإسرائيلي الذي هددت به على رفح، إلا أنه جاء جنبا إلى جنب مع رسائل متضاربة من محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث وصف البعض حدوث تقدم كبير.
وبينما قال الجيش الإسرائيلي إن انسحاب قواته من جنوب غزة كان مجرد إعادة تجميع صفوفه بينما كان الجيش يستعد للانتقال إلى معقل حماس الأخير، رفح، فقد قوبل هذا الادعاء ببعض التشكك من قبل المعلقين الإسرائيليين، الذين لم يروا أدلة تذكر على الاستعدادات الإسرائيلية لهجوم على رفح. أو لإجلاء 1.4 مليون فلسطيني من المدينة.
وبدلاً من ذلك، يزعم منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه راضٍ بمواصلة الحرب بكثافة ووتيرة أقل بكثير لإطالة أمد الصراع وبقائه السياسي.
وأثارت الإشارة إلى أن الانسحاب قد يعني أن الحرب قد تقترب من نهايتها، قلقا بين أعضاء ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف ومعلقي الصحف.
وحذر وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، إيتامار بن جفير، من أنه "إذا قرر نتنياهو إنهاء الحرب دون هجوم موسع في رفح، فلن يكون لديه التفويض للعمل كرئيس للوزراء".
وقد ردد زميله اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش هذا الرأي، ودعا إلى عقد اجتماع فوري لمجلس الوزراء الأمني لمناقشة التقدم المحرز في الحرب.
وحتى صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي كانت لسنوات الناطقة بلسان نتنياهو، وجدت صعوبة في تصديق التفسير الرسمي الذي يشير إلى أن الانسحاب قد يكون مقدمة لاتفاق رهائن مقابل وقف إطلاق النار.
وكتب أرييل كاهانا: "إذا قمنا بتجميع كل أجزاء اللغز المتمثل في تحركات إسرائيل في اليوم الماضي، يبدو أنه يتم بذل جهد نهائي وكبير وخطير للغاية وصعب للتوصل إلى صفقة الرهائن".
وفي ما يبدو أنه يعزز هذه النظرية، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، يوم الاثنين إنه يتعين اتخاذ "قرارات صعبة" لاستعادة الرهائن، مضيفاً: "في رأيي أننا وصلنا إلى نقطة مناسبة، ولكن هناك جانب آخر يحتاج إلى الموافقة عليه."
وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، كان في القاهرة خلال عطلة نهاية الأسبوع وأن اقتراح إطلاق سراح الرهائن قد تم تقديمه إلى حماس، وأنهم ينتظرون الآن الرد.