حادث موسكو الدامي.. ما علاقة حركة طالبان بإلهام الإرهاب العالمي؟
عبده حسن مصر 2030عندما نتناول الهجوم الإرهابي الذي وقع يوم 22 مارس على قاعة مدينة كروكوس في موسكو، نجد أنه ليس حدثًا معزولًا بل يندرج ضمن سياق الحرب الفاشلة ضد الإرهاب في العالم.
وهذه الهجمات الإرهابية تظهر تأثير الحركات المتطرفة مثل طالبان، التي تلهم الإرهاب العالمي بأفكارها وأفعالها، ولكن، كيف يمكن للمجتمع الدولي التعامل مع هذه التحديات؟
فمن المؤسف أن "22/3" سيُنسى قريبًا ويُضاف إلى قائمة الذكريات الوحشية للهجمات الإرهابية، مثل "11 سبتمبر" في نيويورك، و"26/11" في مومباي، و"7/7" في لندن، و"11/3" في مدريد، و"12/10" في بالي، و"21/9" في نيروبي، و"23/7" في شرم الشيخ، وهي قائمة غير كاملة.
ولكن الروس، خاصة سكان موسكو، سيظلون يتذكرون "22/3" لفترة طويلة، فهو يُعتبر أحد أيام الكوارث في تاريخهم، حيث شهدوا قتل وجرح أكثر من مائتي مدني بريء كانوا يعيشون حياتهم اليومية بلا توقعات، يبقى ذلك اليوم المشؤوم حاضرًا في ذاكرتهم.
ولقد استمر التسلسل المأساوي للأحداث، التي تشمل هجمات إرهابية مميتة رفيعة المستوى، دون تغيير كبير على مدى العقدين الماضيين.
كما يتمثل الشيء المشترك بين الإرهابيين في أيديولوجيتهم المشتركة، ولكنهم يعملون تحت مسميات مختلفة، مثل داعش، والقاعدة، وطالبان، وعسكر طيبة، وحركة الشباب، وغيرها، وغالبًا ما يتم دعمهم بشكل سري من مختلف الجهات الراعية، بما في ذلك الجهات الحكومية.
و تستهدف هذه الهجمات الحشود الأكثر ضعفًا من الناس العاديين في المناطق المدنية في أي بلد مختار.
ووحشية الإرهابيين العشوائية، وجبنهم، وقدرتهم على القتل تحصد أرواح العشرات وأطرافهم بسرعة.
فعلى مدى العقدين الماضيين، لم تشهد أي دولة هذا التسلسل المأساوي من الأحداث الإرهابية بقدر معاناة الأفغان، الذين تخلل تاريخهم الحديث الكثير من الهجمات الإرهابية التي لا يمكن إحصاؤها.
لم تبدأ بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) في توثيق الخسائر في صفوف المدنيين، الناجمة بشكل مباشر عن الهجمات الإرهابية اليومية، إلا في عام 2009.
وتقارير بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، التي تسجل بشكل متحفظ ما بين 4000 إلى 6000 ضحية من الهجمات الإرهابية سنويًا، تشكل تذكيرًا مروعًا بالضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة الهجمات الإرهابية اليومية.
ويعكس الفشل الدولي في القضاء على التهديد المتزايد للإرهاب، حيث يظل مرتكبو الجرائم المدرجون في القائمة السوداء للعقوبات أحرارًا ويفلتون من العقاب بموجب القانون الدولي.
وبالنسبة لـ "هزيمة حلف شمال الأطلسي" (الناتو) التي يُستشهد بها كثيرًا في أفغانستان، تُزعم حركة طالبان بكل فخر أنها نفذت معظم الهجمات الإرهابية التي وثقتها بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان ضد المدنيين، ولم يتبق سوى عدد قليل منها يتبناها إخوانهم الأيديولوجيون المنتمون إلى جماعات إرهابية أخرى.