«منع الأونروا في شمال غزة».. كيف تكرّس إسرائيل حرب الإبادة في القطاع؟
عبده حسن مصر 2030أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التابعة للأمم المتحدة، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت بمنعها بشكل نهائي من تقديم المساعدات إلى شمال قطاع غزة، الذي يواجه تهديداً حقيقياً بالمجاعة.
وأوضح فيليب لازاريني، رئيس الوكالة، أن السلطات الإسرائيلية أخطرت الأمم المتحدة بقرارها بمنع إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى شمال قطاع غزة، مما يعرض حياة السكان للخطر في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية هناك.
وأضاف لازاريني أن هذا الإجراء يعتبر عملاً شائناً ومقصوداً لعرقلة الجهود الإنسانية المبذولة لإنقاذ الأرواح خلال أزمة الغذاء التي تعاني منها المنطقة.
ولم تكن هناك تعليقات فورية من السلطات الإسرائيلية بشأن هذا البيان، ولم يتم الكشف عن الأسباب وراء هذا القرار، حسبما ذكرت المتحدثة باسم الأونروا، جولييت توما، التي أشارت إلى أن القرار تم إخطارهم به خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين إسرائيليين.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار التصعيد العسكري في القطاع وتفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها سكان غزة جراء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس منذ مدة، والتي تفاقمت بعد الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر الماضي.
وكان تقرير للأمم المتحدة قد حذر من تفاقم الأوضاع الغذائية في شمال قطاع غزة، وتوقع أن تشهد المنطقة مجاعة بحلول شهر مايو إذا لم يتم التدخل العاجل، حيث أكدت توما أن الأونروا لم تتمكن من توصيل المساعدات الغذائية إلى الشمال منذ نهاية يناير.
وختمت توما بالتأكيد على أن هذا القرار يعتبر ضربة جديدة للجهود المبذولة لإيصال المساعدات الضرورية لسكان غزة في هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وقال مارتن غريفيث، رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، يوم الأحد، إن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تُعتبر "القلب النابض للاستجابة الإنسانية في غزة".
وأكد على أهمية إلغاء قرار منع قوافل الغذاء من الوصول إلى الشمال، حيث أشار إلى أن هذا القرار يمكن أن يؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص المعرضين للمجاعة.
من جانبه، أعرب تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، عن قلقه إزاء منع إيصال المساعدات من قبل الأونروا، مؤكدًا أن هذا الإجراء يعرض السكان المحتاجين لخطر الجوع ويحرمهم من الحصول على الدعم اللازم للبقاء على قيد الحياة.
وفي وقت سابق من ذلك اليوم، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى وضع حد لمعاناة سكان غزة الذين يبلغ عددهم 2.4 مليون نسمة، مشيرًا إلى أنهم يواجهون أسوأ حرب تشهدها المنطقة على الإطلاق.
من ناحية أخرى، اتهمت إسرائيل موظفي الأونروا بالمشاركة في هجوم وصفته بأنه "واجهة لحماس" في 7 أكتوبر.
وأفاد توما بأن السلطات الإسرائيلية رفضت أيضًا طلبًا لإرسال فريق إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة، حيث يشهد القتال منذ أسبوع تقريبًا، لإجلاء المصابين.
وخلال الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، قُتل نحو 1160 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا للأرقام الإسرائيلية.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية للقضاء على حماس إلى مقتل ما لا يقل عن 32226 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة.