تحذير من الغش في الامتحانات.. وتربوية: التصدي للظاهرة يتطلب تغييرًا جذريًا في ثقافة المجتمع
محمد ناجى زاهى مصر 2030مع اقتراب انطلاق موسم امتحانات الفصل الدراسي الثاني، ومع انطلاق الامتحانات الشهرية، تعددت الأصوات المطالبة بالتصدي لظاهرة الغش والقضاء عليها، لاسيما أن ظاهرة الغش لها تأثير سلبي يمكنه أن يهدد الأسرة والمجتمع على حد سواء.
تفشّت ظاهرة الغش في المراحل التعليمية، وخاصة في المرحلة الإعدادية، حيث تشهد هذه المرحلة تكرار أزمة تسريب الامتحانات، وفقًا لتصريحات الخبير التربوي بثينة عبد الرؤوف التي توضح أن هذه الظاهرة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المصري، وأنها جذورها تمتد في العملية التعليمية.
وفي حديثها لـ "مصر 2030"، أكدت عبد الرؤوف أن ظاهرة تسريب الامتحانات ليست جديدة، بل كانت موجودة منذ وقت طويل، ورغم عدم ظهورها بشكل واضح في الماضي، إلا أنها استمرت بشكل متواصل، مشيرة إلى أن الغش كان متفشيًا في السابق، حيث كان الآباء يجتمعون أمام بوابات اللجان ويحملون ميكروفونات لتسريب المعلومات لأبنائهم، ولكن مع تطور التكنولوجيا، اتجهت الظاهرة نحو استخدام وسائل حديثة للغش.
وترى الخبيرة التربوية أن طرق الغش أصبحت متنوعة لدرجة أن المجتمع المصري يمكن وصفه بأنه أدمن على الغش، وأنها أصبحت جزءًا من ثقافته، حيث يروج بعض الأشخاص لفكرة أن الغش لا يؤثر على القيم والأخلاق، كما يعتبر البعض التنازل عن مبدأ الأمانة في مواجهة ابنه أمرًا غير مؤثر على شخصيته أو المجتمع بأسره.
وتعتبر عبد الرؤوف أن التصدي لظاهرة الغش وتسريب الامتحانات يتطلب تغييرًا جذريًا في ثقافة المجتمع، وهو ما يفتقده الجهود الحكومية المتعلقة بهذا الأمر. وفي تصريحات لـ "مصر 2030"، أوضحت عبد الرؤوف أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة وحدها لمنع التسريب والغش غير كافية، خاصة مع استغلال التكنولوجيا الحديثة في هذا السياق.
وأكدت عبد الرؤوف أهمية تغيير مفهوم المجتمع نفسه تجاه الغش، حيث يجب أن يتبنى الطلاب والطالبات قيمة الأمانة والنزاهة في مجال العلم والمعرفة، مشددة على ضرورة ترسيخ هذه القيم في التربية، مشددة على أن ذلك يمثل السبيل الوحيد للقضاء على هذه الظاهرة المدمرة.
وفي سياق متصل، أشارت عبد الرؤوف إلى أن الأفراد الذين يلجؤون إلى الغش في الامتحانات قد يتورطون في مخالفات أخلاقية أكبر في المستقبل، مثل الاحتيال والرشوة والنصب، وهو ما يؤكد على خطورة هذه الظاهرة وضرورة مواجهتها بكل حزم.