في ظل تهديدات إسرائيل باجتياحها.. ما مصير سكان رفح؟
عبده حسن مصر 2030تواجه مدينة رفح، المعقل الأخير لحركة حماس في قطاع غزة، أزمة بلغت ذروتها مع تصاعد التوترات بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وبات لدى أكثر من مليون فلسطيني نازح في المدينة القليل من الخيارات القابلة للتطبيق، حيث يتعين عليهم مواجهة تحديات الحياة اليومية في ظل التهديدات القائمة.
فمع استعداد أكثر من مليون شخص في رفح، ومعظمهم من أجزاء أخرى من قطاع غزة، لمواجهة الاشتباكات المحتملة، تتساءل العديد من العائلات المتضررة عما إذا كان عليها الفرار من المنطقة المحاصرة أم الانتظار لمعرفة مصيرها في ظل الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وزاد عدد سكان المدينة الجنوبية بشكل كبير، حيث ارتفع من حوالي 280 ألف نسمة قبل الحرب إلى 1.4 مليون نسمة، مما خلق ضغطاً كبيراً على البنية التحتية والخدمات الأساسية في المنطقة.
كما تعيش الأسر في ظروف صعبة داخل الخيام والشقق المتواضعة، وتعاني من نقص في الموارد الأساسية مثل الماء والغذاء والرعاية الصحية.
والمعركة الحالية تلقي بظلالها على العلاقات الدولية، حيث أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قلقه إزاء الوضع في غزة، محذراً من أن الهجمات التي تستهدف المدنيين قد تؤدي إلى تصعيد الصراع وتعقيد الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل سلمي.
وعلى الرغم من الضغوط الدولية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزمه مواصلة العمليات العسكرية في غزة، مما يزيد من التوترات ويجعل مصير سكان رفح محل تساؤلات وقلق دائم.
وذكر البيت الأبيض أن إسرائيل تعتزم إرسال فريق من المسؤولين إلى واشنطن لمناقشة خططها لهجوم محتمل على رفح، بينما تصر إدارة بايدن على أن هذا الهجوم سيكون "خطأ"، وتسعى لإقناع إسرائيل بالسماح بدخول المزيد من المساعدات لمواجهة أزمة الغذاء المتفاقمة في غزة.
وأعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، عن الزيارة القادمة للمسؤولين الإسرائيليين بعد مكالمة هاتفية بين جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تم التركيز على الهجوم المحتمل على رفح والذي أعلن نتنياهو نيته في تنفيذه.
وأشار سوليفان إلى قتل القوات الإسرائيلية لمروان عيسى، نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، واصفًا إياه بأحد العقول المدبرة لهجمات سابقة، وأكد على أهمية وجود خطة إنسانية وسياسية متكاملة بجانب أي خطة عسكرية.
وفي سياق متصل، دعت رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، سامانثا باور، إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات فورية للتصدي للأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، محذرة من خطر وقوع مجاعة في المنطقة، وتصف هذا الوضع بأنه "حدث مروع" يجب العمل على منعه.
وأكد سوليفان معارضة الولايات المتحدة للهجوم المزمع على رفح، حيث أشار إلى أن أكثر من مليون فلسطيني لجأوا إليها بعد تهجيرهم من مدن أخرى جراء الهجمات الإسرائيلية.