الفرصة الأخيرة.. ما الذي يعيق مفاوضات ”هدنة غزة”؟
مارينا فيكتور مصر 2030يبدو أن تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحركة حماس بات أمرا يصعب تحقيقه، إذ لا يوجد تقدم ملموس في المحادثات غير المباشرة، يوقف المأساة في غزة، بعد أشهر من الحرب.
ورصد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أبرز الأسباب التي تعيق التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة، ولو مؤقتة، في غزة، تسهم في حلحلة الكارثة الإنسانية التي تحل بالقطاع، وتسمح بتبادل رهائن إسرائيليين بأسرى فلسطينيين.
وقال وسطاء في المحادثات التي جرت مؤخرا في قطر، إن المفاوضين الإسرائيليين لا يسعون فقط إلى إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين تم احتجازهم يوم 7 أكتوبر، لكن أيضا للحصول على الحرية لاستئناف الحملة العسكرية لسحق حماس "مرة واحدة وإلى الأبد"، بعد انتهاء وقف إطلاق النار "المؤقت".
ضغوط حماس
وفي المقابل، تضغط حماس بشكل أساسي من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإيجاد سبل للبقاء مؤثرة في غزة بعد الحرب، حتى إن لم تكن حاكمة للقطاع.
ويبدو أن التقاء أهداف إسرائيل وحماس أصبح أولوية ملحة للإدارة الأمريكية، التي تتوسط في المحادثات مع قطر ومصر.
ويسافر وزير الخارجية الأمؤيكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، ويتوقف في السعودية الأربعاء ثم يتوجه إلى مصر، على أمل القيام بدفعة منسقة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
الفرصة الأخيرة
ووصف الوسطاء المحادثات بأنها الفرصة الأخيرة لتأمين هدنة، لتفادي خطط إسرائيل الوشيكة لشن هجوم بري على آخر معقل لحماس في رفح جنوبي القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال الثلاثاء إنه أوضح للرئيس الأمريكي جو بايدن، أن حتى الاتفاق لن يثنيه عن دخول رفح على الحدود المصرية بريا.
وقال نتنياهو أمام الكنيست: "أهداف الحرب هي باختصار القضاء على قدرات حماس العسكرية والحكمية، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديدا لإسرائيل، وهذا يتطلب القضاء على ما تبقى من الكتائب في رفح".
إسرائيل مترددة في تقديم التنازلات
يقول المفاوض الإسرائيلي السابق بشأن الرهائن غيرشون باسكن، إن إسرائيل مترددة في تقديم أي تنازلات يمكن أن ينظر لها على أنها استسلام لحماس.
وتناقش إسرائيل وحماس وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع يتم بموجبه إطلاق سراح 40 رهينة، في مرحلة أولى.
لكن النقطة الشائكة هي ما إذا كان أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيخرج القوات الإسرائيلية من غزة استعدادا لإنهاء الحرب، أو يبقيها في مكانها لتمكين إسرائيل من استئناف القتال لتحقيق أهدافها المعلنة.
لا ضمانات
وفي السياق ذاته، قالت كبيرة المحللين الفلسطينيين في مجموعة الأزمات الدولية تهاني مصطفى، إن عدم وضوح موقف إسرائيل خلال وقف إطلاق النار يمثل حجر عثرة.
وأضافت لـ"وول ستريت جورنال": "لم تقدم إسرائيل أي ضمانات على الإطلاق بشأن حجم المساعدات التي ستسمح بمرورها، ولم تقدم أيضا أي ضمانات لعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة المدمر".
والنقطة الشائكة الأخرى بالنسبة لإسرائيل، هي أن حماس تريد اختيار الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية.
وتصر الحركة أيضا على إدراج حوالي 170 فلسطينيا، أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية عام 2011 في صفقة مبادلة رهائن، لكنهم اعتقلوا مرة أخرى.
وتضمنت صفقة 2011 تبادل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط بأكثر من ألف أسير فلسطيني.
وترفض إسرائيل حتى الآن طلب حماس، وقالت إنها مستعدة للإفراج فقط عن 47 فلسطينيا أعيد اعتقالهم منذ إطلاق سراحهم عام 2011.