هل يغزو الفلسطينيون «رصيف غزة» الذي ستبنيه أمريكا لطلب اللجوء؟
عبده حسن مصر 2030كشفت صحيفة ميدل إيست فوروم، أن السفن الأمريكية ستتوجه قريبًا إلى سواحل غزة لبناء رصيف عائم يهدف إلى توفير المساعدات الإنسانية لسكان المنطقة.
وعلى الرغم من إشادة الرئيس جو بايدن بأهمية هذا الرصيف في تسهيل توزيع المساعدات، إلا أن الآثار القانونية المحتملة لهذا البناء لم تكن واضحة بعد، مما يثير بعض الاستفسارات حول تعقيدات المشروع.
ويعمل البنتاغون على تخطيط بناء رصيف عائم كبير بجوار السفن الأمريكية، حيث ستقوم سفن النقل بتوصيل المساعدات إلى هذا الرصيف، والذي يتميز بجسر ذو مسارين يمتد على طول 1800 قدم نحو ساحل غزة.
ويؤكد بايدن أنه لن تنشر قوات أمريكية على الأرض في غزة، بل ستكون وجودها مقتصرة على الرصيف فقط.
ووفقًا للقانون البحري، تُعتبر السفن البحرية الأمريكية أرضًا أمريكية، حتى أثناء وجودها في المياه الإقليمية لدولة أخرى، وبناءً على ذلك، فإن هذا الرصيف في مياه غزة، سواء بُني من قبل القوات المسلحة الأمريكية أو مقاولين مستقلين، يمكن اعتباره ممتلكات أمريكية، وبالتالي أرضًا أمريكية.
وهذا يثير العديد من الأسئلة القانونية التي لم تُجيب عليها إدارة بايدن بعد:
أولاً، إذا قامت الولايات المتحدة ببناء رصيف عائم يمكن ربطه بسفنها، فهل يُعتبر هذا الامتداد أيضًا أرضًا أمريكية؟
ثانيًا، إذا قامت الولايات المتحدة ببناء رصيف متحرك أو قابل للإزالة، فمن يملك هذا الهيكل؟ وإذا رست على شاطئ غزة، فهل تصبح جزءًا من أراضي غزة أم أنها تظل ملكية أمريكية؟
ثالثًا، إذا كان الرصيف البحري ممتلكات أمريكية بالفعل لأنه قابل للإزالة، وإذا كان يُعتبر أرضًا أمريكية، فهل سيتمكن أي شخص يدخله من طلب اللجوء في الولايات المتحدة؟
وبموجب القانون الإنساني الدولي، لا تُلزم أي دولة بالسماح للاجئين بدخول أراضيها.
ومع ذلك، إذا دخل اللاجئون رغم ذلك، فإن القانون الإنساني الدولي يُلزم الدولة المضيفة برعايتهم وفقًا لاتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين.
واحتمال اعتبار هذه المنشآت التي أنشأتها الولايات المتحدة أراضٍ أمريكية، يمكن للفلسطينيين اجتياحها والمطالبة باللجوء في الولايات المتحدة، يجب أن يثير قلق الجميع.
كما أن هناك مضاعفات أخرى، قد يرغب بايدن في تخفيف الانتقادات الدبلوماسية، لكنه قد يزيدها في الواقع.
وانتقد المجتمع الدولي جهود الولايات المتحدة في إنشاء رصيف في هايتي لتسببها في تأخيرات أدت إلى مقتل مدنيين.
وسوف تكون عملية التدقيق في عملية غزة أكثر صرامة حيث يبدو أن الأوروبيين والدول العربية يهتمون بالفلسطينيين أكثر من اهتمامهم بالهايتيين أو الهندوراسيين.
ببساطة، رصيف غزة قد يكون بمثابة خط تصفيق في خطاب حالة الاتحاد، ولكنه أيضًا بمثابة صندوق باندورا للاجئين دوليين.