بعد نجاحه في الانتخابات.. أبرز وعود بوتين للروس
عبده حسن مصر 2030بفوز ساحق في الانتخابات الرئاسية الروسية، حقق فلاديمير بوتين نجاحًا ملحوظًا، ورغم ذلك، شهدت البلاد والعالم احتجاجات ضخمة ضد دكتاتوريته المتنامية والمواقف الروسية في أوكرانيا.
وعلى الرغم من وصف الولايات المتحدة للعملية الانتخابية الغير حرة والنزيهة، فإن نسبة الفوز التي حصدها بوتين بلغت 87% وفقًا للاستطلاعات الرسمية التي أجراها مركز أبحاث الرأي العام الروسي ومؤسسة الرأي العام.
وفي خطاب ألقاه في مقر حملته مساء الأحد، أغفل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانتقادات الغربية للانتخابات، معتبراً أنها "متوقعة". وأثنى على دعم مؤيديه قائلاً: "ماذا أردتم أن يصفقوا لنا؟ إنهم يقاتلون معنا في صراع مسلح... هدفهم هو احتواء تنميتنا".
وفيما أكد أن مهمته الرئيسية هي تعزيز القدرة الدفاعية والجيش، ركز خطابه على الحرب في أوكرانيا وأوضح أنه كان يحمي الحدود من الهجمات الأخيرة التي شنتها وحدات عسكرية موالية لأوكرانيا.
وبالنسبة لاحتمال نشوب صراع مباشر مع حلف شمال الأطلسي، أعرب بوتين عن اعتقاده بأن كل شيء ممكن في العالم الحديث، مؤكداً أن هذه الخطوة ستكون جزءًا من حرب عالمية ثالثة واسعة النطاق، مشيراً إلى عدم اهتمام أي طرف بذلك.
وأشار بوتين لأول مرة إلى وفاة المعارض البارز أليكسي نافالني، مؤكداً أنه وافق على مبادلته بشرط أن لا يعود، ووصف وفاته بأنها "حدث محزن".
فيما يتعلق بالانتخابات، أعلنت اللجنة الانتخابية الروسية أن بوتين يتقدم بنسبة 87.14% من الأصوات بعد فرز 75% منها، معلنة أن نسبة المشاركة بلغت 74%، وهي الأعلى في التاريخ. ورغم تفوق بوتين المتوقع، شهدت عدة مناطق طوابير طويلة في صناديق الاقتراع، حيث دعت أرملة نافالني المواطنين إلى التصويت.
وفي ظهورها بالسفارة الروسية في برلين، دعت يوليا نافالنايا أنصارها إلى التجمع في استعراض رمزي تحت عنوان "الظهر ضد بوتين"، وذلك لإظهار القوة الجماعية، ورغم وفاة زوجها بشكل مفاجئ قبل شهر في أحد سجون القطب الشمالي، إلا أنه أيد هذه الخطة.
كما استقبلت نافالنايا تصفيقًا حارًا وهتافات من الناخبين، وشكرت الحضور لتكريم زوجها، مؤكدة في منشور لها أن هذا الدعم يمنحها الأمل في استمرار النضال.
وأشارت إلى كتابتها "نافالني" على ورقة الاقتراع الخاصة بها.
وعلى الصعيد الدولي، انتقدت الدول الغربية الانتخابات الروسية، معتبرة أنها غير حرة ولا نزيهة، وذلك نتيجة للقمع والسيطرة التي يمارسها بوتين على المعارضين السياسيين.
وأدان الرئيس الأوكراني بوتين، معتبرًا أنه أصبح "مدمنًا للسلطة"، وطالب بتقديمه للمحاكمة في لاهاي.
ودعا فريق نافالني الناخبين إلى تدمير أوراق الاقتراع الخاصة بهم أو كتابة اسم "أليكسي نافالني" عليها، معتبرين المرشحين الثلاثة الذين يتنافسون ضد بوتين "دمى" للكرملين.
وشهدت مراكز الاقتراع في روسيا طوابير طويلة، حيث تجمع الآلاف من الناس في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يعكس رغبة الشعب في التعبير عن آرائهم.
ولم يواجه الرئيس الروسي أي منافسة فعالة بعد حظر السلطات مرشحين اثنين عبَّروا عن معارضتهما للحرب في أوكرانيا، فيما لم يكن لثلاثة سياسيين آخرين الذين شاركوا في الانتخابات تأثير يذكر على سلطة بوتين، بل كانت مشاركتهم تهدف إلى تأكيد شرعية العملية الانتخابية، بحسب "جارديان".
وشهدت بعض المدن الرئيسية طوابير طويلة أمام مراكز التصويت بين المهاجرين الروس، مثل برلين ويريفان ولندن وجزيرة بوكيت التايلاندية، حيث قدرت التقديرات أن مئات الآلاف من الروس غادروا البلاد منذ بدء الحرب في أوكرانيا قبل أكثر من عامين.
وشهدت السفارة الروسية في برلين احتجاجًا من قبل أكثر من 2000 ناخب، في حين اعتقلت الشرطة عددًا من الناخبين في مدينة كازان الجنوبية وسجلت حالات اعتقالات أخرى في موسكو وسان بطرسبرغ.
ويظهر الضغط المتزايد على الناخبين مستويات غير مسبوقة، حيث يتعرضون للتحقق من بطاقاتهم الانتخابية قبل التصويت، بينما تواجه العديد من القضايا القانونية التي تتعلق بعرقلة حقوق الناخبين.
ومن المتوقع أن يتمكن بوتين، بموجب التعديلات الدستورية التي أقرت في عام 2020، من الترشح لولاية رئاسية إضافية أو أكثر، مما قد يمكنه من البقاء في السلطة حتى عام 2036، مما سيجعله أطول زعيم خدمة في تاريخ روسيا الحديثة، متجاوزًا حتى فترة حكم جوزيف ستالين.