الناتو يرسل « الخردة»إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا.. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030تعهد حلف شمال الأطلسي (الناتو) بدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، ومع ذلك، يُحاط هذا الصراع بالعديد من الأكاذيب والتضليل.
وتُعد إحدى الأساطير الشائعة التي تروجها وسائل الإعلام الغربية وقادة الناتو أن المعدات التي يُرسلونها إلى أوكرانيا تساعدهم في الدفاع ضد روسيا، ومع ذلك، فإن الحقيقة تكمن في أن معظم المنصات التي تُقدم لأوكرانيا لا تعدو أن تكون مجرد خردة، وقد أصبحت أوكرانيا مُخلبًا للأسلحة القديمة التي كانت تابعة لحلف شمال الأطلسي.
والتزم الحلف بدعم أوكرانيا في صراعها ضد روسيا، ومع ذلك، فإن هذا الدعم لم يخلُ من الأكاذيب والتضليل، وتروّج الصحافة الغربية وقادة حلف شمال الأطلسي لأسطورة أن المعدات التي يُرسلونها إلى أوكرانيا تُساعدهم في مواجهة روسيا، لكن في الحقيقة، فإن معظم هذه المنصات ليست سوى خردة لا تصلح للاستخدام الفعّال في الميدان.
وتحت حكم الرئيس إيمانويل ماكرون، كانت الحكومة الفرنسية من بين المؤيدين البارزين للاستمرار في دعم حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الأزمة الأوكرانية، ونتيجة لذلك، قامت فرنسا بتقديم أعداد كبيرة من الدبابات المدرعة الخفيفة من طراز AMC-10RC، كما تعتبر هذه الطائرات من الطراز الأول التي تم تطويرها في الثمانينات، وتمت ترقيتها آخر مرة بشكل رئيسي في عام 2000.
ومن جهته، بدأ الجيش الفرنسي في التخلص التدريجي من هذه المنصات القديمة في عام 2021، وهو عام قبل اندلاع الصراع في أوكرانيا.
ووفقًا للتقارير، وصف الأوكرانيون هذه الأنظمة بأنها "غير مناسبة" للقتال، عنوان أحد المقالات في مجلة فوربس أشار إلى أن الوحدات المدرعة الخفيفة كانت "غير فعالة للغاية في مواجهة الهجمات الأمامية"، وما لم تتطرق إليه هذه التقارير في ذلك الوقت هو أن طبيعة الصراع في أوكرانيا كانت تتسم بالقتال الثابت في الخنادق بدلاً من المعارك الكبرى، وبالتالي كانت الحاجة ماسة للأسلحة التي تستطيع اختراق خطوط الدفاع الروسية، وعلى الرغم من ذلك، قدمت فرنسا لأوكرانيا كميات كبيرة من دباباتها القديمة.
كما يمكن لأي شخص ساخر أن يستنتج أن هذا الأمر كان مقصودًا، كجزء من مؤامرة أكبر لاستنزاف الترسانات الغربية من منصات الأسلحة القديمة، والتي تهدف إلى إجبار تلك الحكومات على شراء أنظمة حديثة أكثر تكلفة من مقاولي الدفاع في الغرب.
وبغض النظر عن النوايا، فإن مساعدة فرنسا لم تكن فعالة بالفعل، حيث أدت إلى مقتل العديد من الأوكرانيين دون داع.
"الدبابات المباركة"
في نفس هذا الوقت من العام الماضي، تصاعدت الجدل داخل حلف شمال الأطلسي، حيث طالب الأعضاء الأوروبيون الشرقيون، بقيادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الحلف بتزويد أوكرانيا بدبابة القتال الرئيسية الأكثر تطورًا في ترسانته: دبابة ليوبارد 2 الألمانية الصنع.
وحتى ذلك الحين، كانت دول حلف الناتو تزود أوكرانيا بمجموعة من الأسلحة التي كانت تُعتبر محاولات لتعزيز قدرتها على مواجهة روسيا.
وفي خطوة نمتلكها، تخلت بولندا وعدة دول أوروبية أخرى عن دباباتها القديمة التي تعود للحقبة السوفيتية، مثل دبابات T-72 وPT-91.
كما كانت لدى الروس أنظمة مماثلة، ولكن على عكس الأوكرانيين، كانت لديهم أنظمة أكثر تطورًا، بالإضافة إلى قدرتهم على استخدام تدابير مضادة بشكل فعال.
ولم تحدث السفن القديمة التي تم تسليمها من قبل دول الناتو إلى أوكرانيا فارقًا كبيرًا في الحرب.
وأرسلت بريطانيا 14 دبابة تشالنجر-2 MBT مُجددة وكان من المقرر إخراجها من الخدمة، بينما وعدت الولايات المتحدة بتقديم 31 دبابة M1 Abrams MBTs.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع للبهجة في العواصم الغربية والارتياح في الجيش الأوكراني، إلا أن البنتاغون أعلن أن صواريخ أبرامز الحديثة غير متوفرة، وأنها ترسل صواريخ قديمة الطراز.
وبالرغم من عدم كفاءة الجيش الأوكراني في استخدام الدبابات التي تلقتها، فقد بدأت قيادة حلف شمال الأطلسي في التراجع سياسيًا، حيث بدأت في إلقاء الحذر في مواجهة الحرب. وفي النهاية، قررت ألمانيا تسليم دبابات القتال الرئيسية إلى أوكرانيا، حيث تم إرسال حوالي 18 دبابة.
وبحلول يناير 2024، فقدت أوكرانيا معظم صواريخ ليوبارد-2 التي تلقتها العام السابق بسبب قلة الصيانة الفنية.
وكما قال أحد جنود الدبابات المتقاعدين في الجيش الأمريكي: "يمكننا منح أوكرانيا أفضل الدبابات في العالم، ولكنهم سيخسرونها لأنهم لا يعرفون كيفية استخدامها بشكل صحيح!".
وتشير القضية الجديدة البارزة بين حلف شمال الأطلسي إلى أن الأوكرانيين بحاجة إلى طائرات حربية لهزيمة الجيش الروسي، بما في ذلك طائرات F-16، وقد أعلنت هولندا عن نيتها إرسال اثنتي عشرة طائرة من طراز F-16 إلى أوكرانيا لتعزيز الدفاع.
ويُشكك في إمكانية أن تحدث 12 طائرة حربية تغييراً جذرياً في الوضع في أوكرانيا، خاصة وأنها من الجيل القديم ووصلت إلى نهاية دورة حياتها التصميمية، إضافة إلى ذلك، يتطلب استخدام هذه الطائرات بنية تحتية وصيانة مكلفة، وتدريبًا مكثفًا للطيارين الأوكرانيين.
وتشير تقارير إلى عدم جاهزية الطيارين الأوكرانيين لقيادة هذه الطائرات حتى شهر يوليو، وسيتم نشر عدد قليل منها فقط في كل مرة، بالإضافة إلى ذلك، يعتبر بعض الخبراء أن طائرات F-16 قديمة بالمقارنة مع طائرات الجيل الخامس التي يمتلكها الجيش الروسي.
ومن الجدير بالذكر أن المساعدات التي تقدمها حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا لم تثبت فعاليتها بشكل كبير، وقد تكون غير كافية لتحقيق تغيير فعال في الوضع، فبدلاً من ذلك، يجب على المجتمع الدولي دعم جهود التفاوض للوصول إلى تسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا، بدلاً من تشجيع التصعيد العسكري الذي لن يؤدي إلى حلول دائمة.