5 ملايين شخص مهددون بـ”انعدام الأمن غذائي”.. جوع كارثي يهدد حياة السودانيين
مارينا فيكتور مصر 2030جوع كارثي خلف مأساة إنسانية لملايين السودانيين سواء داخل السودان أو النازحين، مع الحرب في السودان من عامها الأول والتي اندلعت في منتصف أبريل 2023.
وتدق منظمات أممية ناقوس الخطر، يوميًا، معربة عن قلقها إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان والجوع الذي يعاني منه السودانيون.
وحذرت الأمم المتحدة من أن 5 ملايين سوداني مهددون في غضون بضعة أشهر بمواجهة "انعدام أمن غذائي كارثي"، نتيجة الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ ما يقرب العام.
وكتب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث في مذكرة إلى مجلس الأمن الدولي، أنه "من دون مساعدات إنسانية عاجلة ووصول للمنتجات الأساسية، فإن ما يقرب من 5 ملايين سوداني، يعانون بالفعل من حالة طوارئ غذائية، يمكن أن ينزلقوا إلى انعدام أمن غذائي كارثي في بعض أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة".
مستويات حادة من الجوع
وقال جريفيث إن المستويات الحادة من الجوع سببها شدة تأثير الصراع على الإنتاج الزراعي، والأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الرئيسية وبمصادر الرزق، وتعطل تدفقات التجارة، والزيادات الحادة في الأسعار، والعوائق التي تعطل وصول المساعدات الإنسانية، والنزوح واسع النطاق.
وكتب: "من المتوقع أن يقع نحو 730 ألف طفل في أنحاء السودان ضحية سوء التغذية الحاد والشديد، من بينهم أكثر من 240 ألف طفل في دارفور. لوحظت بالفعل طفرة غير مسبوقة في وصف علاج الهزال الشديد، وهو العرض الأكثر فتكا لسوء التغذية، في المناطق التي يمكن الوصول إليها".
وارتفعت أعداد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، إذ اقترب عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية من 3.7 مليون طفل، بما في ذلك 730 ألف طفل يحتاجون إلى العلاج المنقذ للحياة.
وقادت رئيسة العمليات الميدانية والطوارئ لمنظمة يونيسيف في السودان جيل لولر، فريقا من 12 موظفا من المنظمة في مهمة إلى أم درمان (الخرطوم) الأسبوع الماضي، وحيث كانت تلك هي أول مهمة للأمم المتحدة تعود إلى الخرطوم التي تتعرض لإطلاق نار شبه مستمر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
وأوضحت جيل لولر أن هدف المهمة كان الوقوف على العمل الذي تدعمه المنظمة مع الشركاء المحليين لتوصيل الإمدادات والخدمات المنقذة للحياة وذلك على الأقل إلى أجزاء من أم درمان التي تمكن الفريق من الوصول إليها.
وأكدت أن الجوع منتشر على نطاق واسع وهو الشاغل الأول الذي يعبر عنه الناس هناك، ولا يمكن لمعظم الأسر تحمل تكاليف المواد الغذائية في السوق وهو ما يرجع جزئيا إلى استمرار انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية الذي يمنع الأسر من تلقى الأموال النقدية التي تشتد الحاجة ليها عبر الهاتف المحمول.
وشددت على أن هناك حاجة إلى أن تعمل أطراف النزاع على تمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق، سواء عبر خطوط النزاع داخل السودان أو عبر الحدود مع الدول المجاورة للسودان.
وقالت إن تشاد وفرت شريان حياة بالغ الأهمية للمجتمعات المحلية في دارفور وأن الوصول عبر حدودها لايزال بالغ الأهمية إلى جانب الوصول عبر جنوب السودان.
أكدت مسؤولة يونيسيف أنه على أطراف النزاع واجب أخلاقي ومسؤولية قانونية لحماية الأطفال وأن عليها أن تتخذ تدابير ملموسة لمنع وإنهاء قتل وتشويه الأطفال وتجنيدهم واستخدامهم في الصراع، وأنه ومن جانب المجتمع الدولي فهناك حاجة إلى تعبئة ضخمة للموارد بحلول نهاية شهر مارس الجاري حتى يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من الحصول على الإمدادات والقدرات على الأرض في الوقت المناسب وذلك للحد من الكارثة الإنسانية الوشيكة في السودان.