بعد تعيينه رئيسًا للوزراء في فلسطين.. ما المهام المطلوبة من محمد مصطفى؟

قام رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بتكليف محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة لفلسطين، وهو شخصية بارزة في مجال رجال الأعمال الفلسطينيين ومن الحلفاء النادرين لعباس.

وتميز مصطفى بدوره في إعادة إعمار غزة خلال فترة إدارة حركة حماس للقطاع، حيث كان قد أدار سابقًا مجموعة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) وصندوق الاستثمار الفلسطيني، والذي يمتلك أصولًا تقدر بحوالي مليار دولار لتمويل مشاريع في الأراضي الفلسطينية.

وولد مصطفى في فلسطين عام 1954، حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة من جامعة بغداد، وحاز على شهادتي الدكتوراه والماجستير في إدارة الأعمال والاقتصاد من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويشغل حاليًا منصب رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، كما تولى منصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، ومن ثم نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد الوطني في الفترة من 2013-2015، حيث لعب دورًا رئيسيًا في إطلاق برنامج إعادة إعمار قطاع غزة عام 2014.

وشغل أيضًا مناصب عليا في البنك الدولي في واشنطن لأكثر من 15 عامًا، وعمل مستشارًا لدى صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ومستشارًا للإصلاح الاقتصادي لدى حكومة الكويت.

كما عمل أستاذًا زائرًا في جامعة جورج واشنطن، وشارك في تأسيس العديد من صناديق الاستثمار مثل صندوق "رسملة فلسطين" وصندوق "شراكات" للشركات الصغيرة والمتوسطة.

وتم تعيين مصطفى منذ عشر سنوات للمساعدة في قيادة جهود إعادة الإعمار في غزة بعد حرب سابقة بين إسرائيل وحماس.

ويأمل الزعماء الفلسطينيون في أن يلعب الآن دورًا في توحيد الفصائل، مع جاهزيته لإعادة إعمار القطاع بعد مرور خمسة أشهر من القصف الإسرائيلي الذي تعرض له القطاع بعد هجوم الحركة الفلسطينية على إسرائيل في أكتوبر الماضي.

بالإضافة إلى تكليفه بمهمة الإشراف على مساعدات دولية متوقعة بمليارات الدولارات، سيحتاج مصطفى إلى الحصول على التأييد السياسي من حماس وأنصارها، بالإضافة إلى التعاون من جانب إسرائيل التي تسعى للقضاء على الحركة.

وفي هذا السياق، أشار الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جياب إلى أن الجميع يواجه أزمة، حيث تعاني حركة فتح في الضفة الغربية وحماس في قطاع غزة، وأضاف أن مصطفى قد يمثل "المخرج" لهذه الأزمتين.

وفي كلمة ألقاها في دافوس في 17 يناير، أعرب مصطفى عن الأمل في تحقيق إقامة دولة للفلسطينيين كوسيلة لتحقيق السلام والأمن في المنطقة.

ويعتبر مصطفى عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بإسرائيل في إطار عملية السلام عام 1993، وتسعى لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967.

وأكد مصطفى على ضرورة تعزيز الهياكل المؤسسية للسلطة الفلسطينية وتحقيق حكم شامل وفعّال لتمكين إعادة توحيد غزة والضفة الغربية.

وبشأن دور حماس، أعرب مصطفى عن رغبته في أن تكون العملية شاملة قدر الإمكان، وأن يتحد الفلسطينيون حول أجندة منظمة التحرير الفلسطينية.