الخلاف العلني يتصاعد.. هل تصل الأمور بين بايدن ونتنياهو إلى طريق مسدود؟
عبده حسن مصر 2030تصاعد الصدام العلني بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل ملحوظ، بعدما اتهم مسؤول إسرائيلي كبير إدارة بايدن بمحاولة تقويض حكومة نتنياهو.
وأكد بيان المسؤول شديد اللهجة والعاطفي على الاستياء المتزايد وانعدام الثقة بين الزعيمين بشأن حرب غزة، وفي تقييمها السنوي للتهديدات الصادر يوم الاثنين، أشارت وكالة استخبارات أمريكية رفيعة المستوى إلى تعمق "عدم الثقة في قدرة نتنياهو على الحكم" منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر.
وذكر تقرير مكتب مدير المخابرات الوطنية أن استمرار قدرة نتنياهو على البقاء كزعيم، إلى جانب استمرار ائتلافه الحاكم المتألف من الأحزاب اليمينية المتطرفة والأرثوذكسية المتطرفة، التي تنتهج سياسات صارمة تجاه القضايا الفلسطينية والأمنية، قد يواجهان تحدياً.
وأشار التقرير إلى توقعات أجهزة المخابرات الأمريكية بحدوث احتجاجات كبيرة تطالب برحيل نتنياهو وإجراء انتخابات جديدة في الفترة المقبلة.
وأكد أن تشكيل حكومة مختلفة وأكثر اعتدالاً قد يكون أمراً محتملاً. ويعكس هذا التقييم النادر للوضع السياسي الداخلي للزعيم الإسرائيلي حليف الولايات المتحدة.
كما يشير المسؤولون الإسرائيليون إلى أنه كان ينبغي أن لا يحدث ذلك دون موافقة مسبقة من البيت الأبيض.
وتواجه إدارة بايدن ضغوطاً سياسية هائلة بسبب دعمها للحكومة الإسرائيلية في حربها مع حماس، في حين يتنافس الرئيس على إعادة انتخابه.
وفي بيان أُرسل إلى الصحفيين منسوب إلى "مسؤول إسرائيلي كبير"، انتقد على نطاق واسع إدارة بايدن واتهمها بالتدخل في السياسة الداخلية الإسرائيلية.
وأكد المسؤول الإسرائيلي الكبير أن المواطنين الإسرائيليين هم من ينتخبون رئيس الوزراء وأن إسرائيل دولة مستقلة وديمقراطية، وليست تابعة للولايات المتحدة.
وبعد خطابه حول حالة الاتحاد الأسبوع الماضي، بدأ الرئيس جو بايدن في مهمة صعبة، حيث حاول التوازن بين الانفصال عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والتمسك بإسرائيل في مواجهتها لحماس في حرب غزة.
وفي أحدث تطور، حدد بايدن "خطا أحمر" له لأول مرة، عبر معارضته لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
بينما أكد نتنياهو أن "خطه الأحمر" يجب أن يكون دخول إسرائيل لرفح، أكد بايدن خلال خطابه أيضًا على الأزمة الإنسانية في غزة، وهو ما أثار مطالب من الجناح الأيسر لحزبه بوقف إطلاق النار.
وفي الوقت الحالي، شكر نتنياهو بايدن في خطاب ألقاه في مؤتمر إيباك على الدعم الذي قدمه لإسرائيل، ولكنه أشار إلى عدم استعداده للتنازل تحت ضغوط خارجية فيما يتعلق بعملية في رفح، وزعم نتنياهو أن الأغلبية في الكونجرس وبين الأمريكيين تدعم إسرائيل.
كما يوجد أشخاص يسعون لترسيخ الفكرة بأن هناك رئيس وزراء إسرائيل وشعب إسرائيل، ولكن في الحقيقة، يعبر شعب إسرائيل عن دعمه لسياستي. من جهة أخرى، حاول مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، تقليل أهمية الخلافات خلال مؤتمر صحفي مع الصحفيين يوم الثلاثاء، حيث أكد أن الرئيس بايدن سيتحدث بوضوح في حال وجود مخاوف بشأن المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في غزة.
كما أشار سوليفان، الذي التقى بالسفير الإسرائيلي مايك هرتزوغ في وقت سابق من اليوم، إلى أنه يتعين التركيز على الأحداث الفعلية على الأرض بدلاً من التركيز على المحادثات الدبلوماسية.
وفي وقت سابق أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال محادثات خاصة أن التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح أمرًا معقدًا بشكل لا يمكن التنبؤ به.
ووصف بايدن نتنياهو بأنه عائق رئيسي يعوق جهود الدبلوماسية لإقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار.
وفقًا للتقارير، أعرب الرئيس جو بايدن عن إحباطه من نتائج المحادثات الأخيرة، حيث لم يتمكن من إقناع إسرائيل بتغيير تكتيكاتها العسكرية في قطاع غزة، ووصف بايدن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه عقبة أساسية، وفقًا لمصادر مطلعة على تعليقاته.
وأبدى بايدن جهوده لإقناع إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار، إلا أنه واجه صعوبة في التعامل مع نتنياهو، ووصفه بأنه "يمنحه الجحيم"، وفقًا لمصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها.
فعلى الرغم من الصور التي تظهر التوافق بين الزعيمين حول حرب غزة، فإن العلاقة بين بايدن ونتنياهو توترت بسبب استراتيجيات إسرائيل في هجماتها على القطاع المدمر وثقل حصيلة القتلى المدنيين الفلسطينيين على مدار أكثر من 4 أشهر.
كما وصف بايدن نتنياهو بأنه "أحمق"، مستخدمًا كلمة أكثر بذاءة، في أكثر من جلسة سرية، وفقًا لما نقلته شبكة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية عن مصادر مطلعة بشكل مباشر على تعليقات الرئيس الأمريكي.
بينما أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في بيان أن العلاقة بين الزعيمين "متسمة بالاحترام".
وأوضح المتحدث أن الرئيس كان صريحًا بخلافه مع رئيس الوزراء نتنياهو، لكن هذه العلاقة مستمرة منذ عقود ومحظًا بالاحترام في العلن والسر.
ومنذ لقاء نتنياهو خلال زيارته لإسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، زادت إحباطات بايدن بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين الفلسطينيين في غزة، الذين وصل عددهم إلى أكثر من 28 ألفًا.
بالإضافة إلى ذلك، يشعر الرئيس الأمريكي "بالاستياء" من رفض نتنياهو لعروض الوقف الفوري للقتال، وعدم رغبته في التوصل إلى اتفاق سلام دائم قبل القضاء تمامًا على حماس.