«أوبن آرمز».. هل تُنهي معاناة أهل غزة في رمضان؟
عبده حسن مصر 2030توجهت سفينة خيرية، التي كانت مرسوة في ميناء قبرص لمدة تقارب الشهر، أخيرًا إلى غزة، محملة بنحو 200 طن من المساعدات في مشروع تجريبي يهدف إلى فتح طريق بحري جديد لدعم السكان المعيشين على أطراف المجاعة.
ظهرت لقطات فيديو للقارب المسمى "أوبن آرمز" وهو يغادر ميناء لارنكا الجنوبي في قبرص، في وقت غير محدد في الصباح الباكر يوم الثلاثاء.
وأشار مسؤولون حكوميون في قبرص إلى أنهم لن يكشفوا عن التوقيت الدقيق لمغادرة السفينة بسبب أسباب أمنية.
وتتمثل مهمة القارب البارجة في توفير إمدادات حيوية مثل الدقيق والأرز والبروتين، بالإضافة إلى الماء والأدوية، والتي تعد ضرورية في المناطق الساحلية المحاصرة.
كما يدير هذه المهمة بشكل رئيسي منظمة World Central Kitchen الخيرية، التي يتخذ مقرها في الولايات المتحدة، بتمويل غالبًا من دولة الإمارات العربية المتحدة، بينما تقدم جمعية Proactiva Open Arms الإسبانية المساعدة عبر السفينة.
وأعرب مؤسس WCK، خوسيه أندريس، والرئيس التنفيذي، إيرين جور، عن هدفهما في إنشاء ممر بحري سريع للمساعدات المتجهة إلى غزة، والتي تشمل قوارب وصنادل محملة بالوجبات الجاهزة.
فعادةً ما تستغرق الرحلة البحرية طولها 210 ميلاً حوالي 15 ساعة، ولكن بارجة السحب الثقيلة قد تجعلها أطول بكثير، بحوالي 50 ساعة، وفقًا للمسؤولين.
وتمثل هذه الرحلة الافتتاحية تجربة، وكان من المقرر في البداية أن تغادر منظمة "أوبن آرمز" من لارنكا يوم الجمعة، ومن ثم يومي الأحد والاثنين. وأرجعت التأخيرات إلى "أسباب فنية"، وأفادت وسائل الإعلام القبرصية واليونانية في وقت متأخر من يوم الاثنين أن تأخير بناء رصيف لإنزال المساعدات كان السبب وراء التأخير.
وتساءل دبلوماسي غربي مقيم في نيقوسيا، العاصمة القبرصية، حول توقيت البيانات التي أصدرت بشأن سفينة المساعدات.
وأعرب الدبلوماسي عن استغرابه قائلاً: "يبدو الأمر غريبًا للغاية أن يتم الإعلان عن ذلك في الوقت الذي لا يوجد فيه مكان لنقل المساعدات إليه".
كما تعتزم الجمعيات الخيرية نقل المساعدات مباشرة إلى غزة، التي تعاني من العزل عن العالم الخارجي منذ بدء الهجوم الإسرائيلي ردًا على هجوم مسلحي حماس في 7 أكتوبر.
ونظرًا لغياب البنية التحتية للموانئ، أعلنت WCK عن نيتها بناء رصيف ميناء في غزة باستخدام مواد من المباني المدمرة والأنقاض، بالإضافة إلى جمع 500 طن أخرى من المساعدات في قبرص لإرسالها أيضًا.
وهذه المبادرة مستقلة عن تلك التي أعلنتها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، حيث تهدف إلى بناء رصيف مؤقت في الجيب لتسهيل توصيل المساعدات عن طريق البحر. وفي حال نجاح المهمة يوم الثلاثاء، ستكون هذه خطوة نحو تخفيف الحصار البحري الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في عام 2007 بعد سيطرة حماس على القطاع الفلسطيني.
مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، يسعى اللاعبون الدوليون جاهدين لإيجاد طرق بديلة لتقديم المساعدات.
وقد أعربت قبرص عن استعدادها لتقديم ممر بحري سريع لنقل المساعدات عند الضرورة، حيث من المقرر أن تخضع الشحنات لفحص أمني في قبرص من قبل فريق يضم موظفين إسرائيليين، مما يقلل من الحاجة إلى فحص في نقطة التفريغ النهائية ويزيل التأخير المحتمل في تسليم المساعدات.