بعد الأحداث الأخيرة.. ماذا تعرف عن هايتي وما أبرز العصابات بها؟
في صباح اليوم، تم الإعلان عن استقالة رئيس الوزراء الهايتي، أرييل هنري، ليس بسبب معارضة سياسية أو حركة احتجاجية، ولكن بسبب مواجهته لما وصف بـ "ثورة عصابات".
وفي وقت سابق من شهر مارس الجاري، حكومة هايتي أعلنت حالة الطوارئ وفرضت حظر التجول ليلاً في محاولة لاحتواء موجة العنف التي نشبت بعد هجوم عصابات على السجن الرئيسي في البلاد، مما أدى إلى فرار آلاف السجناء.
وجاء في بيان الحكومة أن حالة الطوارئ وحظر التجول سيبدأ من الساعة السادسة مساءً وينتهي في الساعة الخامسة صباحاً، وسيسري هذا الإجراء من الأحد إلى السادس من مارس، وستشمل هذه الإجراءات المنطقة الغربية التي تشمل العاصمة بور-أو-برنس.
وأشارت الحكومة إلى أن الهدف من هذه الخطوات هو "إعادة فرض النظام واتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الوضع مرة أخرى"، ووقع وزير الاقتصاد، باتريك ميشال بوافير، البيان بصفته رئيساً للوزراء بالوكالة.
فوفقًا لتقرير سابق في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يشير إلى وجود نحو 200 عصابة نشطة في هايتي، مع تواجد حوالي 20 عصابة تقريبًا في العاصمة بورت أو برنس.
وتدير اتحادات رئيسية للعصابات، بما في ذلك اتحاد "جي-بيب" وعائلة "جي-9"، أحياء فقيرة في العاصمة، وغالبًا ما تكون لها علاقات ببعض السياسيين.
وأحد أبرز زعماء العصابات هو جيمي شيريزير المعروف باسم "باربكيو"، الذي أصبح ممثلًا عامًا لتحالف يُعرف باسم "تحالف العيش معا"، وهو تحالف تشكل بعد نشاطات مسلحة لهذه المجموعات.
ويُعتبر "باربكيو" ضابط شرطة سابق، ووُجِّهت له اتهامات بارتكاب جرائم مثل المذابح والنهب والاغتصاب والقتل عشوائيًا، ويصف أفعاله بأنها "ثورة مسلحة"، ويطالب برحيل رئيس الوزراء، مما يجد تأييدًا من جزء كبير من السكان.
أما عن دولة هايتي فهي تقع في جزء الكاريبي من جزيرة هيسبانيولا، وتحدها جمهورية الدومينيكان إلى الشرق.
وتعتبر هايتي واحدة من أقدم الدول الجمهورية في العالم، حيث أعلنت استقلالها عن فرنسا في عام 1804، لتصبح بذلك أول دولة للعبيد المحررين.
وتمتاز هايتي بتنوع ثقافي غني نابع من مزيج من الأصول الإفريقية والأوروبية، وعلى الرغم من ثراءها الثقافي، تواجه هايتي تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، بما في ذلك الفقر والبطالة وقلة البنية التحتية.
كما تعاني هايتي من الكوارث الطبيعية بانتظام، مثل الأعاصير والزلازل، مما يزيد من تعقيدات الوضع الاقتصادي والاجتماعي.
وتعد اللغة الرسمية في هايتي هي الفرنسية، ولكن اللغة الكريولية الهايتية تُستخدم على نطاق واسع في التواصل اليومي.
كما تتميز الثقافة الهايتية بتنوعها وتراثها الغني، الذي يعكس تأثير العديد من العوامل الثقافية بما في ذلك الأفريقية والأوروبية والتاينية.
وتعتبر هايتي جمهورية ديمقراطية، حيث يتم انتخاب رئيس البلاد والبرلمان من قبل المواطنين.
ومع ذلك، شهدت هايتي عدة اضطرابات سياسية وفترات من عدم الاستقرار السياسي على مر السنين.
فيما يعتبر الاقتصاد الهايتي واحدًا من أضعف الاقتصادات في العالم، ويعتمد الاقتصاد بشكل كبير على الزراعة، خاصة زراعة القهوة والسكر والقطن، والبنية التحتية الاقتصادية في هايتي تعاني من الضعف والتراجع، مما يعرقل جهود التنمية.
كما يواجه الشعب الهايتي العديد من التحديات الاجتماعية، مثل الفقر وارتفاع معدلات البطالة، بالإضافة إلى ذلك، تتعرض هايتي بانتظام للكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل، مما يزيد من معاناة السكان وتدمير البنية التحتية.
ويتمتع المجتمع الهايتي بتنوع ثقافي وديني، حيث تمتزج الديانات المسيحية مع العقائد الأفريقية التقليدية والإسلام.
