«ثورة عصابات».. ماذا وراء تنحي رئيس وزراء هايتي؟

قدم رئيس وزراء هايتي المحاصر، أرييل هنري، استقالته وفقًا لإعلان رئيس غويانا، عرفان علي، بعد تمرد العصابات ضد الحكومة.

وعلى هامش قمة إقليمية في كينجستون، جامايكا، أشاد "علي" بالاستقالة وبتشكيل مجلس رئاسي انتقالي وتعيين رئيس وزراء مؤقت.

وهنري، الذي يتواجد في بورتوريكو ولا يستطيع العودة إلى هايتي، حث الناس على الهدوء في خطاب بالفيديو، وأكد أن الحكومة ستستقيل عند تنصيب المجلس الانتقالي، معربًا عن شكره للفرصة التي أعطيت له في خدمة الشعب.

وأثناء تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في هايتي، اندلعت الاحتفالات في الشوارع، حيث رقص الناس على وقع الموسيقى وأطلقت الألعاب النارية في السماء، مع تأكيد الأمل في عودة السلام والاستقرار.

كما أن استقالة هنري جاءت بعد توحيد العصابات لإسقاط الزعيم غير المنتخب خلال عشرة أيام من الفوضى، حيث قاموا بحرق مراكز الشرطة واقتحام الموانئ والسجون، وأحاطوا بمطار العاصمة الدولي.

وأفاد مسؤول أمريكي بارز أنّ هنري لا يزال في بورتوريكو، وأنّ قرار التنحي تم اتخاذه يوم الجمعة، وأوضح المسؤول أنّ هنري أعرب عن رغبته في العودة إلى هايتي في المستقبل.

وقدّم هنري استقالته إلى الكتلة السياسية الإقليمية لمجموعة الكاريبي، كاريكوم، بعد عقد اجتماع طارئ حول مستقبل هايتي، حيث تواجه اقترابها من الفشل الدولي.

وتسلّم أرييل هنري منصب رئيسًا بالإنابة لهايتي في يوليو 2021 بعد اغتيال الرئيس جوفينيل مويز على يد مرتزقة كولومبيين.

وتم اعتبار حكومة هنري على نطاق واسع فاسدة وغير شرعية بسبب فشلها المتكرر في إجراء الانتخابات، ولم تشهد هايتي انتخابات منذ عام 2016.

وخلال حكم الرئيس البالغ من العمر 74 عامًا، انتشرت العصابات في أرجاء البلاد وأثارت الذعر بين المدنيين وقطعت الطرق ومنعت وصول الغذاء والوقود، حيث سيطر المجرمون المسلحون على 80% من العاصمة بورت أو برنس.

ويعاني نصف سكان هايتي - أي 4.35 مليون شخص - من الجوع بانتظام.

وحاول هنري تأمين دعم دولي لقوات الأمن لتعزيز النظام منذ أكتوبر 2022، وفي 1 مارس، نجح في إقناع كينيا بتوقيع اتفاقية لإرسال 1000 ضابط إلى المنطقة، لكن ذلك جاء متأخرًا.

وخلال غياب هنري في نيروبي، اجتمعت العصابات المسلحة - التي كانت تتقاتل في السابق - لإزاحته عن السلطة، وهددت بارتكاب "إبادة جماعية" إذا لم يستقيل.

وبسبب شلل مطار هايتي والعنف المتصاعد في شوارع بورت أو برنس، اضطر المجرمون المسلحون هنري لمشاهدة تدهور حكومته.

وأوضح علي أنّ خليفة هنري المؤقت سيتم تعيينه من قبل مجلس رئاسي يضم مراقبين وسبعة أعضاء مع حق التصويت، وستكون تشكيلة المجلس ممثلة للقطاع الخاص والمجتمع المدني، وتضم زعيمًا دينيًا.

وأكد علي أنّ أي شخص ينوي الترشح في الانتخابات المقبلة في هايتي لن يكون مؤهلاً للمشاركة.