بعد تعطلها في قبرص.. ما موعد إرسال سفينة المساعدات المعطّلة إلى غزة؟
عبده حسن مصر 2030تعطلت سفينة مساعدات تحمل 200 طن من المواد الغذائية في قبرص ليلة الأحد، وهو محاولة للتخفيف من المجاعة المتوقعة في قطاع غزة، وذلك رغم الضغط لتقديم المساعدة البحرية في ظل تعثر محادثات وقف إطلاق النار وبداية شهر رمضان المبارك.
وصرح المتحدث باسم الحكومة القبرصية، كونستانتينوس ليتمبيوتيس، لوكالة الأنباء الرسمية للجزيرة، بأن التوقيت الدقيق لمغادرة السفينة لم يُعلن بسبب "أسباب أمنية"، ولكن من المتوقع أن تغادر في وقت مبكر من صباح الاثنين بسبب "صعوبات فنية".
كما تم تأسيس المطبخ المركزي العالمي (WCK)، وهي منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة، ومؤسسة Open Arms الإسبانية لتسليم المساعدات الغذائية، بما في ذلك الأرز والدقيق والعدس، إلى غزة، ومن المتوقع أن تغادر سفينة "أوبن آرمز" من لارنكا نهاية هذا الأسبوع متجهة إلى غزة خلال يومين أو ثلاثة أيام.
ولكن السفينة لا تزال في قبرص بسبب إجراءات التفتيش التي قامت بها السلطات القبرصية بناءً على اتفاق مع إسرائيل.
ورفضت المتحدثة باسم WCK، ليندا روث، الدخول في "التفاصيل الكاملة للعمليات اللوجستية"، معبرة عن "الوضع المعقد والمتغير باستمرار"، وأشارت إلى أن شركة Open Arms، المسؤولة عن سحب البارجة، ستبدأ العمل في أقرب وقت ممكن.
كما أكدت أيضًا استعداد الجمعيات الخيرية لتقديم 500 طن إضافية من المساعدات، بتمويل من دولة الإمارات، حيث بدأ العمل يوم الأحد على إعداد رصيف عائم لاستقبال هذه المساعدات.
وفي حدث منفصل، أعلن مسؤولون في واشنطن أن سفينة عسكرية أميركية تحمل معدات لبناء رصيف مؤقت ثانٍ في غزة كانت في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط، وأشاروا إلى أن العمل قد يستغرق عدة أسابيع قبل أن يصبح المنشأة جاهزة للاستخدام.
كما أن تأخير مغادرة سفينة المساعدات يبرز تعقيد عملية إيصال المساعدات إلى غزة عبر وسائل غير تقليدية، حيث اتُهمت إسرائيل بعدم القيام باللازم لتيسير المساعدات الإنسانية لسكان غزة، الذين يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وبفعل مياهها الساحلية الضحلة وندرة الموانئ العاملة، تصعب عمليات الشحن البحري، ولا يُظهر الطريق البحري السريع الجديد تأثيره على الوضع الإنساني المتردي في غزة بشكل واضح.
وبعد مرور خمسة أشهر من اندلاع الحرب، أشارت الأمم المتحدة إلى أن ربع سكان الأراضي الفلسطينية المحاصرة يواجهون خطر المجاعة.
كما أعلنت وزارة الصحة المحلية أن 23 شخصاً، بمن فيهم أطفال، توفوا جراء الجفاف وسوء التغذية خلال العشرة أيام الماضية.
وتعثرت جهود وكالات الإغاثة في تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق التي تحتاج إليها بشدة بسبب العقبات اللوجستية وتدهور النظام العام والبيروقراطية التي فرضتها إسرائيل.
وأعربت إسرائيل عن ترحيبها بالشحنات البحرية وأكدت على ضرورة فحص الشحنات المتجهة إلى غزة قبل مغادرتها منطقة التجمع في قبرص.
نظرًا لتواجد نقطتي الدخول الوحيدتين إلى المنطقة الساحلية في الجنوب البعيد، يجب على قوافل المساعدات أن تتخطى مسافة تصل إلى 25 ميلاً (40 كيلومترًا) من الطرق المدمرة والتهديد المستمر بالنهب للوصول إلى مدينة غزة والمناطق الشمالية، حيث تكثر الظروف الخطرة.
وفي الأسبوع الماضي، قُتل أكثر من 100 شخص عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على نقطة توزيع المساعدات في غزة، مما أدى إلى اندلاع حادث تدافع. نفت السلطات الفلسطينية وشهود العيان تقرير الجيش الإسرائيلي وأكدوا أن العديد من المصابين نقلوا إلى المستشفى بسبب إصابات بالرصاص.
وفتح الممر البحري المدعوم من الاتحاد الأوروبي من قبرص، بالإضافة إلى عمليات إسقاط المساعدات جواً من قبل الولايات المتحدة والأردن ودول أخرى، يعكس الإحباط المتزايد حتى بين أقرب حلفاء إسرائيل بسبب عدم قيامها بما يكفي لتسهيل وصول المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يواجهون وضعاً يائساً في غزة، وكان عدد شاحنات المساعدات التي وصلت المنطقة عن طريق البر خلال الأشهر الخمسة الماضية أقل بكثير من 500 شاحنة يومياً التي كانت تدخل قبل الحرب.
وسلطت السلطات الإسرائيلية النفي على هذه الاتهامات بشكل متواصل، حيث أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، يوم السبت، أن "حماس تقوم بسرقة المساعدات الإنسانية وتخزين المعدات والمواد الغذائية المخصصة لشهر رمضان لصالح قادة الإرهابيين بدلاً من توجيهها للمدنيين المحتاجين في قطاع غزة".
وأضاف: "نحن، بالتعاون مع شركائنا في الولايات المتحدة، ننسق توفير رصيف عائم مؤقت لتسهيل وصول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. سنواصل جهودنا الإنسانية بينما نواصل تقويض القدرات العسكرية لحماس، و…